ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: كلما أقمنا سورا حديديا اكبر ستتعاظم جولات الصراع

إسرائيل اليوم 25/10/2024، العميد احتياط تسفيكا حايموفيتش: كلما أقمنا سورا حديديا اكبر ستتعاظم جولات الصراع

في حملة “عمود السحاب”، حماس أنهت جولة التصعيد القصيرة، التي بدأت في اعقاب تصفية رئيس اركان المنظمة أحمد الجعبري بالنار على تل أبيب بحجم نحو 20 صاروخا في الرشقة. حملة “الجرف الصامد” التي بدأت بعد أسابيع من اختطاف وقتل الفتيان الثلاثة في غوش عصيون، بدأت برشقة  أولية من نحو 30 صاروخا باتجاه اسدود، وفي اثناء الحملة اتسعت النار الى ديمونا والقدس (الى جانب النار على غوش دان بالطبع، التي أصبحت امرا اعتياديا).  حملة “حارس الاسوار” بدأت برشقة نحو القدس، وفي اثناء 11 يوما من القتال اطلقت في كل يوم رشقات من 80 صاروخا فأكثر. وحجوم الاطلاقات في حرب السيوف الحديدية كلنا نراها. 

لنقفز الى ساحة أخرى، ايران. هذه اجتازت “حاجز المرة الأولى” في ليل 14 نيسان واطلقت الى إسرائيل اكثر من 300 عنصر ذخيرة، وبينها 110 صاروخ باليستي، غالبيتها الساحقة (85 – 90 في المئة) احبطتها إسرائيل وبعضها احبطه الجيش الأمريكي. في المرة الثانية، في 1 أكتوبر، ردا على تصفية هنية ونصرالله، وحسابات مفتوحة أخرى، اطلقت ايران برشقة واحدة 181 صاروخا باليستيا، في سيناريو اكثر تحديا وتعقيدا. 

في ملعب آخر، على مدى السنين حاولت إسرائيل بشكل منهاجي اغلاق حدودها ومنع إمكانية التسلل عبرها. حيال التهديد البري بنيت اسوار وعوائق، أجبرت العدو على أن يجد الطريق لاجتياز الاسوار – فتوجه الى الانفاق. التهديد الصاروخي رد عليه بتطوير منظومة القبة الحديدية، وعندما أحبطت هذه النار المرة تلو الأخرى بمعدلات اعتراض عالية للغاية – توجه اعداؤنا الى بعد جوي جديد، في شكل حوامات ومُسيرات. 

تخلق مفارقة الدفاع واقعا تطور فيه إسرائيل قدرات للتصدي لاعدائها ولاساليب التهديد، مما يشجع أولئك الأعداء على إيجاد سبل إبداعية لتجاوز السور الحديدي الدفاعي ويدفعهم لان يجدوا حلولا تفاجئنا في كل مرة من جديد. إضافة الى ذلك يصعد اعداؤنا ويشددون التهديدات بنية تجاوز وتحدي سور الدفاع إياه – ولا يهم اذا كانوا يحاولون حفر انفاق اعمق كي يتجاوزوا العائق التحت أرضي الذي بني، يزيد حجم الرشقاق القليلة الى مئات كي يتحدثوا منظومات الدفاع الجوي او ينتقلون الى التهديد في شكل حوامات ومُسيرات – ورأينا في الحرب الحالية كيف امسك هذا التهديد بإسرائيل غير جاهزة بشكل كاف. 

في الأيام الأخيرة، يفيد نشر “وثائق السنوار” بان زعيم منظمة الإرهاب خطط للاجتياح البري في خريف 2022. ويفهم من الوثائق بان شرحه للسيد الإيراني كان أنه يخشى ان يستوعب الجيش الإسرائيلي قدرات دفاع جوي جديدة تشوش وتحبط قدراته. ولا شك أنه يقصد قدرة الليزر وتصديها للتهديدات الصاروخية بعيدة وقصيرة المدى. وبالتالي لو كان لدينا شك كيف توجه قدرات الدفاع العدو لايجاد حلول هجومية أخرى – نكون حصلنا على دليل آخر. 

ليس لنا ترف عدم التصدي وتقديم الجواب، لكن في نفس الوقت علينا أن نكون على ما يكفي من مرونة وسرعة الرد كي نفهم ونلاحظ اننا ندفع اعداءنا لان ينتقلوا لاستخدام أساليب جديدة. 

في فحص ردود الفعل والخطوات العسكرية من الصواب دوما النظر الى قدرات وردود فعل الطرف المقابل، لكن أيضا قيود القوة في الهجوم وفي الدفاع. في سياق التعلم ومنافسة السلاح علينا أن نكون دوما خطوة واحدة قبل اعدائنا. ان نسأل انفسنا ماذا ستكون الخطوة التالية او الاتجاه التالي الذي نوجه فيه العدو في نصب اسوار الدفاع.

مركز الناطور للدراسات والأبحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى