ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: قصف مطار دمشق رسالة تحذيرية لبشار الأسد

إسرائيل اليوم 12/6/2022، بقلم: يوآف ليمور

لم تكن إيران هي هدف هجوم سلاح الجو الذي جرى ليل الخميس، بل سوريا: فمن خلال ضرب مسارات مطار دمشق الدولي وتعطيله لساعات طويلة، سعت إسرائيل للضغط على الرئيس بشار الأسد ليتخذ خطاً نشطاً وأكثر حزماً ضد استخدام إيران لسوريا وبناها التحتية كي تواصل تهريب الوسائل القتالية لـ”حزب الله” ولمراكز قوة مختلفة في سوريا نفسها.

قد نرى في هذا الهجوم تغييراً معيناً في السياسة الإسرائيلية. في الماضي، ضربت بنى تحتية سورية أثناء هجمات سلاح الجو، لكن هذا حصل كنتيجة لاحقة.

إذا كانت بطاريات مضادات الطائرات السورية عرضت طائرات إسرائيلية للخطر، فقد أصيبت. وإذا كانت إيران أو فروعها عملت من داخل منشآت سورية، فقد تعرضت للهجوم.

في الحالة الراهنة، كانت الإشارة إلى سوريا مباشرة وواضحة. وهي تعبر عن مدى الإحباط في الجانب الإسرائيلي من أن إيران تواصل عادتها رغم كل الجهود والمحاولات والهجمات.

رئيس الأركان أفيف كوخافي، قال إن الجيش الإسرائيلي نفذ في الأسابيع الأخيرة عدداً من منزلتين من الهجمات في المنطقة. يمكن الافتراض بأن قسماً لا بأس به منها كان في الساحة الشمالية، ضد النشاطات الإيرانية.

واستبعد هذا بالتأكيد غير قليل من القدرات والوسائل عن إيران، لكنه لم يغير قرارهم الاستراتيجي بإحاطة إسرائيل بطوق من النار والوسائل القتالية المتطورة.

في سبع سنوات من “المعركة بين الحروب”، سجلت هذه غير قليل من النجاحات. فالتسلل الاستخباري الذي سمح بآلاف الهجمات مس وبشدة بنية إيران إقامة قواعد دائمة وميليشيات مسلحة في سوريا وشوش قطار تسليح “حزب الله”. بالمقابل، فإنه لم ينجح في اقتلاع الرغبة الإيرانية.

وعليه، فإن الجهد الآن هو لتفعيل ضغط إضافي عليهم، هذه المرة ليس إسرائيلياً بل سوري. وذلك من خلال دفع الرئيس الأسد إلى الاستنتاج بأن الثمن المباشر الذي يدفعه على استمرار النشاط الإيراني في بلاده سيكون أعلى من الثمن الذي سيدفعه على المواجهة معهم.

ثمة شك بأن الأسد يريد تقييد الإيرانيين، فهو مدين لهم بحياته، بعد أن وضعوا لأجل حمايته وسائلهم وأموالهم في أصعب أيام الحرب الأهلية في سوريا.

وحتى لو أراد الأسد ذلك (وثمة في إسرائيل من يعتقد بأنه يريد فعلاً)، فمشكوك أن يكون قادراً عليه. فسوريا ضعيفة ومنكسرة ومتعفنة من الداخل، وإيران دقت فيها أوتاداً عميقة.

الروس الذين كان بوسعهم أن يساعدوا الأسد في ذلك، لا يبدون ي اهتمام بالموضوع؛ فهم منشغلون بالحرب في أوكرانيا، ولن يصطدموا بالإيرانيين في هذه المسألة التي يرونها هامشية.

كالمعتاد، هذا يترك إسرائيل وحدها في المعركة ويستوجب منها العودة إلى طاولة الترسيم والبحث عن سبل جديدة لتحسين وتطوير “المعركة ما بين الحروب”.

إن عدم التوقيع على الاتفاق النووي مرة أخرى وعدم رفع العقوبات عن إيران، حقيقة تخدم مصلحة إسرائيل التي سيكون بوسعها العمل بحرية نسبياً في ردع إيران ووقف نشاطها الخطير.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى