ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم – دان شيفتن يكتب – لنزع قوة حماس.. تحية لمطلقي البالونات الحارقة!

بقلم: دان شيفتن – إسرائيل اليوم 22/6/2021

  منذ بضعة أيام لا توجد بالونات حارقة واستفزازات عنيفة من غزة. خسارة. خسارتها تكتيكية ومنفعتها استراتيجية. إذا ما كان هناك -لا سمح الله- هدوء قصير الأمد من القطاع، فإنه قد يستجاب بهدوء طويل وعديم المسؤولية من جانب إسرائيل، بينما حماس تأخذ بالتعاظم، وهو تعاظم سيضربنا في وجهنا في ذروة مواجهة مع إيران و”حزب الله”. فالاستفزازات العنيفة ستستدعي من إسرائيل أن ترد، وبهذه المناسبة يوجد أمل لإفشال سلسلة خطوات كلها انتصار لحماس وخطر لإسرائيل، مثل: تحرير إرهابيين، وتمويل حماس وإظهار نجاح عدوانها من خلال تحسين شروط المعيشة في غزة.

  إن الهستيريا المتعاظمة داخل إسرائيل حول الموضوع المسمى “إعادة الأبناء” يشهد على أننا لم نتعلم درس الخسوف في صفقات جبريل – شاليط وأمثالهما. إن إسرائيل بقرارات سائبة وعديمة الزعامة لإعادة آلاف القتلة إلى دائرة الإرهاب، كانت قد شجعت الإرهاب وتسببت عملياً بخفة عقل على قتل مئات الإسرائيليين على أيدي المحررين وعلى أيدي أولئك الذين تلقوا الإلهام والتشجيع من تحريرهم. كان الحديث هناك يدور عن تحرير جنود أحياء؛ هذه المرة لا يوجد في غزة “أسرى ومفقودون”. توجد جثامين، ويوجد مواطنان انتقلا إلى غزة. وحتى لو حصلت حماس على عُشر ما تطلبه مقابل ذلك، فالحديث يدور عن جثامين لإسرائيليين معروفة أسماؤهم، بثمن قتل إسرائيليين كثيرين لن نعرف أسماءهم إلا عندما يقتلون.

كما أن مسألة التمويل وشروط المعيشة جديرة بالفحص في السياق الاستراتيجي. فدولة حماس في غزة هي مشروع العلم للإخوان المسلمين: الدولة العربية الوحيدة التي يتواجد فيها “الإخوان” في الحكم. وعليه، فإن تركيا – أردوغان تدعمها، وقطر تمولها. “الإخوان” هم أعداء مصر والسعودية والأردن ومعظم الأنظمة في العالم العربي. قاتلوا اليهود وإسرائيل بحماسة إيمانهم حتى قبل أن تدخل مصر الحرب في أيار 1948. هم الجهة المناهضة لإسرائيل الأكثر تصميماً وخطراً في الرأي العام الأردني والمصري. وصيغتهم الغزية تحاول إقناع العرب في المنطقة كلها، ولا سيما في الضفة بالعودة إلى عصر العنف النشط في المواجهة مع إسرائيل. يحاولون أن يثبتوا بأنه يمكن، بالتوازي، مقاتلة اليهود، وقصف تل أبيب والقدس، وحرق حقولها وأحراشها، وفي الوقت نفسه نتلقى منها الماء الكهرباء والوقود والخدمات الطبية، والإعالة في نطاقها بعشرات آلاف العمال، وكذا مليارات الدولارات من خلال قطر. إذا لم تكن كلفة لحرب دائمة غير الأضرار العسكرية التي يمكن ترميمها بسهوله بمعونة الولايات المتحدة وإسرائيل، فلماذا التوقف عن قتل اليهود؟ هذا الخيار الذي يعطي فيه العنف البربري الرضى والمكانة والرزق، هو الرسالة الأخطر لإسرائيل وللمنطقة بأسرها. الكثيرون في إسرائيل يفحصون هذا الوضع من زاوية نظر تكتيكية، في ظل تجاهل سياقاته الأوسع. فهم يروون لأنفسهم عن فعل أساسه الجهل حول ضائقة الغزيين، التي تدهورهم إلى العنف. غير أن الحديث يدور عن قصة أخرى. إن الإدمان على العنف والامتناع عن بناء أمة ومجتمع، سيؤدي إلى ضائقة، كما هو متوقع. تروي الأسطورة عن عنف أصله اليأس. ولكن الفحص الموضوعي يثبت أن مصدر العنف في الأمل: الأمل الذي يمكن أن يوفر المشاعر العنيفة، بالثأر ضد اليهود على نجاحهم وعلى حياتهم الطيبة، وفي النهاية جعلهم يسأمون من العيش في وطنهم. ويتعزز الأمل عندما تفرض على اليهود دعم الحرب ضدهم عملياً، خوفاً من أن تتدهور غزة إلى أزمة إنسانية.

   ينبغي الأمل في أن يواصل الفلسطينيون، مثلما فعلوا دوماً بعنفهم، إثبات الحقيقة مخيبة الآمال عن سلم أولوياتهم الوطني، كي نمنعهم بالقوة من تعاظم قوتهم. هذا ما أنقذ إسرائيل عندما رفضوا مشروع التقسيم في 1947، وما حطم استراتيجية عرفات بعد أوسلو في الانتفاضة الثانية. الصحوة تجدي إسرائيل ليس في غزة فقط: فالتضامن الواسع مع الاضطرابات في اللد وعكا ساعد الجيش الإسرائيلي على أن يفهم بأن عليه الاستعداد أيضاً لمواجهات يحاول فيها الفلسطينيون من الداخل مساعدة العدو في الحرب. هدوء متواصل يذيب النزاع مرغوب فيه جداً؛ أما “هدوء” يسمح للعدو بالتعاظم فلا يطاق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى