ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: نتنياهو في واشنطن يواجه خيارين وقف الحرب وقبول رزمة السلام او المساومة

إسرائيل اليوم 7/7/2025، يوآف ليمور: نتنياهو في واشنطن يواجه خيارين وقف الحرب وقبول رزمة السلام او المساومة

قمة نتنياهو – ترامب التي ستنعقد هذه الليلة في واشنطن، ستشذ عن الأهمية الدارجة للقاءات من هذا النوع بين الزعماء. وهي ستضع إسرائيل امام قرار تاريخي، ستكون له آثار محملة بالمصائر على المنطقة كلها.

 ترامب لا يخفي ارادته لاعادة كل المخطوفين كجزء من اتفاق بين إسرائيل وحماس ينهي الحرب في غزة، والتفرغ الى إعادة تصميم الشرق الاوسط. من ناحيته السماء هي الحدود: اتفاقات سياسية طارقة للطريق مع سلسلة دول تضم أيضا مكاسب امنية واقتصادية بعيدة الأثر. وهو يعتقد ان مثل هذا الاتفاق لن يعزز فقط الدول نفسها – وعلى رأسها إسرائيل – بل سينصب أيضا سورا في وجه تطلعات ايران لاعادة بناء نفسها وتثبيت مكانتها في المنطقة وضد الخصمين المركزيين للولايات المتحدة – الصين وروسيا.

هذه الرزمة ستوضع بكاملها امام نتنياهو. هو يمكنه أن يتبناها حرفيا، على الاثمان السياسية التي تنطوي عليها بسبب الحاجة لوقف الحرب، وهو يمكنه أن يحاول أن يتبنى أجزاء منها فقط. ليس واضحا كيف سيتصرف ترامب في مثل هذه الحالة: اذا طلب ان ينفذ اقتراحه مثلما فعل عندما أعاد طائرات سلاح الجو من ايران، أم سيفقد الاهتمام. قراراته، وما تنطوي عليه من مدى تدخله، ستكون حرجة لموضوع المخطوفين وفي نظرة موسعة – لمواضيع دولة إسرائيل.

عشية سفره الى واشنطن حاول نتنياهو السير بين القطرات. مجيئه الى نير عوز وتصريحاته المؤيدة لاتفاق مخطوفين (ولاحقا ارسال الوفد لمحادثات قريبة في قطر) المحت بانه مستعد للحلول الوسط، مع علمه أنها تستوجب وقف الحرب بشكل مؤقت على الأقل. من جهة أخرى، فان إصراره على العمل على مراحل دون الموافقة على وقف تام للحرب مثلما تطالب حماس، يستهدف تهدئة شركائه من اليمين.

 سلوك معيب تجاه زمير

هذا هو نتنياهو الكلاسيكي: “هذا وذاك معا”. هكذا ينبغي ان نرى أيضا انضمام الوزير سموتريتش للهجوم على رئيس الأركان زمير في جلسة الكابنت أول أمس. نتنياهو يعرف جيدا القيود التي تحدث عنها زمير ومع ذلك اختار ان يقف ضده بسبب حاجته لضمان حكومته. كاسلافه اضطر رئيس الأركان للتجلد على طريقة عمل معيبة تتركه مكشوفا في حجرة الدبابة. عندما قبل بالمنصب كان يعرف ان هكذا سيكون، وان كان مشكوكا فيه ان يكون قدر عمق الهوة التي فتحت بين الفترة التي تولى فيها منصب السكرتير العسكري لنتنياهو، حتى ما قبل نحو عقد وبين الفترة الحالية التي أحاط نتنياهو نفسه فيها بهواة ودجالين خطرين، الذين ميلهم الصبياني في أن يروا الأمور تحصل هنا والان يجعل من الصعب عليهم ان يفهموا تعقيدات المسائل التي يقفون امامها.

هكذا ينبغي أن نرى أيضا مسألة توزيع المساعدات الإنسانية، التي اشعلت عاصفة في الكابنت. رئيس الأركان يصر وعن حق الا يوزع الجنود الغذاء على الفلسطينيين وذلك أيضا كي لا يكونوا مسؤولين مباشرة عن تغذيتهم (او لا سمح الله عن موتهم)، وكي يقلص الخطر على القوات ويمتنع أيضا عن صور تبث للعالم وتلحق بإسرائيل وجيشها ضررا جسيما. وعلى أي حال لا يوجد للجيش لااسرائيلي ما يكفي من القوات للمهمة، وجلب جهة ثالثة توزع المساعات يتأخر، كما كان متوقعا.

المقارنة التي اجراها بعض الوزراء بين المعركة التي أجريت في ايران وبين تلك التي تدار في غزة تشهد أساسا على ضحالتهم: فليس بينهما تقريبا أي شيء مشترك. باستثناء حقيقة أن الجيش الإسرائيلي هو نفسه الذي قاتل فيهما. وهي تستهدف التلميح بان الجيش يجر الارجل عن قصد وفي واقع الامر يمنع النصر المنشود.

هذا ادعاء بشع على نحو خاص حين يأتي من حكومة مسؤولة عن 7 أكتوبر واساسا لانه يستهدف التغطية على النية الحقيقية لبعض من المتحدثين: احتلال كل القطاع، تهجير السكان، منه بقدر الإمكان وتوطنين اليهود فيه.

رئيس الأركان يفهم جدا هذه النية ويطلب ان تعطى له صراحة. ولماذا كان هذا لا يحصل – ومشكوك أن يحصل هذا في عصر نتنياهو – فهو يرفض التعاون مع لعبة التظاهر هذه الجارية الان. وكما اعلن الأسبوع الماضي، فان الحرب في غزة حققت أهدافها وحماس هي “منظمة ميتة”، والان حان وقت اتفاق يعيد المخطوفين الى الديار.

لا يمكن أيضا تجاهل اختيار زمير الانشغال في هذا السياق بمسألة القوة البشرية. كان هذا تلميح واضح للحكومة بانه بينما هي تدفع الجيش لان يعمق القتال في غزة، تسعى لان تعفي بالقانون عشرات الاف الحريديم من الخدمة. الأوامر التي علم امس بصدورها لكل ملزمي التجنيد الحريديم تدل على أنه بين قاعة القانون وبين الاستسلام للمصالح السياسية للحكومة، الجيش وقادته اختاروا اتخاذ موقف واضح.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى