ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: خمسة أسباب تجعل إسرائيل راضية عن نجاح هجومها الأخير في ايران

إسرائيل اليوم 27/10/2024، يوآف ليمور: خمسة أسباب تجعل إسرائيل راضية عن نجاح هجومها الأخير في ايران

في إسرائيل يجملون الهجوم كنجاح عملياتي مع إمكانية كامنة هامة لتغيير استراتيجي في المعركة بين الدولتين. لقد كانت اهداف الهجوم محدودة منذ البداية، فقد اختارت إسرائيل الا تضرب مواقع النووي او أهدافا للبنى التحتية بل مجرد اهداف عسكرية كي تبقي على معادلة واضحة حيال ايران، واساسا كي تقلص دافعها للرد. وعليه، فقد نفذ الهجوم في الليل في ظل الامتناع عن الإصابة بالمواطنين.

من منشورات في وسائل الإعلام الدولية يتبين أن اهداف الهجوم كانت من نوعين: أولا – بطاريات الدفاع الجوي الأكثر تطورا لدى ايران، من طراز اس 300. والثاني – مصانع لانتاج صواريخ ارض ارض – من الطراز الذي اطلق لإسرائيل في 1 أكتوبر وفي 14 نيسان. والسبب للتركيز على هذين الهدفين واضحا: بدون بطاريات الدفع الجوي (التي أصيبت احداها في هجمة الرد من سلاح الجو في نيسان والباقي في ليل السبت) بقيت ايران مكشوفة، وإسرائيل يمكنها عمليا ان تهاجمها مرة أخرى متى تقرر، بعد أن قلصت التهديد الأساس على سلاح الجو؛ اما الضربة لمنظومات انتاج الصواريخ فستجعل من الصعب على ايران الإبقاء على وتيرة عالية من التسلح وستلزمها بتقنين الذخيرة في المعركة في الهجوم القريب. 

في إسرائيل استعدوا لرد إيراني فوري على الهجوم ومنظومات الدفاع الجوي دخلت في حالة تأهب قصوى. لكن كلما مرت الساعات تبين أن طهران لا ترد من البطن، وتأخذ الوقت كي تقرر اذا ما وكيف سترد. البيانات التي صدرت عن طهران في أنه تم اعتراض معظم الهجوم وان طائرات سلاح الجو لن تتسلل الى المجال الجوي الإيراني استهدفت خلق مجال للنفي يسمح لإيران الا ترد او أن ترد بشكل محدود. 

من المتوقع أن تبقى حالة التأهب على حالها حتى في الأيام القادمة الى أن تتبين نوايا ايران. من خلف الكواليس، تمارس الولايات المتحدة ودول أخرى ضغطا شديدا على طهران للامتناع عن الرد لاجل عدم الانجرار الى تصعيد إقليمي. في واشنطن يخشون من اشتعال عشية الانتخابات للرئاسة، واساسا – من ارتفاع في أسعار النفط في حالة التصعيد. 

يمكن أن نكون راضين

رغم أنه من السابق لاوانه اجمال جولة الضربات هذه، يمكن لإسرائيل أن تتشجع منها حتى الان، لخمسة أسباب: الأول لان سلاح الجو نجح في ان ينفذ احدى العمليات الأكثر نجاحا في تاريخه، والذي ضم نحو 140 طائرة من أنواع مختلفة (للهجوم، للاستطلاعات، للاخطار وللانقاذ). اما الهجوم نفسه فاستهدف 20 موقعا، وحسب التقارير يبدو أن بعضها ضرب من بعيد وبعضها الاخر من مسافة قريبة، أي، بخلاف الزعم الإيراني، اثبتت الطائرات الإسرائيلية تفوقا جويا مطلقا في سماء ايران بينما طائرات سلاح الجو الإيراني أبقت على مسافة آمنة وامتنعت عن الدخول الى معارك جوية.

السبب الثاني هو الضربة العميقة والناجحة لمنظومات الدفاع الجوي الإيرانية، التي لم تمكن من إعادة بناء البطاريات المصابة او تلقي جديدة غيرها لان روسيا تبقي الان كل بطاريات الـ اس 300 لنفسها كي تدافع عن نفسها ضد أوكرانيا. وهذا يبقي الإيرانيين مع منظومة دفاع جوي محدودة، من المعقول أن قسما منها أيضا دمر الان. 

السبب الثالث هو التعاون المكثف والناجح مع الجيش الأمريكي. في الجانب الهجومي، كان سلاح الجو مطالبا بان يمر عبر سماء “أمريكية” (في العراق أساسا) كان مطلوبا تنسيق عملياتي بين الطرفين منعا للخلل. تجربة الماضي تفيد بان مثل هذا التنسيق تضمن أيضا اشكالا أخرى من التعاون في مجالات الاستعلامات والإنقاذ دون صلة بنشر بطاريات الدفاع الجوي ضد الصواريخ من طراز فاد في إسرائيل. 

السبب الرابع هو الاسناد الدولي الواسع الذي اعطي لإسرائيل للهجوم. فالتنديدات الحادة التي سمعت في العواصم العربية كانت من الشفة الى الخارج. معقول انهم في جميعها صفقوا لإسرائيل واملوا بنجاحها. يمكن لإسرائيل أن تجير هذا الدعم لخطوات أوسع ضد ايران، اذا ما هاجمتها هذه مرة أخرى.

السبب الخامس هو أن الهجوم خلق ظاهرا الظروف لقطع العلاقة المباشرة بين ايران والقتال في لبنان وفي غزة. فقد كان هذا هو احد الأهداف الأساس التي وضعتها إسرائيل لنفسها: ان تضرب ايران وتردعها دون الانجرار الى حرب شاملة وواسعة ضدها. اذا امتنعت ايران بالفعل عن الرد او ردت بشكل محدود يمكن لإسرائيل أن تجمل هذا كانجاز. اما منشآت النووي فستكون مطالبة بان تعالجها بشكل منفرد في المستقبل، بشكل مباشر وبالتنسيق مع الإدارة الجديدة التي ستنتخب في واشنطن.

 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى