ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: رسالة الجماهير في الميدان: التغيير يجب أن يتم ولكن فقط من خلال الحوار

إسرائيل اليوم 15-1-2023م، بقلم عدي روبنشتاين: رسالة الجماهير في الميدان: التغيير يجب أن يتم ولكن فقط من خلال الحوار

لو علق غريب في المظاهرة التي جرت أمس في ميدان “هبيما”، ما كان ليفهم كيف يتحدثون عن “حرب أهلية” أو “انقلاب”. عشرات الآلاف الذين وصلوا أمس إلى الميدان لم يبحثوا عن العنف، ولم يجربوا الشرطة، وأساساً سألوا أنفسهم إذا كانت هذه المظاهرة وتلك التي توشك أن تليها، قادرة على أن تغير قرارات الحكومة؟

متوسط الأعمار في المظاهرة تجاوز سن الثلاثين، لم نر شباناً ولا فتياناً. لذلك، هناك الكثير من التفسيرات، ولكن لعل أبرزها هو كمية الرسائل الطويلة التي سمعت في المظاهرة، والتي لم تكن مركزة كالمعتاد في هذا الجانب من الخريطة السياسية. نعم، كان في مركزها “حماية الديمقراطية” لكن يسار مقابل يمين، وشكاوى من الحريديم، وحقوق المثليين، وكذا دعوات للسلام وإنهاء الاحتلال وأعلام فلسطين إلى جانب آلاف أعلام إسرائيل. الشباب الإسرائيلي، جيل معظمه يتعب من مشاهدة أفلام “التك توك” من أن يقرأ الأخوة كرامازوف، اعتاد على رسائل تبسيطية ومتطرفة مثل رسائل ايتمار بن  غفير. رأينا هذا أيضاً في نتائج الانتخابات، وكان يخيل أن اليسار الإسرائيلي لا يستخلص استنتاجات من فشله.

المظاهرة الأولى منذ سنين

عندما نرى في المظاهرات التي جرت في الأسبوعين الأخيرين ميراف ميخائيلي والنواب العرب، ممن هم مسؤولون بقدر لا يقل عن يريف لفين عن هذه المظاهرات في ضوء حقيقة أنهم كانوا مسؤولين عن إسقاط الحكومة السابقة، فلا نتوقع بأن ينجحوا في التوجه إلى الشباب أو كبديل أن يستخلصوا الاستنتاجات ويأتوا بتفكير آخر غير “فقط لا بيبي”. لعلنا نعيش في عصر التهديد على الديمقراطية الإسرائيلية، لكن الشباب الإسرائيلي على ما يبدو قلق من أمور أخرى.

في الأحاديث مع أناس متظاهرين، بعد لحظة من الشكاوى العادية على رئيس الوزراء ووزير العدل، نجد أصواتاً تتفق على أنه يجب تقييد المحكمة التي تحكم بها أهرون باراك على المزاج العام بقدر لا يقل عن بنيامين نتنياهو، “لكن يجب عمل ذلك بالحوار”. كيف يتدبر هذا مع المظاهرات والهستيريا وكأننا قبل لحظة من انقلاب؟ هذا سؤال آخر. بالمناسبة، كانت هذه مظاهرتهم الأولى منذ سنين لكثيرين منهم. يخطئ من يعتقد أن هذا احتجاج بلفور. هذا أكبر من ذلك، السؤال إذا كان الناس سيواظبون.

قد يكون سهلاً على وزير الأمن القومي، ايتمار بن غفير، توجيه النار نحو جمهور المتظاهرين الذي وقف أمس بجموعه في الشتاء التل أبيبي، لكن ما ينبغي أن يقلقه أكثر هو موجة العنف في المجتمع الذي نعيش فيه: مقتل علي جروشي سيجعل شوارع الرملة واللد ويافا أنهاراً من الدم، وفي كل نهاية أسبوع يطعن الناس هنا الواحد الآخر، وكأنها هواية، ويضرب أحد الفتيان الآخر من “رمات أفيف ج” حتى بئر السبع. صحيح أن الخطر الحقيقي على المجتمع الإسرائيلي ليس المظاهرات ولا الإصلاحات التي يتصدرها لفين، بل العنف اليومي الذي نصطدم به نحن المواطنين في كل مكان. وهذا لا يرى لا في البرج العاجي للسياسة الإسرائيلية ولا في البرج العاجي لجهاز القضاء الإسرائيلي. ها قد وجدنا شيئاً ما مشتركاً لنا جميعاً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى