ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: سيادة بالامر الواقع

إسرائيل اليوم – نداف شرغاي – 16/12/2025 سيادة بالامر الواقع

في موقع الانترنت لحركة “السلام الان” تحت عنوان “متابعة المستوطنات” يتبين معطى مفرح: منذ بداية 2025 دفع مجلس التخطيط الأعلى في المناطق قدما بتخطيط وبناء قرابة 30 الف وحدة سكن للاستيطان اليهودي في أقاليم البلاد العتيقة خاصتنا. رقم قياسي لكل الأزمنة. 

من تحت الرادار وانوفنا جميعا – وفي الوقت الذي نقاتل فيه سبع جبهات – تقع ثورة في المناطق. قرار الكابنت الأمني يوم الخميس الماضي لاقامة 14 مستوطنة جديدة ف يهودا والسامرة، وتسوية مكانة خمس نقاط استيطانية أخرى ينضم الى سلسلة خطوات محطمة للتعادل تنفذها هذه الحكومة في مجال الاستيطان في يهودا والسامرة على مدى السنوات الأخيرة الثلاثة. 

ان لم تكن سيادة، فعلى الأقل استيطان، وعلى الأقل تفعل الحكومة هذا كما ينبغي: عشرات المستوطنات الجديدة اقامتها الحكومة الحالية، وعشرات عديدة من البؤر الاستيطانية سوغت وأصبحت أو تصبح مستوطنات. في المناطق أيضا أقيمت أيضا اكثر من 140 مزرعة تستولي بشكل مسوى وقانوني على أراضي دولة بمساحة نحو مليون دونم، نحو نصف مساحة أراضي الدولة في المناطق. في 2021 لم تكن حتى ولا مزرعة واحدة. 

كما أن خطة E1، خطة الربط بين القدس ومعاليه ادوميم تتحرك أيضا نحو التنفيذ، بعد تجميد لثلاثة عقود. هذا خطة الاستيطان الأهم من ناحية استراتيجي في المناطق. فهي تقطع خطة فلسطينية لتواصل دولة على محور شمال – جنوب وتشوشها بواسطة تواصل استيطاني يهودي على محور غرب – شرق، من القدس، عبر معاليه ادوميم وانتهاء بالبحر الميت. 

لاستكمال الصورة تنقص الان فقط خطة عطروت، في شمال القدس التي ينبغي لهذه الحكومة قبل ان تنهي طريقها ان تحققها. اذا لم يبنى هناك الحي اليهودي بالاف وحدات السكن التي خططت لها وزارة الإسكان فان الفلسطينيين سيستولون على الاصبع الشمالي للقدس ويضموه الى مجالهم. 

الصهيونية في افضل صورها

زخم الاستيطان في يهودا والسامرة جيد لليهود لعدة أسباب. أولا – هذه هي الصهيونية في أفضل اشكالها. الصهيونية في قلب صهيون، في قلب الوطن العتيق، في قلب بلاد إسرائيل والاقاليم التوراتية، وطننا. “بلاد إسرائيل تعود لشعب إسرائيل” ليس فقط شعارا يجب تحقيقه، وأخيرا يفعلون هذا.

ثانيا – هذه الخطوات محطمة التعادل، التي لم يسبق أن نفذت ابدا بحجم وكثافة كهذه في المناطق تمنع وستمنع إسرائيل من التقلص مرة أخرى الى حدود 1967 الخطيرة. هي تجعل وستجعل من الصعب تحقيق سيناريو الرعب لاقامة دولة فلسطينية التي هي أب آباء الدنس: تمس بحقوقنا، بامننا وتمنح جائزة لمخربي حماس، كله معا. 

ثالثا – في غضون سنوات غير عديدة ستنمو الحاضرة اليهودية في المناطق بضعفين واكثر: من نصف مليون يهودي اليوم الى نحو مليون نسمة. هذا عامل سياسي عظيم القوة سيجعل من لاصعب حتى لمعارضي الاستيطان في البلاد وفي العالم تجاهله. وهو يحمل الى جانبه أيضا ربحا اقتصاديا: كلما بنوا في المناطق اكثر، هكذا أسعار الشقق في نطاق إسرائيل الصغيرة وبالطبع في المناطق أيضا ستهبط وتسعى الى اتجاه سواء العقل. 

في صحيفة “هآرتس” كتب مؤخرا بان “الضم لم يعد يزحف”. و “هو قام على قدميه ويسير عليهما. هذا التشخيص الحاد وشبه المعادي هو في حقيقة الامر بشرى رائعة: حتى قبل أن يكون في يهودا والسامرة سيادة شرعية (والتي لا بد ستأتي) تنمو من الأسفل سيادة واقعية. زخم الاعمال هناك بإدارة الوزراء بتسلئيل سموتريتش، اوريت ستروك وإسرائيل كاتس ورؤساء المجالس الإقليمية والمحلية، وبمصادقة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يخلق مقاطع من مجالات الاستيطان اليهودي يسد “ثقوبا” خطط الفلسطينيون بان يدفعوا اليها بناءهم ويتم هذا بشكل فاعل (أخيرا) ضد طوفان البناء الفلسطيني غير القانوني في المناطق ج.

عمليا يجري اليوم في المناطق حدث تاريخي، خطوة عميقة عريضة، تغير الى الأجيال خريطة الاستيطان في يهودا والسامرة وتستغل نافذة الفرص السياسية التي نشأت الان. على ان يستمر هذا فقط.


مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى