إسرائيل اليوم: نتنياهو غير الاتجاه وملزم بشرح الأسباب للجمهور
إسرائيل اليوم – تسفيكا حايموفتش – 6/8/2025 نتنياهو غير الاتجاه وملزم بشرح الأسباب للجمهور
قبل سنة ونيف ولدت فكرة الدفعات في الاتفاقات لتحرير المخطوفين من قبل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. هذا في الوقت الذي كان واضحا بان المستوى السياسي ليس مستعدا لان يبحث في مسألتين أساسيتين سارتا معا – القرار بتحرير كل المخطوفين، وقف الحرب وانسحاب الجيش من المناطق التي استولى عليها؛ والبحث في “اليوم التالي” والبديل السلطوي لحماس في قطاع غزة.
في كانون الثاني الماضي دخلنا عمليا الى تنفيذ الاتفاق على مراحل، وإسرائيل كانت هي التي خرقت الاتفاقات (التي تحققت برعاية الولايات المتحدة). الأساسي فيها هو البدء في اليوم الـ 16 لوقف النار بالمباحثات على وقف الحرب واستمرار تحرير باقي المخطوفين. كان واضحا للجميع السبب الذي جعل إسرائيل تكسر القواعد، تخرق الاتفاق، وبعد أسابيع من ذلك استؤنفت الحرب وبدأت حملة “عربات جدعون”.
على مدى كل الأشهر منذ شباط 2025 جرت محاولات للتوسط في المفاوضات، تحت فكرة الدفعات، بلا أي توافق او تقدم. كل ذرة تفاؤل استبدلت بسرعة شديدة الى أجواء تشاؤم وعلقت في طريق مسدود.
مراعات ساعة الزمن
في كل ذاك الوقت واصلت إسرائيل التمسك بالفكرة (التي لم تثبت نفسها على مدى سنتين تقريبا)، بان الضغط العسكري فقط سيحمل حماس على المرونة وتحرير المخطوفين. كما أن فكرة احتلال مناطق والاحتفاظ بها بشكل دائم ستكون رافعة على ما يكفي من التهديد على حماس، ستؤدي الى المرونة في المفاوضات – لم تنجح. هذا بالطبع لا يمنع الفكرتين اياهما من مواصلة الطيران الى الهواء، اليوم أيضا.
ان تغيير الاتجاه قبل اقل من أسبوع، مع بيان مكتب رئيس الوزراء بان من الان فصاعدا سيكون اتفاق شامل لتحرير كل المخطوفين دفعة واحدة هو فقط النموذج الوحيد ذي الصلة أدى الى الاستغرب وخلف سؤالين أساسيين:
- لماذا الان بالذات؟ ما الذي حصل في الأيام الأخيرة ما لم يحصل في الأسبوعين او في الشهر الأخير. المؤكد هو أنه في سياق النشاط العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة لم يطرأ تغيير على قدر من الدراماتيكية أدى الى تغيير الاتجاه.
- كيف تتماهى اعمال الحكومة مع تغيير الاتجاه – عندما في نفس الوقت توجه تعليمات للجيش الإسرائيلي لان يعرف خططا لتوسيع الحرب، ورئيس الوزراء يعلن بان فقط الحسم العسكري لحماس سيؤدي الى تحرير المخطوفين؟ هذه هي المسائل التي سيتخذ فيها القرار في الأيام القريبة القادمة.
اذا كانت حكومة إسرائيل تجري حقا تغييرا في الاتجاه وتغير فكرتها حول شكل تحرير كل المخطوفين – لكنا نتوقع أن نرى اعمالا واقتراحات تسير على الخط مع التغيير إياه. مثلا، اقتراح لانهاء القتال، انتشار على مجال الحزام الفاصل، حكم بديل لحماس ونموذج اعمار مقابل تجريد للسلاح او كل اقتراح آخر مع عناصر متغيرة للمبدأ الأساسي المتمثل بانهاء الحرب.
لكن اختيار الإعلان عن تغيير الاتجاه في الجهود لتحرير المخطوفين وفي اليد الثانية الامر بتوسيع القتال لاحتلال كل القطاع ولحسم حماس عسكريا – فان هذا حدث من شأنه أن يمتد على مدى عدد كبير من الأشهر بل واكثر من سنة. كيف وكم من الوقت سيستغرق احتلال مجال مدينة غزة مع تجمع سكاني من نحو مليون فلسطيني؟ أليس واضحا ما هو معنى “ساعة زمن” المخطوفين على كل عملية من مثل هذا النوع؟
يريدون أجوبة
ان الاختباء من خلف الإعلان بان حماس قطعت الاتصال وأوقفت المفاوضات ليس فرضية مخففة لحكومة إسرائيل. فلا يزال من واجبنا خلق بدائل وفرص لاستئناف المسيرة، بحيث تتناسب وتغيير الاتجاه.
ليس لنا الوقت او الترف للاختباء من خلف رفض حماس خوض المفاوضات. فقد كانت ولا تزال عدوا وحشيا ومنكرا يحتجز 50 من مواطنينا، من جنودنا، من رجالنا – وواجبنا ان نجري تغيير اتجاه حقيقي ونعيدهم امس. ليس غدا وليس بعد أسبوع.
فليتفضل رئيس الوزراء او الوزير الذي يتصدر المفاوضات ليفسرا لنا نحن المواطنين معنى البيان عن تغيير الاتجاه والانتقال الى الرغبة في تحرير كل المخطوفين دفعة واحدة. هل توجد اعتبارات خفية أخرى: التسونامي السياسي او الفهم بان حماس لن توافق على أي حال على العرض أو أي سبب آخر. يحق لنا على الأقل ان نحصل على أجوبة وكذا على الـ … مخطوفين.



