ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: نتنياهو يسير على حبل رفيع في علاقاته مع الولايات المتحدة

إسرائيل اليوم 2023-05-31، بقلم: شيريت أفيتان كوهن: نتنياهو يسير على حبل رفيع في علاقاته مع الولايات المتحدة

سيسافر وزير الشؤون الإستراتيجية، رون ديرمر، ورئيس شعبة الاستخبارات، تساحي هنغبي، مرة أخرى في زيارة سياسية إلى الولايات المتحدة. على جدول الأعمال: التخوف من التقدم في البرنامج النووي الإيراني.

ستكون هذه هي الزيارة الثانية للرجلين للقاء نظيرَيهما في الولايات المتحدة في غضون ثلاثة أشهر، بينما لم يُدعَ رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، نفسه إلى البيت الأبيض. ديرمر، المقرب من نتنياهو، يصفه مسؤولون كبار في الحكومة بـ”مكتب الاتصال” لرئيس الوزراء مع إدارة بايدن. منذ أن عيّن يسعى ليفحص موقف الإدارة من خطوات مختلفة تتخذها الحكومة، وبموجب ذلك يوجه نتنياهو سياسته. من جهة، كي يحافظ على حكومة اليمين التي أقامها ومن جهة أخرى كي لا يقطع الخيط مع الإدارة الديمقراطية.

في الأسابيع الأخيرة، بتوصية من ديرمر، وبعد أن مورست ضغوط من البيت الأبيض عبره، أزال نتنياهو عن الطاولة قانون الجمعيات، الذي تقدم به عضو حزبه أرئيل كلنر. وقد غطي الموضوع إعلامياً بتوسع في الأيام الأخيرة، ولكن من خلف الكواليس “يجمّد” بالطريقة ذاتها قانوناً إضافياً من مصنع “الليكود” يقضي بمصادرة أموال تدفعها السلطة الفلسطينية دعماً لـ”الإرهاب”. القانون وضعه النائب عميت هليفي، وهو يستهدف تعديل القانون، بدلاً من تجميد أموال “الإرهاب” – مصادرتها. في هذه الأثناء لن يصار إلى الدفع قدماً بالقانون لأسباب مشابهة. في الولايات المتحدة لم يستطيبوا صيغة مشروع القانون، ويقلص نتنياهو احتكاكات غير ضرورية معهم.

ارتباط وثيق

بالفعل، في سلسلة الوزراء والمستويات السياسية والعسكرية يصفون التعاون مع الإدارة الأميركية الحالية بأنه وثيق. ففي الأسبوع الماضي فقط قال هنغبي: “الارتباط بيننا وبين الأميركيين لم يسبق أن كان وثيقاً بهذا القدر ومُرضياً بهذا القدر”. أقوال مشابهة قالها أيضاً رئيس الأركان، هرتسي هليفي: “تحدث رئيس الوزراء مع بايدن عدة مرات منذ انتخب، وأنا أتحدث مع نظيري بشكل جارٍ. قادة الجيش في ارتباط جد قريب، ووزير الدفاع باتصال مباشر مع نظيره. الاتصال وثيق في المستويات، فكل واحد في هذه الغرفة يمكنه أن يكون سعيداً به. الأميركيون معنا”، قضى هنغبي. وعلى حد قول محافل سياسية، فإن مواضيع دولية أخرى طرحت على البحث مع نتنياهو في الأسابيع الأخيرة، وهي تلقى جواباً يقف على قدمين: الأولى – مطلوب الحذر مع الإدارة الأميركية لأغراض سياسية مهمة، والثانية – سيفحص ديرمر الموضوع. هكذا، كما أسلفنا، اتخذ القرار في نهاية الأسبوع الماضي بإزالة قانون الجمعيات عن جدول أعمال اللجنة الوزارية. وبينما مارست الدول الأوروبية ضغوطاً على مكتب وزير الخارجية، فإن الصديقة الفضلى دقت باب ديرمر. كما أن محافل خلف البحر أيضاً ادعت أن ديرمر هو المخرج والمدخل لنتنياهو مع أناس بايدن.

الزيارة كأداة عقاب

بعد أن أقرّت الميزانية واستقر الأفق السياسي لحكومته وفي ضوء التهديدات من إيران، يفرغ نتنياهو الجهود للجبهة السياسية. إيران أولاً، ولكن بالطبع أيضاً استمرار توسيع اتفاقات إبراهيم، والسعودية على رأسها. المعارك مع الصديقة الأقرب يتم اختيارها بعناية: تسوية المستوطنات في “المناطق” – نعم، وقانون الجمعيات – لا، مثلما هي أيضاً تسوية المدرسة الدينية في “حومش” على أراضي دولة على حساب نزاع دبلوماسي مع الولايات المتحدة في مواضيع قليلة الأهمية.

يساند وزراء كبار في الحكومة سلوك نتنياهو، ويدعون أنه “مسؤول”، لكن يوجد أيضاً من يدعي أن نتنياهو يجعل الزيارة المنشودة إلى البيت الأبيض أداة عقاب ناجعة من ناحية الولايات المتحدة حين يولي لها أهمية كبيرة بهذا القدر. وُجه له انتقاد كهذا في السبت الماضي بعد أن أزال نتنياهو قانون الجمعيات عن جدول الأعمال، بناء على طلب الولايات المتحدة: “يولي نتنياهو أهمية أكبر مما ينبغي للدعوة، ولهذا فإنه يعطي قوة لإدارة بايدن تجاهه”. بالمقابل، يدعون في الحكومة أن بايدن يقدم لنتنياهو رحمة تقوم على أساس علاقات شخصية عندما لا يضع الموضوع الفلسطيني على جدول أعماله.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى