ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم – نتنياهو يبحث عن مقرب يتولى السنة الأولى .. ولو كان “البريء” غانتس

إسرائيل اليوم –  بقلم  ماتي توخفيلد –  26/4/2021

الأحداث السياسية الأخيرة، بما فيها الهزيمة بعد تصويت الكنيست على اللجنة التنظيمية، وحتى بيان نفتالي بينيت أنه بدأ الاتصالات لإقامة حكومة الكتلة الثانية – البيان الذي رافقه تأييد إعلامي واسع – حركت على ما يبدو شيئاً ما في مدى ثقة نتنياهو بنفسه. بدت الحكومة البديلة قبل أسبوع بعيدة جداً، وغير قابلة للتحقق. حكومة لا تعتمد على أساسات متينة، واليمينيون ملزمون بابتلاع الكثير من الضفادع كي يتيحوا وجودها. ولكن شيئاً ما في تصميم مؤسسيها أدى بنتنياهو للتفكير بشكل مختلف: فقدان التكليف في نهاية الفترة سيفقده كل شيء.     

إن إمكانية نقل منصب رئيس الوزراء لمدة سنة لآخر من الساحة السياسية كي يسمح لجدعون ساعر بالانضمام والانطلاق مع حكومة يمين “على المليء” بحثت منذ الأيام الأولى ما بعد الانتخابات، ولكن نتنياهو رفضها رفضاً باتاً. لقد اعتقد رئيس الوزراء بأن الطرف الآخر سيمر بوضع أصعب بكثير من صعوبته، وعمل حتى الآن على مستوى تفكيك الحكومة المضادة أساساً. والرسائل التي نقلها وهجماته الفظة على بينيت، استهدفت كلها خدمة هذا الهدف، والتسبب في جعل الجلوس مع كل أحزاب اليسار ومع واحدة من القائمتين العربيتين غير مشروع.

إن فحص نتنياهو لإمكانيات أخرى، تؤدي إلى التقدير بأنه سيكون أول من يتراجع في لعبة الشجاعة هذه، وسيكون الثمن “سنة ولاية” عليه أن يتخلى عنها، ولكن قد يكسب من هذه الخطوة أكثر مما يخسر إن لم يفعل ذلك.

إذا كان هذا ما سيحصل، فسيجد رئيس الوزراء نفسه أسيراً لإرادة نفتالي بينيت وساعر، وهما آخر من كان معنيين بأن يكون متعلقاً بهما، خصوصاً حين تتغلب الدوافع الشخصية على كل ما تبقى وتكون الثقة في الحضيض. ولهذا، يفكر نتنياهو حتى بترشيح بيني غانتس. لقد شبع رئيس الوزراء مرارة من الشراكة مع رئيس “أزرق أبيض”، وفي النهاية وجد الطريق حتى للتملص من التناوب. الأمر الكفيل بأن يدفع غانتس لأن ينتقم منه ويفعل به بالضبط الأمر ذاته. كما أن غانتس ليس جزءاً من معسكر اليمين، وطالما ظل في الحكومة، فسيكون ممكناً نسيان الخطوات المرتبطة بالجهاز القضائي، والقوانين المهمة لليمين وغيرها. ولكن هناك احتمالاً لا بأس به، فعلى الرغم من كل هذه الأمور، يثق نتنياهو بغانتس أكثر من هذين الآخرين. وذلك لأن غانتس لا يزال في نظره بريئاً، وبصفته هذه سيكون ممكناً المناورة معه حتى من كرسي رئيس الوزراء البديل.

من ناحية غانتس، سيكون ممكناً التوقع بأن هذه ستكون مصيبة سياسية، ولكن يبدو أن لا قعر إلا ويمكن بلوغه. عندما يكون على جدول الأعمال حكومة وحدة يسارية والتنحية التامة لنتنياهو، يفضل غانتس، مرة أخرى، الإمكانية المريحة التي تنقذ نتنياهو وتبقي رأسه فوق الماء. يمكن لغانتس أن يتباهى في أنه أدى إلى استبدال رئيس الوزراء، وبالطبع يتفاخر بالقمة التي وصل إليها، ولكنها ستكون –عملياً- إعطاء نتنياهو هواء للتنفس، في الوقت الذي يحتاج فيه هو ذلك أكثر من أي شيء آخر. وعلى هذا الفعل، المعسكر الذي ينتمي إليه رئيس “أزرق أبيض” لا عفو ولا مغفرة، ولا سيما في المرة الثانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى