ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: مهمّة هرتسي: معالجة انعكاسات الأزمة السياسية الاجتماعية في صفوف الجيش

إسرائيل اليوم 2023-01-16، بقلم: يوآف ليمور: مهمّة هرتسي: معالجة انعكاسات الأزمة السياسية الاجتماعية في صفوف الجيش

تلقى أفيف كوخافي، أول من أمس، هدية جميلة بمناسبة إنهاء مهام منصبه: الارتفاع بثقة الجمهور بالجيش الإسرائيلي، مثلما تنعكس في الجدول السنوي الذي ينشره المعهد الإسرائيلي للديمقراطية.

وكان المعطى مهماً لثلاثة أسباب. الأول، لأن هذا تغيير في الميل، بعد انخفاض في الثقة في السنة الماضية. ثانياً، لأن الجيش الإسرائيلي لا يزال يحظى بمكانة مهمة في المجتمع الإسرائيلي، تنعكس بثقة جماهيرية أعلى بكثير من كل مؤسسة سلطوية أو جماهيرية أخرى. والثالث، لأنه كان ثمة تخوف من أن يؤثر الاستقطاب السياسي المتعمق على الجيش أيضاً، وبالتأكيد على خلفية النقد الجماهيري على جملة مواضيع ترتبط بالجيش – من دخول الجنرالات إلى السياسة وحتى التقاعدات المالية.

غير أنه إلى جانب الأنباء الطيبة هذه توجد أيضاً أنباء سيئة، ستطرح على طاولة رئيس الأركان الـ 23، هرتسي هليفي. أساسها: ما رأيناه حتى الآن لم يكن إلا المقدمة لما ينتظر هليفي – من محاولات الوزراء نزع صلاحيات من الجيش، مثل إخراج الحاخامية والإدارة المدنية من مسؤولية جهاز الأمن، عبر محاولات التأثير على الأمور العملياتية مثل تعليمات فتح النار ودمج النساء في الجيش، وحتى محاولات التأثير على مسائل قيمية، وعلى رأسها إغلاق الجيش في وجه جهات معينة وحتى المطالب بتغيير المدونة الأخلاقية للجيش.

منصب معقد

منصب رئيس الأركان بطبيعته أحد أكثر المناصب تعقيداً في إسرائيل، فهو الثاني في أهميته بعد رئيس الوزراء. ولكن يخيل أنه منذ انتهى عصر الحروب الكبرى، لم يدخل رئيس أركان في شروط بدء مركبة بهذا القدر مثل هليفي.

ينبع جزء من هذا من ساحات القتال، الأساسية والمركزية فيها هي إيران. في ضوء المشروع النووي، سيكون هليفي مطالباً باستكمال الاستعدادات لهجوم إسرائيلي محتمل. وفي الوقت ذاته ستستمر الحرب بين الحروب في الساحة الشمالية، فيما أن الهدف هو تقليص تعاظم قوة “حزب الله” والميليشيات الشيعية في سورية قدر الإمكان وكذا صد الجهد الإيراني لنشر السلاح والإرهاب في المنطقة وفي أرجاء العالم.

صحيح حتى اليوم أن يد إسرائيل هي العليا في المعركة تجاه إيران، لكن هذا سباق لا ينتهي، وهو ذو وجوه عديدة ومتغيرة، حيث يصبح السايبر فيه لاعباً مركزياً أكثر مما كان في الماضي، ويتطلب تحسيناً دائماً للتأكد من أن يبقى هكذا في المستقبل أيضاً.

في الساحات الأخرى سيكون هليفي مطالباً بأن يحافظ أساساً على الاستقرار، ونجاحه سيكون في غياب التصعيد والحرب. هذا صحيح بالطبع في الساحة الشمالية حيال “حزب الله”، لكن أيضاً في غزة وأساساً في “يهودا” و”السامرة”.

هذه الساحة ستغلق في الشهر القادم سنة “إرهاب”، لا تبدو نهايته في الأفق، مع شهر رمضان متفجر كما هو دوماً. يوجد احتمال عال لإنهاء حكم أبو مازن، وصراعات خلافة من شأنها أن تهدد استقرار السلطة الفلسطينية وتمزقها من الداخل. من شأن هذا التطور أن يهدد بشكل مباشر وغير مباشر الوضع الأمني في إسرائيل. كل هذه التحديات يعرفها هليفي جيداً. فقد قاد لواء “المناطق”، وفرقة على حدود لبنان، وقيادة المنطقة الجنوبية (كما كان رئيس شعبة الاستخبارات – أمان). وفي نيته إدخال تغييرات على الخطط العملياتية وتعميق الاستثمار في الجيش البري كي يحسن جاهزية الجيش للمعركة، وقبل ذلك كي يحقق الردع.

داخل البيت

لكن هليفي يعرف أيضاً أن التحدي الأساسي لا ينتظره حيال الأعداء، بل بالذات حيال المحبين: داخل البيت. كما أسلفنا، فإن الأزمة السياسية – الاجتماعية تدق أبواب الجيش.

المعاني المحتملة لها بعيدة الأثر: من الانخفاض في معدل المتجندين والدافعية للخدمة في القتال، وحتى المصاعب المتزايدة لتوقيع الضباط الممتازين على عقود الخدمة الدائمة (ضمن أمور أخرى) بسبب شروط الخدمة التي لا تتناسب والوضع التشغيلي الحالي في الاقتصاد.

لكل هذه يمكن أن تضاف محاولة بعض السياسيين مناكفة الجيش وقادته وتحويلهم من قادة إلى موظفين – ظاهرة خطيرة سيكون هليفي مطالباً بأن يوقفها، إلى جانب وقف الاقتراحات الشعبوية مثل منح حصانة كاملة للجنود ضد التحقيق والتقديم إلى المحاكمة.

هليفي ليس معروفاً بأنه نباتي. ومع أنه سيختار حروبه، لكنه لن يدور زوايا لن ينثني، وبالتأكيد ليس في شؤون القيادة والقيم. من المعقول أن الدليل على ذلك سيكون في ما سيقوله بعد أن تسلم منصبه. هذا يضمن له (ولنا) فترة عاصفة ولكن نوصي أنفسنا جميعاً أن نتذكر: لإسرائيل يوجد جيش واحد، ورئيس أركان واحد، وثمن قضم التأييد والثقة الجماهيرية بهما قد يكون باهظاً.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى