ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: مَن يسيطر على “العليا” يسيطر على الحرم..!

إسرائيل اليوم 2022-05-25 – بقلم: كارني الداد

في بداية الأسبوع ألغى قاضي محكمة الصلح في “العاصمة” قرار الشرطة إبعاد ثلاثة فتيان يهود عن البلدة القديمة انبطحوا على الأرض وتلوا “اسمع إسرائيل” في الحرم. في نظره، ليس في فعلتهم تحدٍ للوضع الراهن في المكان أو محاولة للمس بسلامة الجمهور.

هذا قرار قضائي سابقة لأنه كان يخيل حتى الآن أن المحكمة تؤيد حرية العبادة لكل الأديان في الأماكن المقدسة طالما لا يمس هذا بما يسمى “سلامة الجمهور” أو الوضع الراهن (ستاتوس كو).
التاريخ معروف: بعد عشرة أيام من تحرير المكان المقدس لليهود قرر موشيه دايان إبعادنا عنه.
بلور وضعاً راهناً وأعلن أنه مسموح لليهود زيارته ولكن محظور الصلاة فيه.
مكان الصلاة الأقرب لليهود تقرر في الحائط (الكوتل – المبكى). ومرة أخرى انتصر المنفى على مملكة إسرائيل: اليهود يبكون في الأسفل والمسلمون في الجبل (الحرم) مع أنه لم يكن سؤال حول انتصارنا.
في تلك السنة تقرر “قانون حماية الأماكن المقدسة”، والذي ينص على حقنا في حرية العبادة فيه.
فضلاً عن ذلك، يشار فيه صراحة إلى أن من ينتهك أو يمس بهذا الحق حكمه السجن لسبع سنوات. يمكن لوزير الأديان أن يضع أنظمة في هذا الشأن.
في 1983 قضت محكمة العدل العليا في التماس تقدمت به حركة أمناء جبل البيت، بأنه محظور حتى الصلاة خارج باب المغاربة، خشية من المس بـ “النظام العام”. هؤلاء أناس مرتبون.
بعد عشر سنوات من ذلك قضى القاضي أهرون باراك في التماس آخر بحث في حق اليهودي في الحجيج إلى الحرم في التاسع من آب بأن “حق الملتمس في الصلاة في الحرم ليس موضع خلاف… الملتمس يدعي أن النشاط الشرطي يجب أن يكون موجهاً تجاه من يسعون للمس بحقه في ظل منح الحماية لنشاطه… ليس للجموع الغاضبة حق الفيتو على حق التظاهر لمن يسعون لأن يقوموا به بوجه قانوني: مع ذلك، نحن لا نعمل وفقاً للقول: “ينتصر الحق ويخرب العالم”.
عندما لا يكون بوسع الشرطة – في نطاق قدرتها وقواتها المحدودة – ضمان تجسيد حرية العبادة أو التظاهر، لا مفر أحياناً من المس بهذه الحريات لأجل منع المس بالمصلحة العامة”. بمعنى أن الهرمية الإيمانية لمحكمة العدل العليا واضحة: الخوف فوق كل شيء، بعد ذلك الهدوء. الرب يأتي إلى المكان الثالث في أفضل الأيام.
بالنسبة لـ”المصلحة العامة” الحديث يدور عن مفهوم متملص للغاية: من استطلاع أجراه معهد فالير قبل بضعة أيام يتبين أنه توجد أغلبية تؤيد صلاة اليهود في الحرم، حتى بين أولئك الذين يعرفون أنفسهم كيساريين.
هذه هي المصلحة العامة. هل في ضوء ذلك ستغير محكمة العدل العليا من هنا فصاعداً قرارها؟
أراهن أن لا. كما أن “الوضع الراهن” المقدس هو مفهوم متملص وسائل بشكل مفاجئ: قد تغير مرات عديدة في أثناء حياته. قوته هي في مجرد تعريفه وفي قصوره الذاتي النابع منه: ما كان هو ما سيكون. وما كان وما سيكون هو غسل العنصرية ضد اليهود تحت هذا المفهوم.
إن قرار القاضي الشجاع هذا الأسبوع قد يغير ربما الواقع قليلاً.
المزيد فالمزيد من اليهود يفعلون ما يقول لهم القلب، يعملون وفقاً لمصلحتهم، هي المصلحة العامة، سيصلّون في المكان الأكثر قدسية لهم في العالم.
هذا فقط مجرد علامة طريق صغيرة أخرى في الصراع الكبير، صراع يحسم فقط عندما يغير القواعد زعيم ذو قامة.

 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى