ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: حساب إسرائيل الأمني فارغ: الأمر خطير جداً

إسرائيل اليوم 2023-03-24، بقلم: مايكل اورين*: حساب إسرائيل الأمني فارغ: الأمر خطير جداً

لأجل أن يدار البنك بنجاح ويسمح لأصحابه بأن يعتمدوا عليه، من المهم أن تكون فيه أرصدة. أمن دولة إسرائيل، مثل البنك، يعتمد هو أيضا على الأرصدة السياسية. كلما كانت قيمة الأرصدة اكبر هكذا يتمكن البنك الأمني لإسرائيل من العمل بنجاح. معنى “الأرصدة” هي بادرات إسرائيلية تستهدف إرضاء حلفائنا في الغرب، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، وتصوير دولة إسرائيل دولة معتدلة تتطلع إلى السلام.

هكذا قبل 75 سنة، عندما أعلن دافيد بن غوريون قيام الدولة وشنت الدول العربية الحرب ضدنا. مجرد حقيقة أن إسرائيل قبلت مشروع التقسيم الصادر عن الأمم المتحدة والعرب رفضوه، شكلت “رصيدا” سياسيا في بنكنا الأمني. في أثناء الحرب كان بوسعنا أن نسحب “المال السياسي” من هذا الحساب، وندحر الجيوش العربية عن حدود دولة إسرائيل.

بخلاف السنوات التي كانت فيها دولة إسرائيل فتية، نضطر في السنوات الأخيرة لنحافظ على أمننا مع حساب سياسي فارغ. يجد الأمر تعبيره أيضا في ميدان المعركة – بخلاف حرب لبنان الثانية وحملة “الرصاص المصبوب”، التي استمرت اكثر من شهر، فإن حملة “حارس الأسوار” ترافقت وضغطا سياسيا متعاظما أدى إلى إنهائها بعد تسعة أيام فقط.

اليوم، بشكل مقلق للغاية، يعمل البنك الأمني لإسرائيل ليس فقط مع حساب سياسي فارغ بل بسحب زائد خطير. تصريحات الوزيرين سموتريتش وبن غفير عن نفي وجود الشعب الفلسطيني وتأييد العنف غير القانوني ضد المدنيين الفلسطينيين، تلحق بإسرائيل ضررا دوليا ذا مغزى من شأنه أن يكون لا رجعة عنه.

نعود إلى التاريخ. في العام 1967، قبل حرب “الأيام الستة”، عندما احتشدت الجيوش العربية حولنا، وأعلنت نيتها إلقاءنا في البحر، انتظر رئيس الوزراء، ليفي أشكول، مستنفدا كل سبيل سياسي للامتناع عن الحرب. أودعت قيادته “مالاً سياسياً” في البنك الأمني لإسرائيل، وسمحت للجيش الإسرائيلي بتوسيع الأراضي الإسرائيلية بأربعة أضعاف تقريبا.

كما أن التوقيع على اتفاق السلام مع مصر في العام 1979 شكل إيداعا “لمال سياسي”، ساعد رئيس الوزراء، مناحيم بيغن، على تنفيذ الهجوم على المفاعل النووي في العراق دون رد فعل دولي ذي مغزى، وعندها بعد نحو سنة الخروج إلى حرب لبنان الأولى.

محاولة رئيس الوزراء، ايهود باراك، الوصول إلى اتفاق سلام مع ياسر عرفات في العام 2000، وضبط النفس الذي اظهره رئيس الوزراء، ارئيل شارون، في فترة الانتفاضة الثانية، شكلا أرصدة سياسية لحملة “السور الواقي” في 2002 والتي حظيت بإسناد كامل من الرئيس الأميركي في حينه، جورج بوش.

إن إعادة دولاب الضرر السياسي إلى الوراء ستكون مهمة صعبة جدا. ففراغ حسابنا السياسي في الوقت الذي يتصاعد فيه الوضع في “يهودا” و”السامرة”، إلى جانب الاندفاع الإيراني نحو السلاح النووي، يضع إسرائيل في وضع أمني خطير، خطير جدا. إذا انجرت إسرائيل إلى مواجهة عسكرية ذات مغزى سيتعين عليها أن تستعين بتوريد الذخيرة الأميركية، بل تحتاج إلى دعم دولي في الأمم المتحدة.

على حكومة إسرائيل أن تتنكر لهذه الأقوال الخطيرة، بل إن تشجبها. على الحكومة أن تتخذ خطوات تستهدف إكسابنا ائتمانا سياسيا في العالم. إذا ما وعندما تضطر إسرائيل للخروج إلى ميدان المعركة، سيحتاج جنودنا إلى ائتمان سياسي دولي إضافة إلى مخازن مليئة بالذخيرة.

 

*مؤرخ وكاتب إسرائيلي، وسفير إسرائيل في الولايات المتحدة منذ 20 يوليو 2009. نشر العديد من الكتب والمقالات حول تاريخ الشرق الأوسط. من أشهر كتبه وأكثرها مبيعا كتاب ” ستة أيام من الحرب.. حزيران 1967 والشرق الأوسط الجديد”. 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى