ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: تقسيم الصلاحيات في وزارة الدفاع محكوم عليه بالفشل

إسرائيل اليوم 16-2-2023، بقلم يوآف ليمور: تقسيم الصلاحيات في وزارة الدفاع محكوم عليه بالفشل

الإخلاء الذي جرى أمس لكرم “عيمق شيلو” رفع ما كان معروفاً مسبقاً إلى السطح: توزيع الصلاحيات في وزارة الدفاع بين يوآف غالنت وبتسلئيل سموتريتش، أمر متعذر ومحكوم بالفشل أو الانفجار.

من الصعب أن نفهم ادعاءات سموتريتش، وادعاءات شريكه – خصمه، وزير الأمن القومي بن غفير. كلاهما مثلما هو أيضاً رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الدفاع غالنت، كانا يعرفان مسبقاً عن الإخلاء. وليس وحدهما فقط – في التلال كانوا أيضاً يعرفون، واستعدوا إليه مسبقاً. ن كان ينتظر شرطة حرس الحدود الذين وصلوا إلى المكان عشرات الشبان ممن حاولوا منع الإخلاء وتشويشه، دون نجاح.

وفقاً للأشرطة التي نشرت، يبدو أن بعض الحالات استخدمت فيها قوة مبالغ فيها أثناء الإخلاء، وهي مسألة تستوجب التحقيق. كما أن الموقف من النائبة ليمور سون هار ميلخ لم يكن محترماً، على أقل تقدير، وخيراً كان لو أنه استعد حرس الحدود لإخلائها بواسطة شرطيات. لكن استنتاج بن غفير –وجوب نقل سرايا حرس الحدود في المناطق إلى مسؤوليته – ليس جدياً، على أقل تقدير. فحرس الحدود جسم مهني يعرف كيف يؤدي وظيفته جيداً حتى دون مشورات الوزير الغر المسؤول عنه، والأمر الأخير المطلوب الآن في “المناطق” [الضفة الغربية] هو جيش سياسي يعمل بدافع من النزوات وليس بدوافع موضوعية.

لقد أخلي الكرم؛ لأن محكمة العدل العليا قضت بأنه تم غرسه على أرض فلسطينية خاصة. صاحب الكرم، حن بن الياهو، تعهد منذ 2021 بإخلائه، لكنه لم يفعل. لذا استعدت قوات الأمن لتنفيذ القرار، كما أسلفنا – بمعرفة القيادة السياسية وبإقرارها. أما النقد على ذلك من جانب الوزراء والنواب في أحزاب اليمين المتطرف في الحكومة فيلزمها بالرد على بضعة أسئلة واجبة: أليس في نيتها أن تحترم القانون وقرار المحكمة حين لا تكون مريحة لها؟ هل في نيتها أن تسيطر على أراض خاصة وتبني فيها؟ وكيف تعتزم مواجهة النقد الدولي المتوقع على هذه الخطوات، ولا سيما من جانب الولايات المتحدة.

قال كل من سموتريتش وبن غفير، أمس، إن السياسة الحالية للحكومة تتناقض والاتفاقات الائتلافية، وألمحا بأن الأمر قد يعرض وجودها للخطر. يبدو هذا كتهديد عابث، لكن نتنياهو في محاولة لرد النقد أمر أمس بوقف اقتلاع أشجار الزيتون (بعد أن كانت الأغلبية الساحقة من الـ 800 شجرة قد اقتلعت). ولكن واضح لرئيس الوزراء بأنه قرص لألم الرأس: الإخلاء الذي جرى أمس كان مقدمة للمشاكل المرتقبة في حكومته حول توزيع الصلاحيات في وزارة الدفاع وحول سياسة الاستيطان في “المناطق”.

لقد أوضح سموتريتش بأن ليس في نيته المساومة على أقل مما اتفق عليه؛ أي نقل الصلاحيات المدنية في “المناطق” إليه. في حين عارض غالنت ذلك، ومعه كل قيادة جهاز الأمن. الضغط الأساس تمارسه الولايات المتحدة التي أوضحت بأن خطوة كهذه مثلها مثل ضم المنطقة بحكم الأمر الواقع. هذا تهديد غير مبطن، آثاره السياسية والأمنية والاقتصادية قد تكون واسعة، ويستوجب على الأقل مداولات جدية لم تجرَ حتى الآن.

فضلاً عن ذلك، فإن الضفة (وربما أيضاً غزة) على شفا اشتعال أمني واسع، والتوتر سيزداد في الأسابيع القادمة عشية رمضان، الذي يتداخل هذه السنة أيضاً مع “الفصح”. في هذه الأيام الحساسة، مطلوب من المستوى المسؤول سلوكاً معتدلاً، وبالطبع قانونياً. ومتوقع منه أن يستخدم مطفأة وليس مشعلة في الميدان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى