إسرائيل اليوم: نتنياهو تلقى تذكيرا الإدارة الجديدة ليست عادية

إسرائيل اليوم 20/1/2025، داني زاكن: نتنياهو تلقى تذكيرا الإدارة الجديدة ليست عادية
علينا جميعا أن نعتاد على هذا. إدارة ترامب والمسؤولون الذين عينهم الرئيس الوافد ليسوا “عاديين”. اللغة فظة ومباشرة اكثر بكثير، التهديدات على الطاولة وليست دبلوماسية، وبالمقابل البادرات الطيبة والمردودات سخية على نحو خاص.
هذا التذكير تلقاه رئيس الوزراء نتنياهو مباشرة من ستيف ويتكوف، مبعوث ترامب الجديد الى الشرق الأوسط، في لقاء في بيته. نفى ويتكوف تقريرا يفيد بانه طلب اللقاء بنتنياهو رغم السبت لكنه روى انه قال لرئيس الوزراء “اذا كنت غير معني بالصفقة، قل فقط – وأنا سأعود الى واشنطن لاطلع الرئيس الوافد”.
وقال مصدر في الإدارة الوافدة لشبكة “ان.بي.سي” ان التعليمات التي تلقاها ويتكوف من ترامب كانت: إعتني بالمخطوفين او عد واشرح لماذا فشلت. في التقرير في “ان.بي.سي” صباح يوم الاحد ان ويتكوف لا يريد للصفقة أن تسقط ولهذا فانه سيأتي مرة أخرى الى المنطقة في الأسابيع القادمة بل ويفكر بزيارة قطاع غزة. لم يرد من سيستضيفه او اذا كان نسق مع إسرائيل. استيضاحنا اظهر انه لم يكن بعد طلب كهذا، وفي القدس عرفوا بالنية من وسائل الاعلام فقط. وتقول مصادر أمريكية انه اذا قرر ويتكوف المجيء فانه سينسق هذا مع إسرائيل، لكنه سيزور أيضا المنطقة التي ليست بسيطرة الجيش الإسرائيلي. والنية هي زيارة مراكز الإغاثة الإنسانية التي تديرها منظمات دولية. ترتيبات الحراسة هناك ستكون معقدة للغاية، لكن إشارة ويتكوف هي: اريد أن آتي لارى بعيني لا ان اسمع ما يحصل فقط من الطرف الفلسطيني او من الطرف الإسرائيلي.
النهج المباشر “يحتاج تنسيقا”
شدد مصدر سياسي إسرائيلي كبير على أن إدارة ترامب ترى بانسجام مع إسرائيل اهداف الحرب، بما في ذلك إعادة كل المخطوفين ووقف حكم حماس في قطاع غزة. واعترف المصدر بان النهج المباشر لويتكوف “يحتاج تنسيقا” على حد قوله، لكن ادعى بان العلاقة التي نشأت مع الوزير رون ديرمر ومع نتنياهو نفسه جيدة جدا. لكن واضح ان في القدس يوجد قلق، مثلا من اقتباس لاحد رجال طاقم ويتكوف لشبكة “ان.بي.سي”: “يجدر بالذكر انه يوجد أناس كثيرون، متطرفون، متزمتون، ليس فقط من جانب حماس بل في اليمين الإسرائيلي أيضا، مصممون على تفجير كل الصفقة”. مثابة مقايسة بشعة، كما ينبغي القول، بين حماس واليمين الإسرائيلي، فيما يمكن التخمين بان المقصود هما حزبا عظمة يهودية والصهيونية الدينية. في القدس يأملون بان اللقاء بين نتنياهو وترامب الذي سينعقد في بداية الشهر القادم، وعلى ما يبدو قبل أن تنتهي المرحلة الأولى من الصفقة، سيؤدي الى السير على الخط بينهما وسيركز أساسا على اسقاط حكم حماس.
بالمناسبة، في التقرير في “ان.بي.سي” يقول المسؤول الأمريكي من طاقم ويتكوف انه توجد إمكانية ان في اطار اعمار غزة يخرج مئات الاف من سكانها مؤقتا الى دول أخرى واحدى هذه الدول التي ذكرت هي اندونيسيا.
وعودة الى الصفقة. الخلاف المتوقع هو تنفيذ المرحلة الثانية. في نهاية هذه المرحلة ينتهي القتال ويعاد كل المخطوفين. المشكلة هي ان إسرائيل وإدارة ترامب على حد سواء اعلنتا رسميا بان شرطا لهذا هو وقف حكم حماس في القطاع وتجريده من السلاح. حماس تعارض ذلك وتريد أن تبقى في الحكم. وفي الأفق لا يبدو طريق لتربيع الدائرة. في جانب الدول العربية، السعودية والامارات تؤيدان هما أيضا هذا الطلب الإسرائيلي، ويتكوف – هكذا حسب مصادر أمريكية – سمع هذا مباشرة من محمد بن سلمان، ولي العهد، في الشهر الماضي.
كيف ينسجم هذا مع الرغبة في تنفيذ الصفقة بكاملها؟ لا ينسجم. وعليه فتوجد امكانيتان: الأولى ان تستسلم حماس مقابل العرض الذي يبنى هذه الأيام وتفاصيله سنطرحها في سياق الأسبوع؛ الثانية، ان يفرض ترامب على نتنياهو التنازل في إعادة المخطوفين دون اسقاط حماس، على الأقل ليس في هذه المرحلة. من الصعب أن نرى كيف سيتمكن نتنياهو من قبول الامكانية الثانية التي معناها سيكون ثمنا أمنيا، سياسيا وحزبيا اثقل من أن يُحمل.