ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: من يعيدنا إلى حدود الانقسام؟

إسرائيل اليوم 2022-08-24، بقلم: عميحاي شيكلي

بقي 70 يوماً للانتخابات، ولا يزال جدول الأعمال الجماهيري غارقاً، بعضه في مسائل جوهرية، ومعظمه حول الصغائر. هكذا تدحر جانباً مسائل إستراتيجية ثقيلة الوزن من شأنها أن تصمم مستقبل أبنائنا وأحفادنا. وبينما نتناكف على الصغائر، الرسمية ومصير اليمين الرقيق، فإن الواقع الصلب يصفعنا في وجوهنا. نبأ هامشي في صحف الأسبوع الماضي أخبر عن انعقاد اللجنة الوزارية لشؤون المجتمع العربي برعاية وزيرة واحدة، ميراف كوهن، والتي قررت بالإجماع تحويل عشرات ملايين الشواكل لخطة تقليص الفوارق ومنع العنف. قبل بضعة أسابيع من ذلك حولت الوزيرة ذاتها 200 مليون شيكل لصالح البلدة العربية الصغيرة جسر الزرقاء، في بادرة طيبة لكتلة “الموحدة” التي طالبت بالتمويل كشرط لمواصلة التصويت مع الائتلاف. وهكذا أنفق دافع الضرائب ربع مليار شيكل.

حاولت وزارة الداخلية، مؤخراً، أن تشكل قسم رقابة على الميزانيات التي تحول للسلطات العربية، لكن الضغط السياسي من الأحزاب العربية تغلب ولم يتكون القسم. إحباط إقامة القسم شق الطريق لمواصلة سيطرة منظمات الجريمة على العطاءات، من خلال القمامة وحتى بناء أحياء سكنية. وهذه بالضبط المنظمات ذاتها التي فرضت الإرهاب على المقاولين، المزارعين، وأصحاب المصالح، وأساساً في النقب وفي الجليل.

أشار قادة “المعسكر الرسمي” في اتفاق وحدتهم إلى أن هدفهم هو منع قيام دولة ثنائية القومية، باستثناء أن من منح ويمنح مرة أخرى قوة وزارية غير مسبوقة لقوميين فلسطينيين “متطرفين” يدفع قدماً بكلتا يديه تحول إسرائيل إلى دولة ثنائية القومية بحكم الأمر الواقع التي قد تكون “رسمية” أكثر، لكنها صهيونية أقل بكثير. دولة إسرائيل في الجليل آخذة بالتقلص بمبادرتها إلى حدود قرار التقسيم. مع الكثير من “المساعدة” من هذه السلطة التي تفضل اعتبارات الربح على الاعتبارات القومية، ومديرية التخطيط التي تضع المصاعب أمام إقرار مخططات هيكلية في الاستيطان اليهودي وفي الوقت ذاته تدفع قدماً بتوسيع غير مسبوق للمدن والبلدات العربية، تجعل السكان اليهود في الجليل أقلية. ستنمو مدينة سخنين ضعفين حتى 2040 ومثلها أيضاً عرابة وكفر كنا. بالمقابل فإن مخططات التنمية والتوسع لبلدات مسغاف والجليل تؤجل الواحدة تلو الأخرى. في النقب يؤدي تعدد الزوجات لنساء فلسطينيات بدولة إسرائيل إلى تخصيص مقدرات طائلة: مخصصات أولاد، تأمين وطني، وحقوق أخرى تعطى غير مرة في ظل الغش والتضليل من خلال ظاهرة جملة من الطلاق  الوهمي.

يتأثر التعليم الذي يتلقاه الأولاد عميقاً بهوية الأمهات اللواتي يربين أطفالهن بروح وطنية – فلسطينية، وعندما يضاف إلى ذلك تعاظم قوة الحركة الإسلامية في المجال فإن الوضع في النفق يصبح خطيراً. في المواجهات العنيفة الأخيرة في مولدا، على خلفية مزروعات الصندوق القومي التقت شبكة “الجزيرة” بابنة مؤسسة منظمة “اجيك” (التي لا يمنعها التمويل الحكومي من أن تقود مسيرات عودة مع أعلام م.ت.ف) في النقب، وأمل الصانع، التي قالت: “طفلان ابنا 11 و 12 اعتقلهما جنود الأبارتهايد، أولئك الإرهابيون المجرمون. أهذا ما تسمونه ديمقراطية؟ النقب بحاجة لمساعدتكم، فلسطين بحاجة لمساعدتكم كي تسقط دولة الإرهاب هذه”.

أغلبية الجمهور غير واعين للسيطرة المعادية من جانب السلطة الفلسطينية على مناطق “ج”، ولا تعرفون عمق دول الاتحاد الأوروبي في تمويل وتخطيط خطوات السيطرة التي غايتها دولة فلسطينية على الأغلبية الساحقة من أراضي “يهودا” و”السامرة”.

دون تغيير دراماتيكي في السياسة، فإن طريق 6 سيكون الحدود الشرقية لإسرائيل. في هذه المسألة أيضاً فإن أناس “المركز الأمني” يلوحون بـ”منع دولة ثنائية القومية”، وعملياً يدفعون قدماً بإقامة دولة فلسطينية تسيطر على مراكز السكان اليهودية في السهل الساحلي، بدلاً من ضمان تواصل استيطاني إستراتيجي في حدودنا الشرقية في الغور، بمسار طريق “ألون”، في مجال “أدوميم”، وفي ضواحي مركز “يهودا”.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى