ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: فليتعظ حزب الله فليتعظ بما حل بـ”الجهاد”

إسرائيل اليوم 9/8/2022، بقلم: يوآف ليمور، 

عاد الوضع في الجنوب إلى سير الحياة الاعتيادي التام، بعد أسبوع بالضبط من التصعيد الذي بدأ جولة القتال الأخيرة. كجزء من ذلك، أزيلت عموم القيود عن الجبهة الداخلية الإسرائيلية، واستؤنف بالكامل النشاط المدني الفلسطيني – من دخول العمال للعمل في إسرائيل عبر عبور كامل للبضائع من وإلى القطاع وحتى فتح مناطق الصيد. هذه الرافعة الاقتصادية كانت سبباً مركزياً في امتناع حماس عن الانضمام إلى القتال، فالضائقة المدنية الاقتصادية في القطاع كبيرة. الكهرباء عملت ساعتين فقط حتى يوم أمس، ولم يرغب السكان الذين يجثمون تحت العبء في العودة مرة أخرى إلى القتال ومعانيه بعد سنة من حملة “حارس الأسوار”، وكانت الجولة الحالية زائدة وعديمة السبب والمنطق، وطالبوا بكل سبيل بإنهائها في أقرب وقت ممكن. هنا درس واضح لما سيأتي: حماس وإن كانت تنظيماً جهادياً يتبنى فكر إبادة دولة إسرائيل، لكنه رب البيت في القطاع ومنصت لسكانه. أي خطوات ترفع مستوى المعيشة في غزة ستزيد بالتأكيد المعضلة المستقبلية لحماس في كل مرة تفكر فيها بفتح جولة قتالية. ينبغي لهذا أن يحصل بالطبع بالتوازي مع حفظ الردع – في ما يشبه الشكل الذي اتبعته إسرائيل في السنة الماضية – عندما رد على كل صاروخ ونار أو بالون بشدة.

 

خليط من هذين الجانبين، الأمني والمدني، كفيل بأن يسمح لإسرائيل خلق معادلة وجود معقولة أكثر حيال غزة مما كان في الماضي. وهي كفيلة بأن تكون خشبة قفز مريحة لاتفاقات أوسع تحاول مصر العمل عليها، بل وتشكل منصة لحالة مسألة جثماني الجنديين من الجيش الإسرائيلي والمدنيين المحتجزين في غزة. صحيح أن حماس وضعت سقفاً متعذراً جداً لتحريرهم، لكنها كفيلة بأن تلين الآن؛ القيادة السياسة الأمنية العليا ستبحث الموضوع الأسبوع القادم في محاولة لدفعه قدماً، وإن كانت فرصه محدودة جداً.

نتائج الحملة تعطي حماس فرصة لخلق معادلة قوة جديدة مع حركة الجهاد الإسلامي، التي ضعفت جداً عقب تصفية زعيميها العسكريين في القطاع. ليس واضحاً إذا كانت حماس ستفعل ذلك، لأن الأمر منوط أيضاً بالأموال الإيرانية وبالعلاقات التي تتم أحياناً بين جهات مختلفة في التنظيمين، لكن قد تسعى حماس للتأكد من ألا يجرها “الجهاد الإسلامي” هي والقطاع كله إلى تصعيد زائد مرة أخرى، لا يحمل إلا الخسائر. الردع الواضح الذي تحقق في الحملة الأخيرة تسعى إسرائيل لاستخدامه في جبهات أخرى وعلى رأسها حيال “حزب الله”.

مؤخراً، هدد التنظيم بضرب إنتاج الغاز الاسرائيلي إذا لم يحل النزاع البحري بين الدولتين حول حقلي كاريش وقانا، ويبدو أن على لبنان الآن إعادة التفكير. صحيح أن الحرب في الشمال لا تشبه في شيء بضعة أيام قتالية مع تنظيم صغير ومحدود كالجهاد الإسلامي، لكن الرسالة التي مرت هي أن إسرائيل أثبتت بأنها مستعدة للدخول في معركة كي لا تتنازل عن مبادئها. هذا درس مهم يساعد في حل أزمة الغاز مع لبنان. الوسيط الأمريكي سيعود قريباً إلى المنطقة، وإذا ما حقق تقدماً في جولاته المكوكية بين القدس وبيروت، سيعود الطرفان ليلتقيا هذا الشهر بشكل مباشر (بحضور أمريكي) في رأس الناقورة. لكن إنجازات الحملة، والنصر الإسرائيلي محظور أن يشوش الصورة الكبرى: غزة لم تذهب ولن تذهب إلى أي مكان. مليونان من سكانها – على مشاكلهم وعلى منظمات الإرهاب المتحكمة بهم، بقوا هنا، وسيواصلون تحدي إسرائيل مستقبلاً. صحيح أن إسرائيل سجلت لنفسها بضع نقاط استحقاق وعززت الردع، لكنها ستحتاج إلى أكثر بكثير من هذا لحل مشكلة غزة.

 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى