ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: هكذا تستطيع الولايات المتحدة كسب المواجهة في كل الجبهات

إسرائيل اليوم 2022-10-22، بقلم: مئير بن شباط، الولايات المتحدة والمواجهة،

يوفر التدخل الإيراني بنقل مُسيّرات وصواريخ الى روسيا في الحرب في أوكرانيا لإدارة بايدن فرصة لتغيير الاتجاه، والكسب من كل الجبهات.

فتغيير النهج المنبطح تجاه إيران بسياسة متشددة سيجبي من طهران ثمناً على قرارها تقديم المساعدة العسكرية والوقوف الى جانب روسيا في المواجهة الجبهوية مع “الناتو”.

قرار كهذا لن يساعد بايدن فقط في مساعيه في هذه الساحة، بل يمكنه أن يشق الطريق لإعادة بناء علاقاته مع السعودية ودول الخليج، ويكبح عملية تقربها من روسيا والصين، ويربطها بالتصدي لأزمة الطاقة العالمية.

كما أن سياسة كهذه ستوفر ريح إسناد لاحتجاج المواطنين في ايران التوّاقين للدعم في وجه إجراءات القمع من أجهزة الحكم. بدلاً من “الخصام” مع السعودية، الإهانة أمام إيران، ومواصلة المراوحة في الجهود في ثلاثة من التحديات الفورية في مجالات الخارجية (الحرب في أوكرانيا، ازمة الطاقة، والنووي الإيراني) يمكن لإدارة بايدن أن تكسب عالمها. قرار صائب ومجدٍ كهذا سيؤثر على مستقبل المنطقة وسيعظم مكانة الولايات المتحدة في النظام العالمي المتشكل.

لقد جسدت هجمة المسيّرات على كييف في 17 تشرين الأول مدى التقارب بين موسكو وطهران، في ظل الحرب في أوكرانيا والمداولات على “الاتفاق النووي”. زودت إيران، رغم نفيها، روسيا بأسطول من المسيّرات الانتحارية. وحسب التقارير في الولايات المتحدة، ستزود طهران موسكو أيضاً بصواريخ ارض ارض لضرب مدن وقواعد عسكرية في أوكرانيا. صحيح أن هذه ليست المرة الأولى التي تقف فيها إيران الى جانب معارضي الغرب، لكنها تفعل هذا هذه المرة بفظاظة، بوسائل المساعدة العسكرية، في وقت الحرب وفي ذروة صراع روسيا ضد أوكرانيا ودول الناتو.

لم تؤثر تحذيرات البيت الأبيض من مثل هذا التدخل على ايران. فضعف مكانة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وجهود المغازلة لايران في مسألة الاتفاق النووي عززت الثقة بالنفس في طهران والاستفزاز تجاه الغرب.

هكذا تثبت إيران مرة اخرى بان التهديد المحدق منها ومن صناعة السلاح لديها ليس محصوراً بإسرائيل وبالشرق الاوسط. يشكل هذا التهديد تحدياً للاستقرار والسلام في العالم كله. عملياً، تموضع الجمهورية الإسلامية نفسها كلاعبة فاعلة في المواجهة مع المعسكر الديمقراطي – الليبرالي الذي تقوده الولايات المتحدة.

هكذا تتصرف ايران عندما لا يكون لديها سلاح نووي. وهي تعرف أنها بهذه الطريقة تسلح حجج معارضي الخط المتصالح معها. يبدو أنها تشخص ضائقة الغرب وضعف السياسة الاميركية في المنطقة وتستغلهما حتى النهاية.

في السعودية وفي دول الخليج الأخرى أيضاً واعون لذلك. فقرار زعماء هذه الدول تجاهل مناشدات الولايات المتحدة وتقليص انتاج النفط (خطوة تشكل دعما عمليا لروسيا) صب ماء بارداً على آمال بايدن لأن يراها تشارك في الجهود في أزمة الطاقة العالمية.

وتبدو شدة خيبة الأمل الأميركية واضحة جداً في البيان الذي اصدره البيت الأبيض عن نيته إعادة تقييم العلاقات مع السعودية. ليس واضحاً على الإطلاق اذا كان التهديد الأميركي سيحقق هدفه، وربما عكس ذلك، سيعزز في الرياض إحساس خيبة الأمل من سلوك إدارة بايدن، ما يعتبر معاملة متعالية وأساساً للسير تجاه إيران على ظهر من تعتبر حليفاً له في المنطقة. هكذا بحيث ان السلوك الأميركي من شأنه بالذات ان يدفع السعودية وشركاءها الى حضن روسيا والصين.

تتلقى الولايات المتحدة فرصة لأن تحل سلسلة مشاكل بقرار واحد: تغيير الاتجاه حيال إيران. يحتمل أن تساعدها الأحداث في أوكرانيا حيال دول أوروبا. هذه فرصة لوقف التطلعات النووية المهددة للسلام العالمي، ولتثبيت مكانة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ولتعظيم القيادة الأميركية حيال تحديات الواقع الراهن وتوفير دليل على قدرتها على ان تدخل الى الساحة العالمية النظام والاستقرار الذي يبدو نقصهما واضحاً تقريباً في كل زاوية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى