ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: لا تدعي يا بلينكن طهارة الضمير في قضية أبو عاقلة

إسرائيل اليوم 1/8/2022، بقلم: أرئيل كهانا 

أفيفا هوكسمان – هيبرمان، كانت صحافية كفؤة عندما قتلت في بيتها بعمر 24 سنة. كانت تعمل لشبكة الراديو الجماهيرية NPR، تمكنت في حياتها المهنية القصيرة أن تكشف أعمال تنكيل في دار عجزة، وهو اكتشاف أدى إلى تقديم الضالعين في الجريمة إلى المحاكمة.

في 23 نيسان 2021 اخترقت رصاصة زجاج نافذة شقة أفيفا في “كنزس سيتي” فأصابت رأسها وقتلتها على الفور. وقضت الشرطة المحلية بأنها رصاصة طائشة يقتل بسببها الآلاف كل سنة في أرجاء الولايات المتحدة. في “كنزس سيتي” وحدها لا يحل إلا لغز النصف من عشرات حالات الموت التي تقع بهذه الطريقة.

بعد شهر من وفاة أفيفا طرأ تطور؛ فقد شهدت جارتها أمام الشرطة بأن الرصاصة القاتلة كانت موجهة لها. “صديقي السابق حاول قتلي وشهدت على ذلك في الشرطة. وأنا واثقة أنه ظنها أنا”، قالت لصحيفة “نيويورك بوست”.

وحسب هذه الشهادة، فإن الصحافية الكفؤة لم تقتل برصاصة طائشة، بل بتشخيص مغلوط. وعلى الرغم من ذلك، بقيت شرطة “كنزس سيتي” على استنتاجها الأصلي حتى اليوم. حتى اليوم، بعد سنة ونصف من وفاتها، لم يقدم أحد إلى المحاكمة على التسبب بقتلها عن عمد أو بالخطأ.

رغم أنه تم قتل أفيفا في عهد إدارة بايدن، فلا أحد في الحكومة يثير تساؤلات على ملابسات موتها. مؤكد أن السلطات في الولايات المتحدة تفعل كل شيء لاستقصاء الحقيقة. وليست إسرائيل هي التي ينبغي لها أن تزايد أخلاقياً على الأمريكيين على عدم حل لغز حادثة قتل الشابة اليهودية. غير أن الثقة والحظوة اللتين تمنحهما حكومة إسرائيل في السلطات الأمريكية لا تستجابان بالعملة ذاتها. ففي نهاية الأسبوع الماضي، طرح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ونائبته ويندي شيرمان مرة أخرى أمام نظرائهما الإسرائيليين قضية الصحافية شيرين أبو عاقلة من “الجزيرة”، الشبكة مع سجل من تزوير الحقيقة.

يعرف كل من بلينكن وشيرمان أن إسرائيل بذلت كل ما في وسعها لكشف قاتل أبو عاقلة. فلم تحقق بنفسها فقط، بل استدعت مندوب الإدارة الأمريكية الذي كان استنتاجه أنه “لا يمكن أن نقرر من قتل شيرين أبو عاقلة”.

رغم ذلك، قرر بلينكن أن يلتقي الأسبوع الماضي مع أبناء عائلة أبو عاقلة، الذين يقومون في أمريكا بجولة إعلامية غير ناجحة على نحو خاص. فبعد اللقاء، تحدث بلينكن مع غانتس وقال له إنه “يجب أخذ المسؤولية” بالنسبة لأبو عاقلة. استخدمت ويندي شيرمان الكلمات ذاتها في لقائها مع وزير الأمن الداخلي عومر بارليف في واشنطن الأسبوع الماضي.

ولم يتكلف الاثنان فقط عناء طرح موضوع الملف المغلق في اللقاء، بل ويبلغان عن ذلك الجمهور أيضاً.

إن البحث عن مسؤولية إسرائيل، حتى لو لم تكن موجودة، يكمن – كما يبدو – في أسباب أعمق. في الدوائر الليبرالية عموماً وفي تلك اليهودية خصوصاً ينتشر ميل لاتهام الذات حتى عندما لا يكونون سبباً لذلك. في جنين كانت أعشاش إرهاب، وقفت أبو عاقلة إلى جانب المخربين لتغطية مواجهتهم مع الجيش الإسرائيلي. ليس معروفاً بأي نار قتلت، لكن لا حاجة إلى الحقائق لشيرمان وبلينكن. عذاب الضمير يكفي.

عندما يطالب بلينكن وشيرمان، اليهوديان بالطبع، من إسرائيل الاعتراف بأمر لم تفعله، فإنهما يحاولان تطهير مشاعر الذنب التي لديهما على حسابنا، يا للخسارة! التحديات الأقسى التي تتصدى لها إسرائيل هنا في الولايات المتحدة هي نزع الشرعية، وخصوصاً من جانب دوائر اجتماعية في الحزب الديمقراطي. بلينكن وشيرمان لا يسعيان إلى طمس الحقيقة، لكن هذا ما يتوقع منهما، بالذات كيهوديين، ألا يشاركا في فرية دم ضد دولة يدعيان أنهما يحبانها. في كل حال يجدر بهما أن يعالجا قبل ذلك ما يجري في ساحتهما الخلفية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى