ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: هل تقود الأزمة الداخلية إلى أزمة أمنية؟

إسرائيل اليوم 2023-03-29، بقلم: ليلاخ شوفال: هل تقود الأزمة الداخلية إلى أزمة أمنية؟

رغم الشرخ بين رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه المقال، يوآف غالانت، التقى الرجلان، أول من أمس، في ديوان رئيس الوزراء في القدس للتباحث على خلفية الوضع الأمني الحساس، هذه الأيام.

من المشكوك فيه أن يكون هذان الرجلان، اللذان يوجد بينهما عدم ثقة تامة منذ خطاب غالانت من جهة وإقالة نتنياهو له من جهة أخرى، كانا سيجلسان للتباحث ذاته لو لم يكن الوضع الأمني يفترض ذلك. بقدر ما هو معروف، نجح الرجلان في أن يتعاليا على نفسيهما، ولم تبحث مسألة إقالة غالانت. على كل حال، من الصحيح حتى موعد كتابة هذه السطور أن وزير الدفاع المقال لم يتلقَ كتاب إقالة رسميا من رئيس الوزراء، وطالما لم يتلقه فسيواصل مهام منصبه. إذا ما تلقى الكتاب بالفعل، فإنه سيكون مطالبا بأن يخلي مكتب وزير الدفاع في غضون 48 ساعة.

في هذه اللحظات، توجد عدة محافل تحاول ممارسة الضغط على نتنياهو لإبقاء غالانت في منصبه، لكن محاولات الوساطة لم تعط ثمارها حتى الآن. يحتمل أن يكون أحد الأسباب لعدم إرسال نتنياهو لغالانت كتاب الإقالة الرسمي هو الوضع العملياتي المقلق، الذي جعل وزير الدفاع منذ البداية يقف أمام الكاميرات، ويطلب تعليق التشريع القضائي في ضوء التهديدات الأمنية الخطيرة التي لا يمكن التوسع في الحديث عنها في هذه اللحظة.

ما يمكن قوله هو أن الفترة الأخيرة دفعت أعداء إسرائيل، وعلى رأسهم ايران، ليفكروا انه يمكن أن يستغلوا الأزمة العميقة التي توجد فيها إسرائيل كي يمسوا بها أمنيا. في جهاز الأمن انتقلوا من الأحاديث عن “مواجهة محدودة” في ساحة واحدة إلى الحاجة للتخطيط لـ”وحدة الساحات”.

بشكل غير مفاجئ، في إسرائيل يوجهون اصبع اتهام تجاه ايران، التي تحاول تجسيد “وحدة الساحات”، لكنهم يذكرون أيضا التوتر المتزايد مع “حزب الله” في لبنان وتكاثر أحداث الاحتكاك على طول الحدود. في القدس، يشخصون في الفترة الأخيرة ثقة بالنفس متزايدة لنصر الله تجاه إسرائيل، ويقدرون بأنه يحاول تثبيت معادلة مختلفة في إطار محاولة استغلال الوضع الداخلي الحساس عندنا.

في إسرائيل لا يكشفون كل المعلومات عن “المخرب”، الذي تسلل من لبنان ونجح في الوصول حتى مجدو وهو يحمل عبوة ناسفة، لكنهم ألمحوا بشكل واضح إلى أن “حزب الله” مشارك. صحيح أن القيادة السياسية الأمنية هددت بالرد على العملية، لكن من الصحيح حتى هذا الوقت أن مثل هذا الرد لم يأتِ بعد.

إن غياب الرد الإسرائيلي يشهد على التخوف في إسرائيل من نصر الله، الذي هدد في الأيام الأخيرة، بأنه سيرد على كل عمل إسرائيلي. من جهة أخرى، في جهاز الأمن يفهمون أيضا بأن غياب الرد الإسرائيلي يفسر مسا بالردع. يدور الحديث عن وضع إشكالي في ضوء الفترة التي تكون فيها الأزمة الداخلية والدولة التي تعيشها إسرائيل تضعفها أيضا في نظر أعدائها.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى