إسرائيل اليوم: خطوة لامعة لكبح الهيمنة التركية

إسرائيل اليوم – د. حي ايتان كوهن ينروجيك – 28/12/2025 خطوة لامعة لكبح الهيمنة التركية
التوتر بين إسرائيل وتركيا يحطم أرقاما قياسية جديدة. في ظل النفوذ التركي الواسع في ارجاء الشرق الأوسط وبخاصة بعد سقوط نظام الأسد في سوريا، بدأت دولة إسرائيل تتخذ خطوات ذات مغزى وضرورية لكبح هذا الميل.
كجزء من الاستراتيجية العليا للتسلل الى قارة افريقيا، منذ العام 2011 بدأت تركيا مغامرتها الافريقية في الصومال بالذات. لاجل تعزيز مكانتها استثمرت اكثر من مليار دولار في البنى التحتية في الدولة. وفي الأيام التي هربت فيها كل دول الغرب من الصومال – دشنت تركيا في عاصمتها مقديشو، بنت مستشفيات ومدارس، رممت الميناء والمطار وفي 2017 اقامت القاعدة العسكرية الأكبر خارج تركيا.
لتبرير تواجدها العسكري وقعت أنقرة في 2024 على اتفاق تعاون في مجال الدفاع والاقتصاد مع مقديشو. بعد شهر من ذلك وقعت الدولتان على اتفاق التنقيب عن الغاز والنفط في المحيط الهندي. لكن الأهمية الاستراتيجية للصومال بالنسبة لتركيا انكشفت في كانون الأول من العام الماضي عندما أعلنت وسائل الاعلام التركية بان حكم اردوغان يبني قاعدة لاطلاق صواريخ باليستية بعيدة المدى في الصومال. بالتوازي، حرصت تركيا أيضا على تعزيز مكانة مقديشو في الساحة الدولية. في 12 كانون الأول 2024، من خلال “ميثاق انقرة” الذي وقع بين الصومال واثيوبيا، أبعدت تركيا اثيوبيا عن الاعتراف بارض الصومال.
من خلال الاعتراف اضعفت القدس معنى “ميثاق أنقرة” بل وشقت طريق اثيوبيا من جديد للعودة الى الاعتراف بارض الصومال. مثل هذا الإعلان سيعزز الشراكة بين القدس واديس ابابا. في التصريح الرسمي اعلن نتنياهو بان إسرائيل تعترف بارض الصومال “بروح اتفاقات إبراهيم” – تلميح لامكانية اعتراف مستقبلي أوسع من جانب الولايات المتحدة أيضا.
وعليه، فلا غرو أنه فور الاعتراف الإسرائيلي بارض الصومال جاء التنديد الحاد من جانب وزارة الخارجية التركية، تنديدات من الدول العربية ونبدأ عن مكالمة هاتفية طارئة بين وزراء خارجية تركيا، الصومال، مصر وجيبوتي. وختاما، امام محاولات تركيا تثبيت هيمنة إقليمية يبدو أن إسرائيل قررت العمل وتنفذ الان خطوات الكبح متعددة الساحات.
تعاون القوى مع الدول الهيلينية في البحر المتوسط، اليونان وقبرص، الى جانب الخطوة السياسية اللامعة المتمثلة بالاعتراض بارض الصومال تشكل ردا استراتيجيا ينقل المبادرة الى القدس.
توضح هذه الخطوات لتركيا بان إسرائيل واعية لما يجري على الأرض ومستعدة للعمل بشكل ابداعي ونشط لاجل حماية مصالحها القومية.
مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook



