ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: محور حزب الله حماس 

إسرائيل اليوم 2023-03-16، بقلم: يوآف ليمور: محور حزب الله حماس 

تتفق محافل الاستخبارات والتقدير في إسرائيل على أن رمضان في هذه السنة، الذي سيبدأ بعد أسبوع بالضبط، سيكون الأكثر تفجراً من أي وقت مضى. أسباب ذلك متنوعة. موجة “الإرهاب” التي تتواصل في “المناطق” منذ اكثر من سنة، ووهن حوكمة السلطة الفلسطينية، والقطيعة بين إسرائيل وأجهزة السلطة الأمنية، والتحريض الذي لا يتوقف من جانب جملة محافل في الشبكات الاجتماعية، وكذا الأزمة الداخلية العميقة في إسرائيل والتي تبعث لدى غير قليل من المحافل في المنطقة أفكارا تقول إنها هشة أكثر من أي وقت مضى.

دليل ذلك أعطاه نصر الله الذي قال، الأسبوع الماضي، إن إسرائيل ستنهار قبل أن تحيي سنتها الـ 80. كان نصر الله في الماضي فنانا معروفا وناجحا على نحو خاص في العزف على المشاعر الإسرائيلية، لكنه في السنوات الأخيرة انطفأ سحره قليلا وبات يكثر من إطلاق الشعارات عديمة الأساس. وقد نجح هذا على الإسرائيليين بقدر اقل، وأساسا لأن نصر الله – بينما هو لا يزال عميقا في خندقه في بيروت – يعتبر اكثر تهديداً واقل تنفيذاً.

غير أنه يجدر تناول أقواله الأخيرة بجدية اكبر بقليل. ففي السنة الماضية رفع نصر الله رهانه عشية التوقيع على الاتفاق على توزيع المياه الاقتصادية بين إسرائيل ولبنان في محاولة لجني المرابح من النجاح أو إعداد التربة للتصعيد في حالة الفشل. منذئذ هدأ وعاد للاهتمام بالشؤون الداخلية للبنان المنهار. أما الآن فقد عاد إلى موضوعه المحبب – إسرائيل.

منذ حرب لبنان الثانية في العام 2006، امتنع نصر الله عن تسخين غير منضبط للحدود مع إسرائيل. ولم يشذ عن هذه السياسة إلا في الحالات القليلة التي هاجمت فيها إسرائيل في لبنان أو مست برجاله (حتى على الأراضي السورية). وأدى هذا في عدة حالات إلى توتر موضعي في الحدود، كانت للطرفين مصلحة في تهدئته لأجل الامتناع عن سوء تقدير كان من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد، بل إلى حرب.

لكن يخيل أن نصر الله الآن قد يخطئ في تقدير متجدد بأن إسرائيل هشة اكثر من الماضي. يستعد تنظيمه لذلك منذ زمن. مثال جيد على ذلك هو إعادة خط الاستحكامات العلني لـ”حزب الله” إلى حدود لبنان لغرض الرقابة وإطلاق القوات. احتجت إسرائيل على ذلك عدة مرات، مؤخراً، لدى القوات الدولية، بل حاولت إدخال محافل دولية مختلفة، فيما حذرت من تصعيد محتمل، بلا جدوى حالية.

بالتوازي، فإن “حماس” أيضا سرعت في السنة الأخيرة تموضعها في لبنان، ولا سيما في مخيمات اللاجئين في صور وصيدا. يجري هذا النشاط بقيادة صالح العاروري – المسؤول عن النشاط الخارجي للذراع العسكرية لـ”حماس” – الذي يسعى لتثبيت جبهة إضافية ضد إسرائيل تستخدم في حالة تصعيد في غزة أو في الضفة. جنّد العاروري ورجاله مئات الفلسطينيين، ودربوهم على إطلاق الصواريخ، وإعداد وزرع العبوات، بنية استخدامهم في يوم المطلوب.

يتم نشاط “حماس” هذا تحت العين المفتوحة لـ”حزب الله”، وبقدر ما هو معروف بالتنسيق معه. ليس واضحا ما هي مصلحة نصر الله في ذلك؛ فقد امتنع تنظيمه في السنوات الأخيرة عن تعريض لبنان للخطر أو توريطه، وإذا ما عملت “حماس” انطلاقا من مصالحها (أو بضغط إيراني) فإنها قد تجر حدود الشمال و”حزب الله” إلى تصعيد غير مرغوب فيه، يوقع الخراب على لبنان.

هذه السياسة للنشاطات التي تتجاوز الساحات باتت تميز “حماس” في السنوات الأخيرة. فالمنظمة تشجع نشطاءها في الضفة على تنفيذ العمليات وان كان من شأنها أن تنجر إلى حرب في غزة، مرغوب فيها أقل من ناحيتها الآن. يخيل أنه في هذا السياق لم تستوعب “حماس” دروس الماضي، بعد اختطاف وقتل الفتيان الثلاثة في 2014، ما أدى إلى حملة “الجرف الصامد” في غزة ومن شأنها أن تعود لتخطئ الآن.

سيزداد جدا احتمال ذلك في شهر رمضان المعد للعنف على أي حال وعلى خلفية المدى الواسع لإخطارات العمليات. منذ بداية السنة قتل 14 إسرائيليا في عمليات “إرهابية”، وفي بعض الحالات لم تقع إصابات في الأرواح بالحظ فقط. هكذا في انفجار العبوة قبل أيام قرب مفترق مجدو والذي أصيب فيه بجروح خطيرة مواطن إسرائيلي عربي. ولما لم يكن للجريح ماض امني، فيبدو أن هذه كانت محاولة لعملية نفذت بوساطة عبوة جانبية، من النوع المعروف جيدا لإسرائيل من عهد وجود الجيش الإسرائيلي في الحزام الأمني في جنوب لبنان.

هذا التحدي متعدد الساحات يلزم إسرائيل بسلوك متوازن ومسؤول في ظل تنسيق بالحد الأقصى مع جملة جهات – من الولايات المتحدة، أوروبا والأمم المتحدة، وحتى مصر، الأردن، ودول الخليج – في محاولة لمنع التصعيد. هذه مهمة غير بسيطة، فيما يوجد داخل “الكابينت” السياسي الأمني محافل هي بذاتها تضعضع الاستقرار، في الوقت الذي يمزق فيه الخلاف حول التشريعات إسرائيل من الداخل ويهدد وحدتها وأهلية جيشها ومن شأنه أن يحفز أعداءها على العمل.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى