ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: سنة، كانت إسرائيل فيها قوية عسكريا لكنها ضعيفة اقتصاديا ومعزولة سياسيا وعلامات الاستفهام اكثر من الأجوبة

إسرائيل اليوم 7/10/2024، يوآف ليمور: سنة، كانت إسرائيل فيها قوية عسكريا لكنها ضعيفة اقتصاديا ومعزولة سياسيا وعلامات الاستفهام اكثر من الأجوبة

سنة، اليوم. سنة لليوم الأسود في تاريخ الدولة. سنة لليوم الذي وقع فيه القصور غير المعقول، والتسيب الذي لا مغفرة له. سنة لليوم الذي كل من عاش هنا لن ينساه حتى نفسه الأخير. سنة على اليوم الذي تغيرت فيه حياتنا بحيث لم نعد نعرفها – شرا، وينبغي الامل ان خيرا أيضا. سنة، اليوم، ولا يزال لا يمكن هضم ما حصل. الاف المخربين الذين تسللوا بلا عراقيل الى البلاد. القتل الجماعي في الكيبوتسات، في مدن الغلاف وفي حفلة نوبا. البيوت التي احترقت على ساكنيها. الاغتصاب، والتنكيل، والسلب والنهب، وقوافل المخطوفين. إحساس الإهانة، والمذلة. حين صور كل هذا أيضا وبث في الزمن الحقيقي حين كانت دولة إسرائيل الكبرى، كلية القدرة، تقف جانبا عديمة الوسيلة. 

سنة، اليوم، ولا يزال لا يمكن هضم عظمة الفشل. المفهوم الذي قرر بان حماس ضعيفة، مردوعة وبعيدة عن الحرب، وعليه سمح لها بان تتعاظم وتتسلح. العمى الاستخباري الذي رأى كل شيء – ولم يرَ شيئا. الوهن العملياتي، في القيادات وفي الميدان. القرارات المغلوطة، مسبقا وفي الزمن الحقيقي، في القيادة العسكرية وفي القيادة السياسية. 

سنة، اليوم، ولا يوجد ما يكفي من الكلمات لتصف البطولة. قبل كل شيء البطولة المدنية لمن كانوا محاصرين في الغرف الآمنة وفي البيوت. لمن فروا للنجاة بارواحهم ولمن انطلقوا لإنقاذ الاخرين – عائلتهم، جيرانهم بل واحيانا أجانب مطلقين. والى جانبها البطولة في البزات، للجنود والشرطة. لرجال الشباك وقوات النجدة الذين هرعوا الى اللظى وفي حالات عديدة دفعوا على ذلك الثمن بحياتهم – فقط كي ينقذوا حياة الاخرين. 

سنة، اليوم، ولا يوجد طريق لشطب مشاهد الغلاف بعد اللظى الذي خبا. اكوام الجثث التي وصلت الى المنشأة المعدة على عجل في محاولة لمواجهة الكارثة التي لم يشهد لها مثيل. البيوت المحترقة، طوابير السيارات التي اخترقت بالرصاص. كمية ذخيرة المخربين التي تبقت متناثرة على الطريق والموت الذي زرع في كل زاوية.

سنة، اليوم، على الفهم في أن المكان الأكثر امنا أيضا، البيت، اصبح شرك موت. سنة على الهجر الجماعي لسكان الجنوب، والشمال، الذين خافوا ان يكونوا التالين في الدور لان ما نفذته حماس – حزب الله خطط وطور واستعد لتنفيذه. وسنة لجموع الإسرائيليين في كل مكان آخر في البلاد ممن حصنوا بيوتهم وبدأوا يتصرفوا وفقا للجدول الزمني لاطلاق الصواريخ، الهجمات والمخاوف. 

سنة، اليوم، على اللحظة الي بدأنا فيها نعرف الأسماء، وبعدها الوجوه. أسماء المخطوفين وبعدها أبناء عائلاتهم ممن خرجوا للمعركة في سبيل حياتهم – التي هي المعركة في سبيل حياتنا. أسماء الشهداء الذين ارتفع عددهم بانتظام، كل يوم تقريبا، فيما أن كل اسم يزعج الروح من جديد وكأنه هو الأول. وأسماء البلدات والتجمعات السكانية التي خربت وأسماء المنظمات والمواطنين الذين تجندوا للمساعدة. 

سنة، اليوم، على الخروج الى الهجوم. بداية لاجل صد المخربين الذين غزوا البلاد وبعد ذلك لاقتلاعهم من الجذور. في غزة ولاحقا في لبنان أيضا، في يهودا والسامرة، في سوريا وفي اليمن – ويمكن ان قريبا في ايران وفي العراق أيضا. حرب اللاخيار التي لا يوجد ما هو اكثر مبررا منها، حرب بدايتها الكارثة وينبغي الامل ان بعدها يكون انبعاث، لكن أيضا بحكمة.

سنة، اليوم، على الوحدة الكبرى التي نشأت من الشعب الذي استقطب بثبات واثبت بانه افضل من زعمائه. سنة على التجند غير المسبوق في الحياة المدنية والعسكرية. سنة على بطولة رجال الاحتياط وزوجاتهم/ازواجهم. سنة على عظمة القوة الروحية التي اثبتت بانها جدير وقادرة ولا تحتاج الفضائل – لانها هي الفضلى ببساطة. سنة على عظمة المزارعين والمتطوعين. سنة على المساعدة المادية والاقتصادية السخية من يهود العالم واصدقائنا الكثيرين وعلى رأسهم الولايات المتحدة. 

سنة، كانت إسرائيل فيها قوية عسكريا لكنها ضعيفة اقتصاديا ومعزولة سياسيا. سنة في نهايتها لم ينتهِ حقا أي شيء لان المخطوفين لم يعودوا والنازحين لم يعودوا وكل الجبهات لا تزال مفتوحة وعلامات الاستفهام اكثر من الأجوبة.

سنة، اليوم، والدرس، الذي ليس واضحا اذا كنا تعلمناه هو أن كل شيء في أيدينا، واننا فقط اذا كنا اكثر تواضعا واكثر تراصا، عندها فقط سننتصر.

 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى