ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: وحاليا في سوريا وفي لبنان: العكس تماما

إسرائيل اليوم 7/12/2025، ايال زيسروحاليا في سوريا وفي لبنان: العكس تماما

قبل سنة انتهت الحرب في لبنان. القي بحزب الله الى الأرضية بعد أن صفينا القيادة السياسية وقمة القيادة العسكرية فيه وضربنا جدا قدراته العسكرية. لكن بالذات في هذه اللحظة من الازمة التي لم يشهد التنظيم لها مثيل من قبل، مددنا له حبل نجاة. وافقنا على وقف النار وبذلك أتحنا له ان يحافظ على قوته بل وان يرممها.

في ذاك اليوم بالذات شن الثوار في سوريا بقيادة احمد الشرع، الذي كان لا يزال في حينه أبو محمد الجولاني، هجوما مفاجئا على نظام بشار الأسد وفي غضون 12 يوما اسقطوه وسيطروا على معظم أراضي الدولة. سقوط بشار شكل ضربة شديدة لإيران التي فقدت معقلها في سوريا وقدرتها على ان تنقل المساعدات والسلاح لتنظيم حزب الله عبر هذه الدولة.

فرض الواقع الجديد في الحدود الشمالية على إسرائيل تحديا مزدوجا. من جهة، عدم ترك حزب الله حتى ولا للحظة بل مواصلة ضربه لاجل منع ترميم قوته، لكن في نفس الوقت استغلال نافذة الفرص التي فتحت امامنا في سوريا واستغلال التغيير الذي وقع في هذه الدولة لاجل تحقيق مصالح إسرائيلية حيوية تجاه النظام الجديد في دمشق الذي كان مستعدا لان يضمن الهدوء على طول حدودنا في هضبة الجولان بل وربما اكثر من هذا.

غير أنه بشكل غير مفاجيء فعلنا عكس ما هو مرغوب فيه ومستوجب من الواقع الجديد على طول الحدود الشمالية. في لبنان تركنا حزب الله ينتعش ويرمم قوته. هذا، باستثناء عمليات ما بين الحروب مساهمتها الاستراتيجية موضع شك، بالضبط مثل تلك العمليات ما بين الحروب في العقد السابق والتي لم تمنع، كما هو معروف، كارثة 7 أكتوبر.

اما حيال سوريا، فبغرور ووقاحة وكذا باستخفاف بالخصم اخترنا تجاهل النظام الجديد في دمشق الذي كان مستعدا لان يتوصل معنا الى تسويات بعيدة المدى. بدلا من هذا حولناه الى عدو واخترنا ان نغرق بتدخل زائد لا يساهم لامننا في المستنقع السوري. وحتى أسوأ من هذا، مثلما في أمور أخرى، تركنا الرئيس ترامب يصبح المحكم والمقرر الأخير في المواضيع المرتبطة بأمننا القومي.

الشرع هو جهادي في ماضيه، ولهذا فهو جدير بالاشتباه به والتخوف منه. لكن أساسا جدير بمحاكمته وفقا لافعاله وليس فقط وفقا لتصريحاته. لكن في هذا الوقت هو لا يشكل أي تهديد على إسرائيل. فهو في جيب الأمريكيين، يحكم دولة مدمرة والاهم – يفتقر الى قوة عسكرية يمكنها أن تشكل علينا أي تهديد.

إسرائيل ما بعد 7 أكتوبر ما كانت مستعدة لاعطاء ثقة بالشرع، ولهذا سيطرنا على قاطع الحدود مع سوريا بل ومنعنا السوريين من نشر قواتهم في المنطقة. غير أن الامر يخلق احتكاكا زائدا بين الجيش الإسرائيلي والسكان المدنيين، واهم من هذا، يخلق الامر فراغا سارعت لملئه جماعات إرهابية بعضها مدعومة من ايران وحزب الله. تذكر بذلك تلقيناه الأسبوع الماضي في الحادثة في قرية بيت جن حيث أصيب ستة من جنود الجيش الإسرائيلي في اثناء نشاط في المنطقة التي أصبحت سائبة واحد لا يسيطر فيها.

ان نشاطنا الزائد في سوريا يقف على نقيض تام مع انعدام فعلنا في لبنان، وذلك لان عموم عمليات الجيش الإسرائيلي في هذه الساحة لا تتراكم الى خطوة استراتيجية هدفها تحييد القدرات العسكرية لحزب الله.

وفوق كل شيء يحوم ظل الرئيس ترامب الذي يعود ليذكرنا من يتخذ عنا القرارات اليوم، سواء في غزة، في لبنان ام في سوريا. حاليا ترامب غاضب على اللبنانيين الذين لا يسارعون الى الاستماع لاملاءاته، لا ينزعون سلاح حزب الله ولا يحققون إصلاحات في الدولة. ولهذا فهو يعطي إسرائيل ضوء اخضر للعمل في لبنان وعلينا أن نستغل هذا قبل أن ينقلب ترامب علينا. اما بالنسبة لسوريا، فقد قرر ترامب منذ الان بان احمد الشرع هو شخص منشود، يمكن الاعتماد عليه، حاكم “يقوم بعمل جيد في سوريا”. وهنا أيضا ليس امامنا الا السير على الخط حسب الاملاء الأمريكي ومحاولة التهدئة بل وربما المسارعة للوصول برعاية ترامب الى تفاهمات مع الشرع الامر الذي هو افضل لنا من التورط الزائد في سوريا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى