أقلام وأراء

إسرائيل لن تهاجم ايران خوفا من مفاجآت لم تحسب حسابها.. ومنع تطورها الصناعي احد اهدافها

بسام ابو شريف 1/12/2021

مصادر عليمة جداً ومطلعة جداً في تل ابيب ، قالت إن الخلاف في هيئة الأركان الاسرائيلية حول التصدي لإيران هو خلاف حقيقي ، وان هنالك مجموعة من الجنرالات يخشون من تحطم إسرائيل إن هي شنت حرباً على إيران ، وذلك لعدم جاهزية جنود جيش اسرائيل للقتال وعدم رغبتهم بالقتال وعدم وعدم معرفة اسرائيل ماذا ستواجه في حالة شنت ضربات قوية لإيران.

هذا من ناحية ،ومن ناحية اخرى ، يقول المصدر إن الجنرالات يخشون خشية كبيرة من تغيرات في بعض الدول العربية التي بدأت اسرائيل تعتمد عليها إعتماداً كبيراً في تطويق ايران ومحاربتها ومنعها من امتلاك القدرة على تطوير صناعتها في شتى المجالات.

أي أن المراهنة على ما يسميه بينيت حلف ابراهيم ، قد تؤدي الى كارثه اخرى لإسرائيل.

وهنا لابد من طرح سؤال ، مما تخشى اسرائيل ولماذا هذه العواصف من القلق ، والتخوف وتحريك الرأي العام الغربي ضد ايران وحول امتلاك ايران السلاح النووي ؟.

العالم الفطن يعلم أن إيران قادرة على صنع السلاح النووي ليس الآن ولكن منذ فترة من الوقت ، فهي تمتلك الآلات التخصيب وطورت تلك الآلات بحيث سرعت في عملية التخصيب وهي تمتلك كمية مخصبة من اليورانيوم ، تكفي لصناعة السلاح النووي ، لكن ما يمنع ايران من صناعة السلاح النووي ليس خوفها من الولايات المتحدة او اسرائيل ، بل قرارها الداخلي ، فالقرار الايراني من أعلى المراجع هو بعدم امتلاك سلاح نووي لأن الإسلام ضد هذا السلاح المعادي للبشرية ، هذا سلاح تدمير البشر وليس سلاحاً عسكرياً للدفاع عن النفس .

ولقد اعلن هذا أكثر من مرة ، فهو ليس أمراً جديداً لا على الادارات الامريكية ولا على اسرائيل ، لكن هاتان الجهتان ، تصران بإستمرار الى أنهما لن يسمحا لإيران ، بامتلاك سلاح نووي وأن هنالك اسلوب عبر المفاوضات وأسلوب آخر وطرق اخرى لإكراه إيران على عدم انتاج السلاح النووي .

هذا مضحك ، لأن الإدارة الامريكية والصهيونية العالمية وكل من يتبعهما ، يعلمون أن إيران لا تريد صناعة السلاح النووي وهم اعتبروا أن ايران تريد ، وهذا غير واقعي وغير حقيقي، ليس هذا فقط بل ، اعتبروا ايران تريد أن تحصل على السلاح النووي وأن خطته كل هذه الاطراف هي منع إيران وعدم السماح لها باقتناء السلاح النووي ، أي عدم السماح لها بإقتناء ما تريد اقتناءه إيران .

مضحك ايضاً ، فهذه مسرحية يمثلها مخرجها ومنتجها ولا يشارك فيها أحداً آخر ، والعالم هو صف المشاهدين.

إذا لم يكن السلاح النووي هو ما تخشاه اسرائيل ، فما الذي تخشاه اسرائيل من ايران ، كلام دقيق ، ويحتاج الى جواب دقيق .

لقد بلغت اسرائيل من خلال المدد والتغذية الامريكية والاوربية لهذا الكيان الذي اقيم بالقوة الغاصبة على أرض شعب آخر ، هو الشعب الفلسطيني ، وحولت الى قاعدة للعدوان لمنع الدول العربية كمصر وسوريا والعراق من التطور والتطوير في الزراعة والصناعة وإكراهها على صرف الموازنات الضخمة على الجيوش والحروب.

بلغت حداً من التطور ، يمكن أن نطلق عليه حد الاشباع أي انها استخدمت كافة الإمكانات المحلية لتطوير صناعات وطورت صناعات تكميلية ، استوردت مصانع من أوروبا وعقدت اتفاقات مع كبرى الشركات لفتح مصانع لإنتاج بضائعها ومنتجاتها في المستوطنات ولم يعد بإمكان إسرائيل أن تتطور ذاتياً أكثر من هذا رغم أنها ركزت على الإلكترون والحرب الالكترونية ، ووصلت بها الامور الى انها فتحت باب التخصص في صناعة البرمجة الالكترونية وبرمجة التجسس كما ظهر في العالم مؤخراً حول برنامج بيغاسوس الذي جلب لإسرائيل أموالاً ضخمة من خلال إستخدامه من قبل حلفاء وأصدقاء إسرائيل للتجسس ربما على شعبهم وعلى وزرائهم وعلى دول صديقة لهم أو معادية.

والآن نشاهد جوجل ترفع دعوى على الشركة التي أنتجت بيغاسوس ، هنالك معارك تخاض في الغرب ، لأن هذه التكنولوجيا الاسرائيلية ليست اسرائيلية بل هي تكنولوجيا مسروقة عبر جواسيس اسرائيل على أصدقائها ومن اوروبا بواسطة أوروبيين يتجسسون لصالح اسرائيل.

اذن بلغت اسرائيل الحد الاقصى فهي الان بحاجة لميادين اخرى واسواق اخرى والتوسع اقتصادياً ، سواء من حيث كمية الأموال المستثمرة في مشاريع كبرى ، قد تجلب الدمار لدول عديدة ، او استثمار أموال دول الخليج في مشاريع قد تتحول الى وهم حقيقي عندما تصل الامور الى نتائجها ، وتتركز هذه المشاريع بشكل أساسي على ميدان المياه والكهرباء ، وتحاول إسرائيل من خلال هذه المشاريع أن تجني الأرباح أولاً وأن تتحكم بهذه الدول ثانياً ، والامر لا يتعلق بالشرق الأوسط فقط ، كما شاهدنا في الاردن وربما سوريا وربما مناطق اخرى ، بل إفريقيا والبحيرة الكبرى التي هي مصدر أساسي للمياه لعدة دول إفريقية .

هم إسرائيل وقلقها يتركز في عدم السماح لإيران بأن تستخدم أموالها ودخلها في ميدان البحث العلمي والتطور العلمي لأن ذلك سيعني أن إيران ستكون بمقدورها إنتاج بضائع ومنتجات متقدمة جداً تغزو بها الأسواق وليس كما تشتهي اسرائيل ، أي أن تغزو إسرائيل الأسواق ببضائعها غير المصنوعة والمخترعة أسرائيلياً ، ولكن المسروقة أسرارها من التكنولوجيا الأمريكية والاوروبية.

إنها حرب القدرات ، وليست حرب السلاح النووي ، إسرائيل تريد أن تمنع إيران من استخدام ثرواتها لصالح الشعب الايراني وذلك بمنع تطوير ايران زراعياً وصناعياً وتريد أيضاً عدم تمكين إيران من استخدام القوة النووية في الميادين السلمية وهنا اريد أن أؤكد وأضع سطرين تحت هذه الجملة ، الهدف الاسرائيلي ليس منع إيران من الحصول على السلاح النووي إنما منع إيران من استخدام الطاقة النووية ، في البحث العلمي والتطوير الزراعي والصناعة وانتاج الكهرباء وكافة الميادين السلمية التي تجعل بمقدور إيران أن تنتج وتخترع وتتقدم في ميدان الطب والغذاء والدواء والميكانيك والصواريخ والطيران ، وهذا سيجعل من إيران دولة عظمى وهو ما لا تريده الولايات المتحدة ولا أوروبا ولا اسرائيل ، هذه هي المعركة الحقيقية وليست السلاح النووي ، ولذلك هنالك خشية وقلق إسرائيلي مما تسميه اسرائيل وواشنطن تنظيمات تابعة لإيران في منطقة الشرق الأوسط وحددت ذلك بإعطاء هذه التنظيمات وصف الإرهاب ونعوت الإرهاب حددت حزب الله وأنصار الله وحماس والمقاومة العراقية والمقاومة السورية.

إذن هي تخشى من هذه التنظيمات المقاومة أن تكون أذرع قوية جداً في الدفاع عن المركز الرئيسي لدعم حركة التحرر في المنطقة وحركة الشعوب نحو استقلالها وتقرير المصير ، أي طهران – ايران ، هذه هي الحرب ، حرب لمنع إيران من استخدام الطاقة النووية لزيادة قدراتها العلمية والبحثية والانتاجية في شتى الميادين ، وحرب على فصائل محور المقاومة التي تقاتل من أجل انتزاع حقوق الشعوب ، وعلى رأسها حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير والاستقلال وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الحرة العربية الأبية .

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى