إسرائيل اليوم: ما الذي يغير قواعد اللعب في الشرق الاوسط

إسرائيل اليوم 22/7/2024، د. يوآف هيلر: ما الذي يغير قواعد اللعب في الشرق الاوسط

يوجد احتمال حقيقي للوصول الى توقيع مع السعودية. هكذا قال الرئيس الأمريكي جو بايدن الأسبوع الماضي، في مقابلة مع مجلة “كومفليكت” الامريكية بعد لحظة من إعلانه بانه صهيوني ويؤمن بحق شعب إسرائيل على ارض إسرائيل.
لئن كان اتفاق كهذا مع السعودية موضوعا حقا في هذا الوقت على الطاولة، فالحديث يدور عن تحول استراتيجي ذي معان بعيدة الأثر على دولة إسرائيل. عشية الحرب كان هذا يحصل، والان مرة أخرى يعلن الرئيس الأمريكي عن استعداد ملموس من جانب السعودية لان تعترف بشكل كامل بدولة إسرائيل وتعقد حلف دفاع مع الولايات المتحدة. يشار الى أن السعودية تطالب في اطار الاتفاق بسلاح وإقامة مشروع نووي مدني.
نحن ملزمون بان نفهم: حلف دفاع إقليمي متواصل من إسرائيل وحتى دول الخليج. تفضلوا باعطائي مكرمة بانفسكم بفتح خريطة والنظر اليها. تواصل جغرافي سياسي يمتد 3 الاف كيلو متر من البحر المتوسط وحتى بحر العرب فلئن كنا شعرنا في اتفاقات إبراهيم بعظمة التغيير التاريخي فقد بات الحديث هنا يدور عن الخطوة الاستراتيجية الأهم التي وصلت الى اعتابنا في العشرين سنة الأخيرة، وهذا دون الحديث عن المعاني الاقتصادية.
هذا هو الطريق الوحيد للانتصار على محور الإبادة الذي ايران هي رأس حربته. فنحن نشعر بهذا المحور في اطار عمله منذ تسعة اشهر على جلدتنا حقا، ولهذا السبب بالذات فان هذا هو الوقت للتذكير بانه في الحرب ينتصر الناس في ميدان المعركة، ويستحسن ساعة مبكرة اكثر لكن التاريخ يثبت بان الانتصارات الحقيقية لا تتحقق الا بدمج الدبلوماسية والتحالفات الاستراتيجية التي تسمح بنصر دائم على مدى الزمن. هذا ثبت في اتفاقات إبراهيم التي جلبها نتنياهو مع دول الخليج وسيثبت بقوة اكبر اذا ما اتسعت الخطوة بشكل كبير ودراماتيكي في دولة مثل السعودية.
صحيح ان الحديث عن التطبيع مع السعودية ليس جديدا، لكن حقيقة انه يتجدد مرة أخرى الان بالذات في الوقت الذي تشهد فيها الحرب على احتمال اتفاق كهذا بوساطة أمريكية.
في إسرائيل، حسب استطلاع اجريناه عن “الربع الرابع”، فان 75 في المئة من الجمهور يؤيدون مثل هذا الاتفاق. يمكن الحديث عن رحلات الى الرياض، ابحار في خليج ايلات، لكن القصة هنا اكثر أهمية وحرجا بكثير. السعودية – مكان ولادة الإسلام، الدولة الكبيرة في شبه الجزيرة العربية، مصدرة النفط الأكبر في العالم واحدى الدول ذات السيولة النقدية الأكبر في العالم – ناضجة للاعتراف بدولة إسرائيل اليهودية والديمقراطية وإقامة حلف إقليمي جغرافي سياسي بدعم كامل من الولايات المتحدة.
من المهم أن نفهم شيئا إضافيا – ولي العهد محمد بن سلمان آل سعود، مع زعماء آخرين في دول الخليج والمغرب، يعرض نموذجا واحدا من الإسلام المعتدل يمد اليد لباقي العالم. هذه صحيح ان في هذا النموذج تكمن أيضا مصالح، لكن لا يزال يدور الحديث عن مسيرة عميقة وواسعة. والدليل، يكفي الانتباه لحقيقة انه أجريت في السنوات الأخيرة تغييرات في مناهج التعليم وفي جهاز التعليم في هذه الدولة باتجاه ليبرالي ومفتوح كي نفهم الاتجاه الذي تسعى لان تسير فيه.
جزء من انتصارنا على محور الإبادة الإيرانية سيكون الخروج من هذه الحرب مع اتفاق إقليمي برئاسة السعودية والدعم الأمريكي.
هذا مغير لقواعد اللعب في الشرق الأوسط بكل معنى الكلمة.