ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: معركة القدس لم تُحسم بعد

إسرائيل اليوم 2023-05-19، بقلم: نداف شرغاي: معركة القدس لم تُحسم بعد

الإنجاز الإسرائيلي الأهم، مع حلول 56 سنة على توحيد القدس، هو الاستيطان الذي غير وجه شرق المدينة: 12 حياً يهودياً، يسكن فيها اليوم نحو 240 الف نسمة، من الشمال، ومن الجنوب، ومن الشرق لحدود الحكم المحلي القديم.

ان التفويت الإسرائيلي الأبرز، بعد 56 سنة توحيد مقدسية، هو التخلي عن الاستيطان في كل أجزاء البلدة القديمة، النواة التاريخية للقدس والتي فيها أيضا ستحسم المعركة على مستقبلها السياسي.

حسب الكتاب الإحصائي السنوي الجديد للقدس من معهد القدس لبحوث السياسة، يسكن في الحي اليهودي اليوم نحو 3250 يهودياً فقط، نحو العشر فقط من مجموع نحو 31.130 من سكان البلدة القديمة. هذا تفويت تاريخي.

طالما لا يسكن يهود في كل أحياء البلدة القديمة وليس فقط في الحي اليهودي، فإنها ستعتبر أرضا قابلة للتقسيم – مثلما يحصل فعلا – من جانب معاهد البحوث، وخطط الجارور، والوسطاء على أنواعهم، وعليه فيجب أن يقال باستقامة: المعركة على القدس لم تحسم بعد. الى جانب إنجازات عديدة، أبقت إسرائيل في العاصمة “ثقوباً” لا تزال تسمح للكثير من الفلسطينيين التعلل بالأوهام بانه ذات يوم سيدور الدولاب الى الوراء وستقسم المدينة من جديد.

قامت إسرائيل بعمل ما في الحائط الغربي. محت حي المغاربة، الذي شارك أهاليه مشاركة مركزية في التضييق على المصلين هناك على مدى أجيال عديدة. محت هذا الحي من على وجه الارض، وجعلت “زقاق المبكى” الضيق والعفن ساحة صلاة كبرى. بالمقابل، فوتت إسرائيل فرصة – من يدري اذا ما ومتى ستتكرر – لإحداث تغيير ذي مغزى في الحرم ايضا، حين تخلت مسبقا عن حق الصلاة لليهود هناك واعترفت عمليا بحكم ذاتي ديني إسلامي في المكان.إ

خرج هذا الحكم الذاتي منذ زمن بعيد عن نطاق الدين. الحرم هو اليوم مركز تحريض، “إرهاب”، والهام لمنفذي العمليات ومثيري المشاكل، واقع نعيشه غير مرة.

ان الفعل الاستيطاني – الصهيوني المهم الأخير الذي قامت به إسرائيل في القدس كان بناء حيي هار حوما ورمات شلومو رغم المعارضة الدولية الشديدة. تميزت السنوات الكثيرة التي انقضت منذئذ بصفر فعل صهيوني استيطاني. على خلفية معارضة الولايات المتحدة واوروبا تجمد إسرائيل منذ سنين بناء حيين يهوديين سوبر استراتيجيين آخرين – عطروت في شمال المدينة و E1 في شرقي القدس، بوابة معاليه ادوميم.

لما كانت المعركة على القدس لم تحسم بعد، فمن شأن إسرائيل أن تدفع ثمنا باهظا على ذلك. الفلسطينيون، باسناد وزارة الخارجية الأميركية ومعاهد البحوث، يسعون لقطع “الاصبع” الشمالي للقدس وضمه الى نطاق السلطة. كما يسعون أيضا لمنع الربط الإسرائيلي بين القدس ومعاليه ادوميم، ويملؤون ببنائهم الأرض المخصصة للربط. بالضبط مثلما كان في هار حوما وفي رمات شلومو هكذا أيضا في عطروت وفي E1 – هذا هو إما نحن أو هم. لكن إسرائيل، بسبب الضغط الدولي الشديد، تمتنع منذ ثلاثة عقود عن البناء هناك.

وهاكم مسألة أخرى تتصدى لها إسرائيل، دوما بنجاح: في الـ 32 سنة الأخيرة ترك العاصمة نحو 550 الف نسمة، معظمهم ان لم يكن كلهم يهود، لكن فقط 335 الفا جاؤوا للسكن فيها. عدد التاركين مذهل. لو ان نصفهم فقط بقوا في المدينة لكان الميزان الديمغرافي لصالح اليهود يتحسن ومعدلهم بين السكان كان سيصل الى 70 في المئة، أي 10 في المئة اكثر مما هو اليوم.

إذا كانت إسرائيل تريد ان تحسم المعركة على القدس، او على الأقل ان تحسن جدا فرصها في أن تنتصر فيها فهذه هي “الثقوب” المركزية التي ينبغي أن تتناولها – وعلى عجل – لأن الفلسطينيين لم يتخلوا أبداً عن خطة التقسيم.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى