ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: قصور الحرب الممتدة

إسرائيل اليوم – أمنون لورد – 30/7/2025 قصور الحرب الممتدة

توجد ثلاثة عناصر عميقة في الازمة الدولية التي علقت فيها إسرائيل فجأة. بالذات عندما بادرت ودفعت نحو توزيع الغذاء والمؤن الى قطاع غزة، تلقت الحملة التي تتهمها بـ “التجويع” حجوما وحشيا. 

قبل كل شيء، معطى خلفية عن السياقات التي تمر بها أوروبا منذ سبعينيات القرن الماضي. عقد السبعينيات، مع أن المثقفين في إسرائيل لم يرووا لنا عنه يوازي في أهميته عقد الثلاثينيات. الثلاثينيات كانت سنوات المصالحة تجاه النظام النازي. وهذه بلغت ذروتها في اتفاق ميونخ وبعد ذلك في اتفاق ريبنتروب – مولوتوف الذي شق الطريق لهتلر لشن الحرب العالمية الثانية والى خراب المحرقة. 

لقد كانت السبعينيات هي أيضا سنوات مصالحة واستسلام للارهاب الفلسطيني الذي تلقى اسنادا قويا من الاتحاد السوفياتي ومن الأجهزة السرية لشرق أوروبيا. وبلغت الاحداث ذروتها في مذبحة الرياضيين في ميونخ في 1972. في تلك السنين وقع تحول سياسي عندما صعد الى الحكم ثلاثة رؤساء وزراء اشتراكيين: اولف بالما في السويد، ويلي براندت في المانيا وبرونو كرايسكي في النمسا. وقد منحوا شرعية كاملة لياسر عرفات وعقدوا معه الصفقات كي لا ينفذ عمليات على أراضيهم. فرنسا وإيطاليا اكملتا التعايش مع الإرهاب. 

شرعية أوروبية لحماس

عندما صعدت حماس الى الحكم في غزة بدأت محاولات جس النبض واعطيت شرعية تدريجية من جانب الاتحاد الأوروبي تجاه حماس. في نهاية الامر، بعد أن هُزمت تقريبا تكتلت 25 دولة مؤخرا ومنحت ظهرا دوليا لحماس في ذروة مفاوضات لوقف نار وتحرير مخطوفين. اعلان الـ 25 دولة فجر المفاوضات، وبدلا من تقصير الحرب، تسبب في امتدادها. فضلا عن ذلك زعيم الشعب الجائع، خليل الحية، دخل في حالة نشوة تشبه تلك التي ألمت بزعماء حماس ومؤيدي الجهاد الإسلامي في 7 أكتوبر، ودعا الشعوب العربية لمهاجمة إسرائيل في كل الجبهات. 

تسونامي التاريخ النازي تجسده اتهامات مقررة الأمم المتحدة لحقوق الانسان، فرنشيسكا البانيز، التي اتهمت الجيش الإسرائيلي بانه يطلق النار عن قصد على الأطفال – “بداية في الرأس وبعد ذلك في الأعضاء التناسلية”. من الصعب اقتباس أكاذيب بمثل هذا الحجم، لكن العنف بالطرق الظلامية لاوروبا ضد اليهود يشهد على أن هذا مجرد طرف الجبل الجليدي. 

عامل آخر هو انعدام جاهزية الجيش الإسرائيلي، لدرجة القصور، لمثل هذا النوع من الحرب الطويلة والممتدة؛ هذا قصور تشارك فيه الحكومة: عقيدة بن غوريون تقول انه على الحرب ان تكون قصيرة قدر الإمكان، لكن تصفية حماس تتطلب قتالا اطولا بكثير مما اختص به الجيش الإسرائيلي. كان ينبغي للجيش ان يأخذ بالحسبان بانه في حرب ممتدة تأتي لحظة انفجار مناهض لإسرائيل. الأمين العام للأمم المتحدة كوتيرش ألمح بهذا منذ 7 أكتوبر بقوله ان المذبحة وكل ما رافقها “لم تقع في فراغ”. 

الأساس الثالث لوضعنا في الساحة هو الحملة الممتدة في داخلنا من الكراهية الداخلية ونزع الشرعية من جانب معارضي حكومة نتنياهو وفي أمور معينة لدولة إسرائيل نفسها. توجد محاولة لخلق لحظة تاريخية على نمط صبرا وشاتيلا لكن ينقص الفلسطينيين الصور المناسبة. لإسرائيل يوجد الكثير من المؤيدين والحلفاء؛ على الحكومة أن تبادل الى هجوم مضاد يحول مؤيدي إسرائيل في أوروبا الى شبكة فاعلة تعمل بشكل منسق في المجالس التشريعية في كل دولة. 


مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى