ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: يتوقع من السودان استكمال التفاهمات مع اسرائيل

إسرائيل اليوم 8-2-2023، بقلم شاحر كلايمن: يتوقع من السودان استكمال التفاهمات مع اسرائيل

يلقى تحسين العلاقات مع إسرائيل السودان في إحدى المراحل الأكثر حساسية في تاريخه. ففي فترة السنتين والنصف الأخيرة منذ التطبيع مع إسرائيل، كانت الخرطوم شاهدة لمظاهرة كبرى ضد الحكم والانقلاب الذي نفذه الجنرال عبد الفتاح البرهان قبل نحو سنة ونصف، حين أطاح برئيس الوزراء. في لحظات بدا دولاب الديمقراطية مثلما في دول عربية أخرى، يدور إلى الوراء عائداً إلى دكتاتورية عسكرية.

لكن شيئاً ما وقع في السودان في الأشهر الأخيرة. فثمة عقد جديد تم بين الجيش والمحافل المدنية، وفي 5 كانون الأول وقع الجيش وقوى إعلان الحرية والتغيير وقوى سياسية أخرى على اتفاق إطار لإقامة حكومة مدنية تدير عملية التحول الديمقراطية لفترة سنتين، ويفترض أن تجرى في نهاية هذه الفترة انتخابات حرة ونزيهة.

في كانون الثاني صرح البرهان في خطاب لمؤيديه أن المؤسسة العسكرية تتعهد ألا تتدخل في مسيرة السودان الانتقالية. ووعد الجنرال الجمهور قائلاً إن “المؤسسة العسكرية لن تحتل أي منصب في العملية الانتقالية للديمقراطية السودانية”.

في المناسبة إياها، تمنى البرهان إقامة حكومة مدنية تعكس تطلعات الشعب السوداني. ومع ذلك، ثمة ملاحظة واحدة في خطابه كشفت فكره عن الدور الذي يفترض بالجيش أن يلعبه. “القوات المسلحة تعبر عن جزء من قوى الدولة التي يتعين على الجمهور المشاركة في إدارتها”، قال البرهان وأشار إلى أن الجيش سيكون تابعاً للحكومة الانتقالية التي تجري انتخابات “عاجلاً أم آجلاً”. بمعنى أنه ما لو توجد حكومة مدنية ولم تجر انتخابات، فإن الجيش باق هنا.

وفي مقال لـ د. سامي عبد الحليم، مدير برنامج السودان في المؤسسة الدولية للديمقراطية والانتخابات، نشره مؤخراً، ألقى الضوء على المصاعب الدستورية في الطريق إلى صندوق الاقتراع. فقد أوضح فيه بأنه لا رؤيا واضحة عن تركيبة مؤسسات الانتخابات في الوثيقة التي وضعت في 2019 عندما تشكل مجلس السيادة الشهير، ذاك الذي أجلس جنرالات وزعماء احتجاج ورؤساء ميليشيات حول طاولة واحدة.

على حد قوله، هناك ثلاث إمكانيات على جدول الأعمال للوصول إلى انتخابات: تعديل الوثيقة الدستورية، وتسريع عملية صياغة دستور دائم، أو تأجيل انتخابات حتى بلورة دستور دائم، والإمكانية الثالثة بتقديره ربما تمس بشرعية المؤسسات المؤقتة وتؤدي إلى انقلاب عسكري ضد الدستور.

بعد الانقلاب في 2021 اصطدم البرهان بمعضلة؛ فمن جهة، ولكي يحافظ على الاستقرار الاقتصادي في الدولة وعدم مواجهة العقوبات فإنه بحاجة إلى إسناد من الغرب. من جهة أخرى، فإن إجراء انتخابات وإقامة حكومة مدنية كفيل بأن يدحره إلى الهوامش.

ولكن ما دام إجراء الانتخابات يتطلب دستوراً أو إنتاجاً لمؤسسات الانتخابات وإقامة الحكومة المدنية في طور العرقلة، فيبدو أن الجنرال لا يحتاج للاجتهاد كي يبقى ممسكاً بدفة الحكم بالفعل. المؤقت في السودان اليوم هو الدائم.

كما أن العلاقات مع إسرائيل تميزت بذلك. صحيح أن السودان لم ينضم إلى اتفاقات إبراهيم بشكل كامل في أيلول 2020، لكن عقب مكالمة هاتفية ثلاثية بين ترامب ونتنياهو والبرهان، انتهت حالة الحرب رسمياً. ظل السودان على مدى سنين حليفاً لإيران، بل واستضاف محافل من حماس. أما في تلك المكالمة الهاتفية، فقد اتفق أيضاً على التوقيع على اتفاق بينه وبين إسرائيل.

غير أن ضعضعة الاستقرار في الدولة في ظل الاحتجاج الجماهيري، كبح استكمال العملية. الآن، الحكم المؤقت للبرهان كفيل بأن يكمل التفاهمات المؤقتة مع إسرائيل ويثبتها في الأشهر القريبة القادمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى