ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم : سنصلي داخل الحرم بدلاً من “المبكى”

نداف شرغاي

إسرائيل اليوم 25/4/2022 – بقلم: نداف شرغاي

صوت واحد ناقص، صامت، يصرخ في غيابه: لسنا احتلالاً في القدس، مثلما يكذب الفلسطينيون دائماً في آذان العالم كله. فالشعب لا يحتل بلاده وعاصمته. لكننا في الشهر الأخير نقع في هذا الفخ ونتحدث عن أمن واستراتيجية، في الوقت الذي يحظر أن تقام جملة ادعاءات على أساس احتياجات معيشية وتكتيكية إزاء موضوع القدس. الارتباط والالتزام اللذان اتسمت بهما هذه المدينة يشذان عن القلق على الوجود المادي والأمن. فهما يستندان أساساً إلى التقاليد، والدين، والثقافة والتاريخ اليهودي، ونحن توقفنا عن الحديث عنها. حين طلب من دافيد بن غوريون في 1948 أن يبرر المعركة على المدينة، ذكر أن “قيمة القدس ليست قابلة للقياس”، “لا يمكن أن توزن وتحصى”. “المعركة على القدس حاسمة”، شرح، “ليس من ناحية عسكرية فحسب. القسم “على نهري بابل” ملزم اليوم مثلما في حينه، وإلا فلن نكون جديرين باسم شعب إسرائيل”.

فلنرسم خطاً أحمر: الخط الأخضر مات.

حيال الصلة الوقحة التي تحاول حماس خلقها بين غزة والقدس، نجد بينيت ولبيد وليبرمان وغانتس يصمتون صمتاً مطبقاً. لعل هذا روع عباس و”الموحدة” في أن وجود هذه الحكومة المتعذرة يقوم على أساسهما، ولعل هذا ضعف عقلي بنيوي. “حكومة التغيير” شطبت خطاب الحقوق الذي كان جزءاً لا يتجزأ من جيناتنا، بخاصة بالنسبة للقدس. ويبرز غيابه على نحو خاص الآن بسبب حضوره الشديد في خطاب الفلسطينيين والدول العربية تجاه العالم. فهؤلاء لا يخجلون من تقبيل “أطراف أرضهم”، والكذب عن ماضيهم وتزوير التاريخ بلا نهاية.

لا يمكن إسناد المطلب إلى شرعية دولية دون الكتب المقدسة والآباء والأمهات والتاريخ اليهودي. القدس، على حد قول بلينكن، هي بالفعل مستوطنة. المستوطنة الإسرائيلية المحقة والكبرى منذ الأزل. علينا أن نتحدث عن الارتباط بهذه المدينة، حقنا وأولوياتنا فيها، من عهد الملك داود والهيكلين الأول والثاني حتى العام 1948 وحرب الأيام الستة وأيامنا هذه. فلنقلها بوضوح، دون تلعثم أو اعتذار. ولنرسم خطاً أحمر، ولنوضح أن القدس أساس الذاكرة الأكثر وضوحاً للشعب اليهودي، ولسنا احتلالاً. وأن الخط الأخضر مات. وإن التخلي عن حقوقنا في القدس سيجعل حقنا في بلاد إسرائيل حقاً عاجزاً. لن يكون أي تقسيم آخر هنا، لا في الأحياء ولا في البلدة القديمة، ولا في الحرم أيضاً. الحرم وإن كان أغلق في وجه اليهود في نهاية رمضان هذا، ولكن يجب أن نقول الحقيقة: السبب الوحيد الذي لأجله يصلي اليهود منذ أكثر من ألف سنة على طول الحائط الغربي هو الحواجز التي نصبت في وجوههم (الفقهية أو السياسية) للصلاة في الحرم نفسه. الحائط قد يكون “هيكلاً صغيراً”، الأهم والأكثر قدسية من كل الكنس الأخرى، ولكنه ليس مكان الهيكل، وهو حتى ليس الحائط الغربي للهيكل، مثلما اعتقدوا خطأ على مدى مئات السنين. هذا هو الحائط الغربي لنطاق الحرم. فيه قدسية ولكنه ليس المكان الأكثر قدسية للشعب اليهودي، مثلما أخطأ قبل وقت غير بعيد وزير الخارجية لبيد.

الحرم، الذي أقام عليه المسلمون مصليين قبل 1350 سنة هو المكان الأكثر قدسية للشعب اليهودي، وفقط الثالث في قدسيته للإسلام السني (بعد مكة والمدينة). الحائط هو البديل للحرم؛ هو الرواق، بينما الحرم هو الأساس. ووحدها الفتوى الفقهية على مدى الأجيال منعت إسرائيل من الحجيج إلى الحرم وتركتنا على سفوحه. نحن مرتبطون بالحائط بتلال من الدموع والقدسية، ولكنه البديل فقط. أما الأصل، الذي سترتب فيه صلاة اليهود أيضاً في يوم من الأيام، فهو الحرم.

 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى