ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: يجب اتخاذ المزيد من الإجراءات في الميدان، لكن الظروف صعبة

إسرائيل اليوم 5-5-2023، بقلم يوآف ليمور: يجب اتخاذ المزيد من الإجراءات في الميدان، لكن الظروف صعبة

إغلاق الحساب مع قتلة ثلاث بنات عائلة “دي” كان متوقعاً، ولكنه لا يزال مبهراً: فالمعلومات الاستخبارية الدقيقة التي أشارت في الزمن الحقيقي إلى مكان وجود القتلة، سمحت لمقاتلي “يمام” الوصول إليهم وهي متخفية وتنفذ تحت النار والانسحاب بنجاح كامل بلا إصابات، باستثناء الكلب جينغو الذي حظي وعن حق بجملة ثناء على دوره في الحرب ضد العنف.

الجمهور الإسرائيلي ومنتخبوه أثنوا على العملية، لكن ليس الكثيرون يفهمون تعقيداتها والخطر الكامن فيها. فالدخول في وضح النهار إلى قصبة نابلس (أو كبديل إلى مخيم اللاجئين في جنين)، والاصطدام بمقاومة شديدة وعنيفة شبهها مسؤول كبير في هيئة الأركان مؤخراً بمشهد من Black Hawk Down – الفيلم الذي خلد المعركة التي خاضها الأمريكيون في مقديشو، الصومال، قبل 30 سنة.

يختبئ من خلف هذا الوصف واقع الضفة الغربية العنيف والخطير أكثر من أي نقطة أخرى في العشرين سنة التي انقضت منذ حملة “السور الواقي”. فكمية السلاح الذي في الميدان غير معقولة، وهي وليدة تهريب بالجملة، من الأردن أساساً، في ظل التعاون بين التنظيمات في المنطقة والضفة (أحياناً بالتعاون مع عائلات الجريمة من أوساط عرب إسرائيل)؛ وتشجيع منظمات مختلفة – حماس و”الجهاد الإسلامي” وحتى “حزب الله” وإيران التي بدأت بالعمل مؤخراً بشكل مباشر مع محافل في الضفة – يتضمن التمويل والتوجيه، هو بحجوم غير مسبوقة؛ وتأثير الشبكات الاجتماعية على الشبان (مع التشديد على التيك توك) ملموس جيداً ويدفعهم إلى العمل؛ وفي خلفية كل هذا سلطة فلسطينية مكروهة وضعيفة تجد صعوبة في فرض إمرتها، وترى رجالها في غير مرة ينتقلون من الطرف الآخر ويتعاونون مع التنظيمات.

كل هذا يترجم إلى كمية إخطارات مخيفة – عشرات في كل نقطة زمنية. إحباط كل عملية تنجح أمر مفهوم، لكن في ضوء هذه المعطيات، يتطلب التساؤل: لماذا بقي معدل الإحباطات مرتفعاً. الجواب مثلما هو في التصفية الناجحة التي جرت أمس في نابلس: هو في خليط من الاستخبارات البشرية والتكنولوجيا النوعية على نحو خاص مع جسارة عملياتية. ونعم – أيضاً مع مستوى الهواة، وغير مرة أيضاً مع كثير من الحظ.

حتى السنة الماضية، نجحت إسرائيل في الإبقاء على حجم محتمل للتصعيد، منع عنها الحاجة للخروج إلى حملة واسعة في الضفة. فموجة التصعيد التي بدأت في بداية 2022، وتعاظمت في الأشهر الأخيرة، رفعت الموضوع إلى جدول الأعمال مرة أخرى. نشرت ليلاخ شوفال هنا أمس تقول إن الجيش الإسرائيلي يفكر بالعمل الآن في شمال الضفة؛ هذه فكرة بحث فيها السنة الماضية ورفضت، والظروف الآن مريحة أقل من ناحية إسرائيل – أساساً على خلفية التخوف من وحدة الساحات، بمعنى أن تؤدي حملة واسعة ودامية في شمال الضفة بالضرورة إلى تصعيد في غزة وربما أيضاً في الحدود الشمالية، وكل هذا بينما يعوز إسرائيل الائتمان السياسي في واشنطن والعواصم العربية.

المفارقة هي أن إسرائيل تحتاج إلى مثل هذه الحملة كي “تنظف” الساحة من المخربين والأسلحة، لكن يصعب عليها أن تشنها دون ذريعة مهمة – عملية تقلب البطن ولا تترك للحكومة مفراً. العملية في فندق بارك في نتانيا، عشية ليل الفصح 2002، والتي أطلقت شرارة حملة “السور الواقي” بعد فترة راكمت فيها إسرائيل القتلى وثقة سمحت لها بالعمل، أما الآن فتقف حكومة نتنياهو أمام تحد مشابه في ظروف داخلية، إقليمية ودولية، مريحة على نحو أقل.

هذا يستوجب من الحكومة عدة أعمال فورية: الأول زيادة عمليات إحباط العمليات بشكل مبادر إليه، رغم المخاطرة الكامنة في كل عملية كهذه من حيث أن تؤدي إلى التصعيد (بما في ذلك غزة). والثاني، إصدار الأوامر للجيش و”الشاباك” (ولشرطة إسرائيل المسؤولة عن الأمن الداخلي) بالاستعداد لحملة واسعة والتدرب عليها علناً، لردع الطرف الآخر – في الضفة وغزة. الثالث، وقف سياسة التردد حيال غزة، بما في ذلك المخاطرة بعدة أيام قتالية لتعزيز الردع. والرابع، عمل كل ما يلزم لترميم العلاقات مع الولايات المتحدة ودول المنطقة، والبدء بإرسال وزير الدفاع إلى واشنطن كجسر ضروري لوجود علاقات سليمة بين أجهزة أمن الدولتين. الخامس، والأهم منها جميعها، العمل بلا إبطاء على رأب الصدوع الداخلية، انطلاقاً من فهم بأن التحديات على جدول الأعمال – إمكانية حملة واسعة في كل جبهة في فترة زمنية فورية – تستوجب مجتمعاً موحداً وقوياً.

معلومات مقلقة على طاولة رئيس الوزراء

نتنياهو خبير في التهديدات، ويفهم الاحتياجات، لكنه لم يحسم حتى الآن في صالح المنطقي والمفهوم من تلقاء ذاته. يخيل أنه مطالب الآن بذلك أكثر من أي وقت مضى: فالمعلومات التي تراكمت على طاولته مقلقة بحيث لا يمكنه مواصلة اللعب بالتشريع الشخصي وبالإصلاح القضائي.

من إيران التي تندفع نحو القنبلة، عبر السقوط السياسي الذي تحذر منه وزارة الخارجية وحتى “يوم القدس” الذي يهدد دوماً بإشعال المنطقة، باتت إسرائيل ملزمة بالعودة لاتخاذ سياسة منطقية ومتوازنة قبل أن يصطدم بها الواقع بكل قوة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى