ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: عن المصاعب في طريق رؤيا الرئيس ترامب: انعدام استقرار، مواجهات وسذاجة

إسرائيل اليوم 3/11/2025، مئير بن شباط: عن المصاعب في طريق رؤيا الرئيس ترامب: انعدام استقرار، مواجهات وسذاجة

بينما تعصف إسرائيل بالتطورات التي لا تتوقف في قضية المدعية العسكرية العامة وتحاول شق طريقها في لجة التسويات الغامضة في قطاع غزة، في واشنطن يسارعون الخطى لتحقيق الخطط العظمى للرئيس ترامب في الشرق الأوسط.

تاريخ الموعد الذي تتجه اليه جهود الإدارة الامريكية هو 18 تشرين الثاني، موعد زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الى واشنطن، والتي سيعلن فيها على ما يبدو عن إقامة حلف دفاع موسع وعن صفقات سلاح بين الدولتين.

ليس واضحا كيف سيسوى مطلب السعودية في التخصيب المستقل للنووي. فاعلانات القيادة الإيرانية عن تصميمها على إعادة بناء المنشآت التي تعرضت للهجوم ومواصلة تخصيب النووي، سيستخدمها ابن سلمان لتبرير مطلبه.

واذا ضاق عليه الحال، فانه على ما يبدو سيطرح هذا المطلب في قائمة الشروط والمردودات لتحقيق تطبيع مع إسرائيل بعد أن استجيب طلبه لشق مسار التوافق على افق سياسي إسرائيلي – فلسطيني في اطار خطة العشرين نقطة لترامب.

 شروط في الطريق الى إعمار القطاع

صحيح أن السعودية رحبت بوقف النار في غزة وأعربت عن أملها في الاستقرار، لكن مثل اتحاد الامارات، فانها هي أيضا تشك في قدرة تحقيق مخطط ترامب لانهاء الحرب.

الدولتان تشترطان مشاركتهما في سياقات اعمار القطاع بوقف نار مستقر وطويل، انسحاب إسرائيلي تدريجي، نزع سلاح حماس ونقل صلاحيات الى السلطة الفلسطينية او هيئة أخرى ذات شرعية دولية.

ينبغي الافتراض بان ترامب ورجاله سيحاولون أيضا ادخال هذا الى سلة المطالب التي يتعين على إسرائيل الموافقة عليها في اطار الاتصالات لتحريك مسيرة التطبيع.

قبل نحو أسبوع من زيارة ابن سلمان سيزور واشنطن الرئيس السوري احمد الشرع الذي سيعنى بالعلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة، لكن ينبغي الافتراض بان علاقاته مع إسرائيل ستبحث هي أيضا، على خلفية الاتصالات الجارية لاقامة تسويات امنية مع إسرائيل.

الى هذا المعمعان السياسي يدخل أيضا التوتر الأمني في الساحة اللبنانية، على خلفية مساعي إعادة بناء وتسلح حزب الله وفي ضوء فشل الحكم اللبناني في نزع سلاح المنظمة.

المعطيات التي كشف عنها مؤخرا توماس باراك، السفير الأمريكي في تركيا عن حجوم القوات والوسائل القتالية التي تبقت لدى حزب الله وعن مصاعب الحكم اللبناني في التصدي لتحدياته، مثلما هي أيضا تحذيرات وزير الدفاع، اعادت الى الخطاب العام إمكانية جولة قتالية أخرى في لبنان رغم الحديث عن زمن السلام.

 السلاح في مفهوم المقاومة

ما الذي يمكن أن نتعلمه من كل هذا؟

أولا، ان انعدام الاستقرار هي الميزة الأساس في الواقع الإقليمي. فالدور العميق والاشراف المباشر من جانب ترامب ورجاله هو دليل على فهمهم بانه في كل الساحات في الشرق الأوسط – لا يزال الجمر يعتمل.

ثانيا، الغموض. فالتسويات التي تبلورت في كل واحدة من الساحات لم “تغلق الزوايا”. لقد أتاح الغموض توافقات سريعة، لكنه ترك مساحة لتفسيرات متضاربة. ما سيحصل على الأرض هو ما سيصمم الواقع.

ثالثا، التجريد. التفكير بانه يمكن الوصول الى ذلك مع “محور المقاومة” من خلال اتفاقات سياسية، هو تفكير ساذج.

في مقال افتتاحي في موقع “الرسالة” لحماس في الأسبوع الماضي، قدر الكُتّاب بانه في غزة وفي لبنان ستنتهي الجهود لنزع سلاح حماس وحزب الله بفشل ذريع، في ضوء معنى السلاح في “مفهوم المقاومة”، وفي ضوء الفهم بان نزع سلاح المنظمات “سيمثل التصفية الحقيقية لمحور المقاومة”.

هذه نتيجة لا يمكن للمنظمات ان تسمح بها، وبأي حال في الساحتين لا توجد جهة سلطوية قادرة على فعل ذلك.

قول فون كلاوزفيتش في أن الحرب والسياسة هما استمرار الواحدة للاخرى. سمع كثيرا في مطارحنا، ولا سيما من جانب من أراد الاقناع بانه حان وقت الفعل السياسي. على خلفية الصورة الموصوفة، ثمة مجال للتساؤل فيما اذا كنا تسرعنا في تخفيف الضغط العسكري.

 إنجازات مقابل وعود

مهما يكن من أمر، ليس متأخرا بعد استخلاص الدروس والإصلاح. قبل كل شيء، في أي من الساحات وامام كل واحد من اللاعبين، لا ينبغي الدفع بانجازات حقيقية مقابل وعود مستقبلية. وتنطبق الأمور بالنسبة للإبقاء على التواجد وحرية العمل في سوريا، بالنسبة لتخصيب اليورانيوم في السعوية وبالنسبة للمقترحات السياسية تجاه الفلسطينيين.

ثانيا، لا مجال للمساومة في الصراع لمنع إعادة التأهيل والتسلح لحزب الله وحماس. مع كل الاحترام للوسطاء وللولايات المتحدة أيضا، وحدها إسرائيل ستنفذ العمل.

ثالثا، مهما كانت الاتفاقات والتفاهمات، فان الواقع على الأرض ستصممه الأفعال. على إسرائيل أن تستغل حقيقة أن حماس وحزب الله يوجدان في مواقع ضعف كي تفرض عليهما تسويات مرغوب فيها لها.

وان كانت هذه السياسة تنطوي على مخاطر في الاشتعال، الاحتكاك مع الوسطاء وربما أيضا مع الإدارة الامريكية، لكن ثمن البديل سيكون أعلى.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى