ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: رئيس اركان الجيش الاسرائيلي: التهديد الايراني على نطاق لم نكن نعرفه

إسرائيل اليوم 13/9/2022، بقلم: يوآف ليمور

“إيران قوة عظمى إقليمية قامت إلى جانبنا، تشكل التهديد المركزي على دولة إسرائيل وتتحدى مفهوم الأمن الإسرائيلي لسنوات كثيرة إلى الأمام. وهذا سيلزمنا باستعداد مناسب واستثمار للمقدرات والانتباه، وإذا لم نتعاطَ مع هذا بجدية سنستيقظ على تطورات لم نستعد لها في الوقت المناسب”، هكذا يحذر العقيد “ط” رئيس قيادة إيران في الجيش الإسرائيلي.

في مقابلة أولى وحصرية ستنشر الجمعة في ملحق السبت، يقول العقيد “ط”: “إيران تحدٍ سيرافقنا عشرات من السنين المقبلة، وسيتعاظم. إيران العام 2000 أو العام 2010 مختلفة تماماً عن إيران 2020، وهذا يلزمنا العمل بشكل مختلف. بداية، أن نقيم جسماً ينظم التفكير ويبني المفاهيم، التي سيكون ممكناً على أساسها وضع الخطط العملياتية والقيام ببناء القوة والتكييفات اللازمة. وهي مسيرة ستتعاظم لأن التحدي الذي نراه عظيما بحيث يتطلب منا استعداداً طويل المدى مع ميزانيات وبنى تحتية تتناسب وحجم التحدي الذي بانتظارنا”.

“ط” طيار قتالي فاعل يجد نفسه في مهام عملياتية. في منصبه السابق كان قائد سرب اف 35 الأول، وقبل سنة ونصف كان هو الذي اعترض المسيرة بعيدة المدى التي أطلقتها إيران نحو إسرائيل، وهي قضية ظلت بالسر لأكثر من سنة وانكشفت قبل بضعة أشهر في “إسرائيل اليوم”.

“إيران تتحدانا في عدة مستويات”، يقول. “الأول في سعيها إلى النووي، والثاني في وكلائها الذين تحاول أن تقيمهم حولنا، سواء كان “حزب الله” في لبنان أو الرغبة في التموضع في سوريا، بدعم الميليشيات الشيعية في العراق واليمن، أو الجهاد الإسلامي في غزة.

“المستوى الثالث، أن إيران هي الناشرة الأكبر والأخطر بالسلاح والقدرات والوسائل والتكنولوجيا لكل أعدائنا. وعندما تدمج كل هذه العناصر في صورة واحدة للتحدي الذي تشكله لنا إيران، فهو تحدٍ يلزمنا بالاستعداد له في ذروة الجدية، وخصوصاً حين يترافق وحقيقة أن إيران ترفض وجودنا، وتعمل بفاعلية لتحقيق هذا، كي لا نكون نحن هنا بعد عقد أو عقدين أو ثلاثة عقود. هي تعمل على هذا في الأيديولوجيا، والمال، والميزانيات، ومحاولة المس بنا حيثما نكون، وحين يدور الحديث عن قوة عظمى إقليمية في قيد البناء، ولها أيضاً الكثير من الوسائل والاحتياطات، وستكون لها قدرات أخرى أكثر تقدماً في المستقبل غير البعيد، فهذا هو تحدٍ مركزي لأمننا”.

واجب الحفاظ على التفوق

–   لكن ما الجديد إذا كان هذا موجوداً منذ سنوات عديدة؟

“العناصر كانت هناك، لكن التهديد لم يكن بهذه الشدة. لقد أجرت إيران قفزة طريق دراماتيكية في قدرتها العسكرية. في العام 2000 لم يكن لديها إمكانية للمس بنا من إيران. في العام 2010 كان لها بضع مئات صواريخ غير دقيقة. أما الآن فإنك تنظر إلى ترسانتها، إلى كمية الصواريخ الدقيقة التي لديها، وتسلح بها أعداءنا – هذه إيران أخرى. أما النووي فهو بالطبع التهديد المركزي، ولكن يتطور إلى جانبه تهديد بحجم لم نشهده حتى الآن، سيتعاظم وسيستوجب منا جاهزية لتصد آخر”.

–   تحدث بالأرقام، إلى أين يسيرون؟

“إذا كان لديهم اليوم مئات عديدة من الصواريخ والمسيرات التي يمكنها الوصول إلى هنا من إيران، فسيكون لهم الآلاف في العام 2025. وكلها دقيقة”.

–   ماذا يعني هذا من ناحيتنا؟

“لإسرائيل طبقات دفاع مبهرة، لكن استعدادنا أمام إيران يجب أن يكون وجودياً، بحيث إنه إذا ما وصلنا إلى مواجهة، سنتمكن من الدفاع عن أنفسنا، ولكن يجب أن نعطي رداً بضربة مؤلمة جداً لإيران كي لا تفكر بمحاولة استفزازنا مرة أخرى”.

–   ما منطقهم؟ إلى أين يريدون الوصول؟

“يفعلون وسيفعلون كل شيء يؤدي إلى انهيار مستقبلي لإسرائيل. يعملون ذلك بأنفسهم، وبواسطة وكلائهم في المنطقة. رؤيتهم خلق هلال شيعي في الشرق الأوسط وإنهاء وجود إسرائيل ككيان يهودي. ما يبنى أمامنا شيء آخر مما عرفناه حتى اليوم؛ أكثر تعقيداً، أكبر، أخطر. لا نتحدث عن حرب في غزة أو في لبنان، بل عن دولة تقع على مسافة 1.500 كيلومتر من هنا، وتدير معنا منافسة استراتيجية إقليمية نحن فيها ملزمون للمحافظة على تفوق دائم، بحيث إننا إذا ما علقنا أمامها في مواجهة، سنخرج منها في وضع استراتيجي محسن. حين أرى مقصد سير الإيرانيين، والسحب المتكدرة من حولنا في الأفق، يجدر بنا الاستعداد لهذا منذ الآن”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى