ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم – جلال البنا يكتب – منصور عباس.. بين الفناء السياسي والبحث عن فتات إنجاز

بقلم: جلال البنا – إسرائيل اليوم 2/6/2021

الحكومة الجديدة التي على الأبواب ستقوم بمساعدة كهذه أو تلك من القائمتين العربيتين: الموحدة التي يفترض -بعد أن أدارت مفاوضات عملية- أن تدعم بشكل مباشر؛ ثم القائمة المشتركة التي اختارت لأسبابها ألا توقع على أي اتفاق قبل أن تقام حكومة جديدة، هي ستكتفي على ما يبدو بامتناع معظم أعضائها وبمعارضة ممثل “التجمع”. الحكومة التي ستقوم، ستضم كل التناقضات التي يمكن أن تكون في حكومة، وليس فقط التناقضات التي بين الأحزاب الصهيونية، فالنواب العرب مثلاً سيكونون من أعضائها ومن مؤيديها في نفس الوقت، وكذا مع معارضيها في المعارضة، ما يدل بلا شك على أن الأحزاب العربية منقسمة في الموضوع، بالضبط مثلما هو الشارع العربي.

أحداث العنف القاسية التي وقعت في الأسابيع الأخيرة شددت قوة المعارضين للانضمام لأي حكومة كانت. فالنقد الذي وجه ضد منصور عباس، على سلوكه ورغبته في الانضمام إلى الائتلاف، مع الليكود أو مع لبيد وبينيت، تعاظم للغاية ولا سيما في أوساط الجيل الشاب، لدرجة أن كانت هناك تقارير بأن عباس أنهى حياته السياسية بأمر من قيادة الحركة الإسلامية الجنوبية، وثمة تقديرات بأن تنحية عباس واستبداله كفيلان بتسريع عودة الحركة إلى القائمة المشتركة في الانتخابات القادمة، إذا ما جرت.

أغلبية ساحقة في المجتمع العربي تؤيد انضمام النواب للائتلاف والحكومة، في رغبة للاندماج أيضاً في قيادة إسرائيل السياسية، كمواطنين متساوي الحقوق، وكذا للتأثير على الخطوات في الدولة.

ولكن الأمر ليس سهلاً أو يسيراً، سواء للأحزاب الصهيونية أو للأحزاب العربية. الكثيرون من أبناء الجيل الشاب يفكرون بأن ليس هذا هو وقت الانضمام والمشاركة في حكومة مستقبلية، هذا جزء من تأثيرهم على الأحداث والمواجهات التي كانت في الفترة الأخيرة، وليس صدفة أن من نال تعزيز القوة هو حزب “التجمع” الذي تنحى منذ سنين أن يكون مع هذا الطرف أو ذاك، ويعارض حتى الخط الحزبي والسياسي لـ”ميرتس”.

لقد حاولت الحركة الإسلامية الجنوبية الانضمام للائتلاف، ولكن رغم التأييد الجماهيريالذي لا بأس به، لم تفلح بذلك، بسبب معارضة سموتريتش. من شأن هذا الأمر أن يتسبب لها بأضرار جسيمة في الانتخابات القادمة، ولا سيما إذا لم تطرح إنجازاً ذا مغزى للمجتمع العربي. يكفي أن يفقد الحزب 10 في المئة من مصوتيه، ليجد نفسه تحت نسبة الحسم والاختفاء من الخريطة السياسية. هذا هو السبب الذي يجعل منصور عباس يريد الانضمام تقريباً بكل ثمن لكل ائتلاف، كي يصل إلى الانتخابات القادمة مع إنجازات، حتى وإن كانت طفيفة لجمهور ناخبيه.

رغم الأحداث العنيفة والمواجهات القاسية التي كانت في الفترة الأخيرة، يحتمل أن تنشأ فرصة جديدة للحياة المشتركة، ويكون العرب جزءاً لا يتجزأ من كل ائتلاف يقوم في إسرائيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى