ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: من أصعب القرارات التي شهدتها اسرائيل

إسرائيل اليوم – اللواء احتياط اليعيزر (تشايني) مروم – 28/8/2025 من أصعب القرارات التي شهدتها اسرائيل

قرار الكابنت الأخير الذي اوعز للجيش بدخول واحتلال مدينة غزة ولاحقا مخيمات الوسط الا اذا وافقت حماس على إعادة المخطوفين ووقف الحرب بالشروط التي قررتها إسرائيل، دفعت حماس أغلب الظن لان توافق على صفقة جزئية وفقا لمنحى ويتكوف، الذي سبق أن رفضته في الماضي، يعلن فيه عن وقف نار لستين يوما ويعاد عشر مخطوفين احياء و 18 جثة. 

إسرائيل لم ترد بعد على مقترح حماس بشكل رسمي لكن رئيس الوزراء نتنياهو أعلن بان إسرائيل لن توافق الا على صفقة شاملة لاعادة كل المخطوفين وانهاء الحرب بالشروط التي قررها. 

بعد قرابة سنتين من حرب كان فيها هدفان غير مفضلين الواحد عن الاخر للحرب – هزيمة حماس عسكريا وسلطويا وإعادة المخطوفين – قرر كابنت الحرب تفضيل هزيمة حماس على إعادة المخطوفين. وهكذا اكد الكابنت لأول مرة حقيقة أن هزيمة حماس هي الهدف بالافضلية الأولى، حتى لو أدت الخطوة العسكرية الى تعريض المخطوفين للخطر. 

لإسرائيل توجد الان امكانيتان. الأولى هي احتلال مدينة غزة ومخيمات الوسط لاجل هزيمة حماس وانهاء الحرب، في ظل الفهم بانه يحتمل أن يصاب المخطوفون في الخطوة العسكرية. الجيش الإسرائيلي سيحتل المدينة، يضرب البنى التحتية للارهاب والمخربين وبعد ذلك ينتشر حولها ويفرض عليها الحصار. سيتحكم بما يجري في المدينة من خلال نقاط رقابة، نار واجتياحات. الفرق بين الاحتلال والسيطرة هو تواجد الجنود جسديا في الأرض المحتلة. 

هذه العملية ينبغي أن تتواصل لبضعة شهور وبعدها ينتقل الجيش الى تلك العملية في مخيمات الوسط. هي الأخرى ستستغرق بضع اشهر. وستنتهي الحملة بهزيمة حماس او اذا اقترحت اتفاقات يتضمن إعادة كل المخطوفين ووقف الحرب مقابل انسحاب الجيش وتحرير قتلة. حرب كهذه ستستمر بضعة اشهر. 

الامكانية الثانية هي صفقة جزئية تؤدي الى مفاوضات من 60 يوما يتعين فيها على الطرفين الوصول الى اتفاق وقف الحرب في غضون 60 يوما. في اثناء هذه الفترة الزمنية معقول أن تعيد حماس بناء قوتها العسكرية وقوتها السلطوية من خلال المساعدات الإنسانية المتزايدة التي ستدخل الى مدينة غزة والى مخيمات الوسط التي تسيطر فيها حماس.

اذا لم يتحقق اتفاق في غضون 60 يوما- سيستأنف القتال وهذه المرة حيال حماس التي كانت قد اعادت بناء نفسها عسكريا وسلطويا ومع طول نفس لوجستي هام. في هذا الوضع قد تنجر إسرائيل الى حرب استنزاف تتواصل لفترة طويلة جدا حيال حماس التي أعادت بناء نفسها. 

واضح أن كل إسرائيلي بصفته هذه معني بهزيمة حماس وباعادة المخطوفين كلهم. السؤال هو ما هي الاثمان التي ستدفعها دولة إسرائيل حين تختار واحدا من البديلين. زعامة منتخبة في أوضاع ازمة، ومطلوبة قرارات صعبة حتى لو كانت عرضة للنقد. يوم الاحد سينعقد الكابنت ليقرر في الموضوع. القرار الذي سيتخذه هو من اصعب القرارات التي شهدتها إسرائيل وأكثرها تعقيدا. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى