ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: لا يمكننا أن ننجح في نفس الوقت في كل الجبهات

إسرائيل اليوم 9/9/2025، آفي برئيلي: لا يمكننا أن ننجح في نفس الوقت في كل الجبهات

تقف إسرائيل امام جبهة سياسية غير سهلة، هي بالذات نتيجة نجاحاتها العسكرية. استعدادها للقتال في سبيل حياتها بشجاعة وبكفاءة وتفوقها التكنولوجي والاستخباري يخيف ليس فقط اعداءها المباشرين، ايران وفروعها بل أيضا خصوما غير وديين كتركيا ومصر.

السعودية أيضا، التي تحررت بفضلنا من رعب ايران، تتفرغ “لمعالجتنا” من خلال طرح “القضية الفلسطينية”. فضلا عن ذلك فان الخوف من القوة الإسرائيلية هو أيضا السبب لموجة سياسية مناهضة لإسرائيل في أوروبا، في شمال أمريكا وفي استراليا، دول تزعم انها مؤيدة لإسرائيل طالما لا تخرج دولة اليهود عن حجومها، حسب رأيها.

ان عظمة القوة النسبية التي اظهرتها إسرائيل لا توقظ فقط اللاسامية الغافية في الغرب وتربطها باللاسامية الإسلامية النشطة – بل توقظ عدم ارتياح أخلاقي وتوقظ استيعابا لدعاية فظاعة كاذبة حتى في أوساط ليست لاسامية. السبب العميق لهذا هو أن عظمة القوة النسبية لإسرائيل تعتبر كتهديد على مصالح امبرياليات سابقة، كفرنسا وبريطانيا، ممن هم غير معنيين بشرق اوسط تعطي فيه الولايات المتحدة وإسرائيل النبرة الأساسية فيه، ومثلهما أيضا امبراطورية سابقة أخرى، تركيا. هذا ما صعده جدا الضعف العام الذي ألم بالبلدان الديمقراطية، حيث أن موقف الضعف نفسه يبعث على الغضب تجاه من يعد كـ “قوي”.

لكن الديمقراطيات متعلقة بامريكا ولا يمكنها أن تخرج ضدها، رغم أنها تكره إدارة ترامب.  في واقع تعلق هذه الديمقراطيات بامريكا، فان إسرائيل هي أداة مريحة في يدها للتعبير عن قدر من الاستقلال، لان تكون “الفأر الذي زأر”. صحيح ان بريطانيا اليوم ليست بريطانيا لويد جورج واللورد بلفور، ليس بوسعها أن تجعل دولة عربية وهمية الى واقع عسكري – سياسي. لكن حتى في ضعفها فان الديمقراطيات الغربية قادرة على ان تضر بنا وتمس بمصالحنا الحيوية.

في مثل هذا الوضع هناك حاجة لرباطة جأس ونزعة عملية. حذار علينا أن يزوغ بصرنا من انتصاراتنا العسكرية الى حد أقوال وكأن إسرائيل هي قوة عظمى. عظمة قوتنا النسبية هامة، ولا يزال بانتظارنا مستقبل، لكنها ليست غير محدودة. مثلما في 2023، الان أيضا علينا أن نقرر لانفسنا أولويات في الجبهات التي تقف امامنا. جوابنا للدبلوماسية الاعلانية المعادية التي تتخذها أوروبا، كندا وأستراليا ضدنا يمكنها أن تكون اغلاق قنصليات دول كفرنسا وبريطانيا في القدس. ينبغي أغلاق القنصليات التي تدعي تمثيل دول ترى في السلطة الفلسطينية “حكومة دولة”. لكن أساس جوابنا على الموجة المعادية ينبغي أن يكون تعظيم الاستيطان في السامرة ويهودا وتعميق صلته المباشرة بمؤسسات الدولة بلا وساطة وزارة الدفاع أو “منسق الاعمال في المناطق”، الذي انقضى زمنه. ان إحلال القانون في المناطق بالمقابل سيكون حاليا خطوة واحدة اكثر مما ينبغي يومه سيأتي اذا ما عملنا بحكمة.

أما قوتنا الدبلوماسية والعسكرية فينبغي استثمارها الان في اقتلاع حماس من معقلها العسكري والسياسي في غزة وتحرير المخطوفين. هذه مسألة حرجة تتعلق بالتركيز، فما بالك حين تكون إمكانية يعرض فيها ترامب خطة تخرب على مصالحنا الحيوية في غزة. يحتمل أن يضطر نتنياهو لان يعود الى طريق المناورات المعقدة التي اضطر لاتخاذها حيال الرئيس بايدن، كي يحتل رفح، يهاجم حزب الله ويصفي نصرالله. نتنياهو سيكون مطالبا عندها بكل مجال مناورة يمكنه أن يحققه. اما إحلال القانون في المناطق الان سيجعله يعلق هو والدولة في مكان خطير.

وبالتالي علينا ان نجري تفضيلا: حسم عسكري لحماس الان وتحرير مخطوفين. بعد ذلك فتح بوابات الهجرة من قطاع غزة وتغيير الوضع فيه من أساسه. في هذه الاثناء يمكن القمع بكثافة الإرهاب في المناطق مثلما نفعل ذلك وتعظيم الاستيطان هناك قدر الإمكان. لا يمكننا أن ننجح في نفس الوقت في كل الجبهات. سيأتي دور السيادة، والقانون الإسرائيلي سيحل على الاستيطان الإسرائيلي وعلى المناطق المفتوحة في السامرة وفي يهودا. سيأتي الوقت للابعاد الى خارج رام الله منظمة فتح وباقي توائم حماس. كل هذا منوط بانهاء المهمة في غزة.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى