ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: مخاطرة حماس في خرقها للاتفاق ينبغي أن يدفع إسرائيل لتنفيذ المرحلة الثانية

إسرائيل اليوم 20/10/2025، يوآف ليمور: مخاطرة حماس في خرقها للاتفاق ينبغي أن يدفع إسرائيل لتنفيذ المرحلة الثانية

 الحادثة الصعبة أمس قرب رفح، هي ضوء تحذير. اذا لم تحدد إسرائيل قواعد متشددة وواضحة حيال حماس، من شأنها أن تعلق في منحدر خطير.

الرد الإسرائيلي الفوري بالنار من الجو ومن البر جاء أساسا لخلق ستار كثيف، بهدف السماح بانقاذ المصابين. ورغم أن الفلسطينيين رأوا فيه تفعيلا للنار بكل معنى الكلمة، فانه ليس “ردا” في صيغته الواجبة: فهذا يفترض أن يجبي ثمنا من حماس ويوضح لها بان إسرائيل لا تعتزم السماح لوقف النار بالانهيار بالتدريج.

ان إصرار الناطق العسكري الإسرائيلي بان الإصابة تمت شرقي “الخط الأصفر”، لم يكن صدفة. فقد جاء للايضاح بان خرق حماس كان مزدوجا: لوقف النار ولخطوط العمل المقررة. ويفهم من ذلك الاستنتاج بانه اذا كانت حماس لا تنفذ ما اتفق عليه فان إسرائيل أيضا لن تفعل ذلك.

هذا اختبار أول لإسرائيل بعد اتفاق المخطوفين وعودة حماس الى شوارع القطاع، وهو يأتي في موعد اقرب مما كان متوقعا. يحتمل أن يكون هذا سيء: معقول الا يرغب الوسطاء، وعلى رأسهم الولايات المتحدة في أن يروا ثمار عملهم تنهار في غضون وقت قصير بهذا القدر والحرب تستأتف. ويحتمل أن يكون هذا جيد: لإسرائيل أعطيت هنا فرصة فورية للايضاح بان ما كان في الماضي حيال قطاع غزة لن يكون بعد اليوم.

مجال المناورة لإسرائيل ليس غير محدود. فرغبتها في أن “تحول غزة الى لبنان” – أي تصفية مخربين صبح مساء – لن تنجح لان غزة ليست لبنان. فبينما في لبنان تتولى حكومة ترى في حزب الله عدوا، في غزة حماس هي (صحيح حتى هذه اللحظة) الحكومة أيضا. وبينما في لبنان العالم غير مهتم حقا بما تفعله إسرائيل في جنوب الليطاني، في غزة يتابع كل العالم عن كثب كل هجوم وكل حركة.

 وما الذي يشغل بال الحكومة؟

وعليه، على إسرائيل أن ترد بشدة، لكن أن تفعل هذا بتنسيق مع البيت الأبيض كي لا تتلقى منه كبحا. يمكنها ان تدير الحدث كي تعيد الى الديار مخطوفين ضحايا آخرين. الطريق الى هناك تمر عبر ممارسة الضغط على حماس – العسكري والدبلوماسي على حد سواء مع الاستعانة بالوسطاء من قطر، تركيا ومصر. وقد أوضح هؤلاء في الأيام الأخيرة بانهم سيعملون على منع استئناف الحرب: ثمة في هذا ميزة لانهم سيحاولون لجم حماس لكن فيه أيضا نقيصة لان مشاركتهم المتزايدة و(الضارة) في الشرق الأوسط بعامة وفي غزة بخاصة.

ان قدرات حماس العسكرية، التي استخدمت امس، لا حاجة لان تكون مفاجأة. فالمنظمة وان كانت أصيبت بشدة عسكريا لكن لا يزال لديها الاف المخربين وغير قليل من السلاح. واستعدادها بالذات للمخاطرة في مرحلة مبكرة جدا ينبغي أن يقلق إسرائيل ويستوجب تسريع الإجراءات للدفع قدما بالمرحلة الثانية من الاتفاق – تلك التي تبعدها عن مراكز القوة في القطاع وتقيم فيه حكما آخر. لكل ذوي الشأن (باستثناء حماس) توجد مصلحة في أن يحصل هذا، وخير تفعل إسرائيل اذا ما ضربت هذا الحديد وهو حام، قبل ان ينتقل الاهتمام العالمي الى مواقع أخرى.

يخيل ان الحكومة مشغولة حاليا بشؤون أخرى. امس واصلت جهودها لتثبيت رواية جديدة لحرب 7 أكتوبر. يدور الحديث عن هجوم متداخل، مخطط وحزبي في جوهره، من استبدال اسم الحرب حتى الجهد لتشكيل لجنة تحقيق معينة. هذه خطوات مكشوفة ومتوقعة، هدفها النهائي هو ابعاد الحكومة – واساسا رئيسها – عن مسؤوليتهم عن القصور الأكبر في تاريخ الدولة – والذي وقع في ورديته.

هذا الجهد بدأ في السبت الأسود مع محاولة تغيير محاضر المحادثات والبروتوكولات في مكتب رئيس الوزراء وهو لم يتوقف منذئذ. الى الـ 2000 مغدور ومقتول في الحرب – اضيف اثنان امس – وهم يستحقون اكثر من هذا، وان كان لاجل منع تكرار المصيبة في المستقبل. مشكوك أن يأتي هذا ممن لم يسبق ابدا ان اخذوا على عاتقهم المسؤولية عن المصيبة ويريدون الان ان يعينوا المحققين فيها في محاولة لان يرتبوا لانفسهم تخفيضات في استنتاجات اللجنة.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى