ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: بين غزة ولبنان يجب المرور بجنين

إسرائيل اليوم 28/6/2024، مئير بن شباط: بين غزة ولبنان يجب المرور بجنين

بينما تهب رياح الحرب في الجبهة الشمالية وتواصل قوات الجيش العمل في رفح وفي شرق مدينة غزة، تقدم جبهة جنين تذكيرا أليما آخر على الواقع الأمني المتحدي في شمال الضفة الغربية. 

ارتفاع الدرجة في اعداد العبوات الناسفة وتفعيلها ضد مقاتلين في محاور الوصول الى البلدات الفلسطينية ومخيمات اللاجئين في الضفة الغربية يجسد سياقات تعاظم القوة والتعلم لعناصر التنظيمات في المنطقة. التهديدات التي يطلقونها نحو البلدات الإسرائيلية في خط التماس تدل على ميلهم.

مسيرة “التحول الى غزة” التي تمر على منطقة الضفة بدأت قبل 7 أكتوبر، لكن بالهام الحرب، وبعد التكيف مع أنماط عمل الجيش الإسرائيلي، من شأنها ان تنال الزخم وتعاظم تحديات القتال متعدد الجبهات، اذا لم تقتلع بسرعة.

لجنين يوجد تاريخ لمنطقة عنيفة. هذا محيط جغرافي، سياسي، اجتماعي واقتصادي. منذ البداية كانت قبضة الحكم المركزي فيها واهنة. هكذا كان منذ الثلاثينيات، في عهد الانتداب البريطاني، عندما صفت قواته في منطقة قرية يعبد عز الدين القسام الذي ذاع اسمه لاحقا كالهام ورمز. 

في اثناء الانتفاضة الثانية اتخذت المنطقة صورة قلعة المقاومة. المعركة في مخيم اللاجئين جنين تعد احد الاحداث القاسية في حملة السور الواقي. منذئذ برز التعاون بين المجموعات المختلفة في المخيم، وهكذا أيضا استخدام العبوات والالغام الناسفة، والاستعانة بالسكان وبالمنشآت المدنية للاختبار ولتخزين الوسائل القتالية. فكرة المقاومة في جنين أصبحت رمزا للمنظمات وقدمت الهاما للمخربين الفلسطينيين في كل المناطق.

في العقد الثاني ما بعد السور الواقي تثبتت هذه المنطقة كمعقل التنظيمات في الضفة الغربية وكمركز انطلاق منفذي العمليات الى ارجاء الضفة بخاصة والى إسرائيل بعامة. 

قبل سنة بالضبط شرع الجيش الإسرائيلي في حملة واسعة في هذه المنطقة استهدفت كبح تعاظم التنظيمات والقضم من قدراته. وكان الهدف خلق الظروف التي تسمح لقواتنا بتنفيذ عمليات الإحباط بشكل جار دون الاضطرار الى حجم واسع من القوات والى وسائل خاصة. حققت الحملة نجاحا، لكن نهاية عملية واحدة كانت رصاصة بدء في المنافسة على تعاظم القوة واستعدادا للحملة التالية.

منذ نشوب الحرب اعتقل اكثر من 4200 نشيط إرهاب من الضفة متوسط نحو 16 نشيط في اليوم. 1750 من المعتقلين هم مخربو حماس. تفيد المعطيات بكثافة جهود الإحباط، وليس اهم من ذلك بإمكانية التنظيمات الكامنة في الضفة. نتائج الاستطلاع الفصل برئاسة خليل الشقاقي والتي نشرت هذا الشهر اشارت الى تعزز مكانة حماس في الضفة. 73 في المئة من المستطلعين ايدوا هجمة حماس في 7 أكتوبر. في المعدل العام للدعم لحماس بين سكان الضفة سجل ارتفاع بالنسبة للاستطلاع السابق. 

هذه الصورة تستوجب من جهاز الامن تبني نهج اكثر حزما وبلا هوادة تجاه التنظيمات في الضفة. مسيرة “التحول الى غزة” يجب ان تجري أيضا من جانب إسرائيل تجاه بؤر التنظيمات ، وينبغي تشديد الضغط عليها. اذا اختارت جنين التصرف كغزة، فانها ستبدو أيضا مثل غزة. 

من الصواب تشديد الجهود لإحباط مختبرات التخريب. من الصواب ان تندرج في ذلك غارات من الجو لاجل تقليص المخاطر على قواتنا. يجب المواصلة في اعمال منع تهريب المواد المتفجرة ووقف ادخال المواد مزدوجة الاستخدام. كما ينبغي التفكير بتعريف نظام خاص في نطاق التماس بما في ذلك تعليمات خاصة بفتح النار لاجل الاقتلاع من الجذور أفكار تكرار هجمات بالهام 7 أكتوبر.

منطقة الضفة تعرف كساحة ثانوية للمعركة متعددة الجبهات. نجاح الجهود تجاهها سيبقي هذا التعريف ويمنع تدهور هذه المنطقة الى واقع تريد ايران، حزب الله وحماس ان تراه. 

خطوط حمراء لسلوك يمنع عودة الى 6 أكتوبر

في مسيرة زاحفة وعلى طريقة “الضفدع المطبوخ” من شأننا ان نعود الى الواقع الغزي قبل 7 أكتوبر، اذا لم ترسم خطوط حماس واضحة لسلوك المنظومة في المسائل المرتبطة غزة والمعاضل التي تطرحها. 

طالما لم تتحقق اهداف الحرب ولم تتبلور صفقة لتحرير المخطوفين، فلا يوجد سبب يدعونا الى تخفيف الضغط عن حماس وبالتأكيد لتبني نهج امني معتدل في مجالات من شأنها أن تؤثر على تحقيق الأهداف. العكس هو الصحيح. نقترح ان في اطار المباديء وخطوط التوجيه ان نواصل الاعمال في غزة. المستوى السياسي والأمني يقرران “خطوط حمراء”، في مسائل توجد حولها مخاطرة لتآكل زاحف ومن شأن تأثيرها ان يفشل تحقيق الأهداف – كلها أو بعضها. مثلا: قواعد النظام الخام في المستوى الأمني (بما في ذلك مصير المنطقة التي تعرف كـ “منطقة امنية”).

سياسة تفعيل النار للمس بحوكمة حماس؛ السياسة ضد مشاركي مذبحة 7 أكتوبر ممن لا ينتمون رسميا الى التنظيمات،  إزالة عناصر تهديد محتملة على اهداف في إسرائيل (بدلا من تحصين القطار او الخوف من المباني العالية في سديروت).

سياسة ادخال المساعدة الإنسانية – كم، ممن، شكل التنسيق والتفتيش؛ السياسة بالنسبة لادخال الوسائل مزدوجة الاستخدام للقطاع (بما في ذلك للمنشآت الإنسانية) وبالنسبة للاعمال المتعلقة بالبنى التحتية في غزة (مثل ربط منشأة التحلية في غزة بالكهرباء).

بالنسبة لصورة الحرب الكبرى، البحث في هذه المسائل قد يتخذ صورة الانشغال بالصغائر – لكن تأثيرها المتراكم على حوكمة حماس، على فرص انتعاشها وعلى تغيير الواقع الأمني في المنطقة يلزم المستوى السياسي للنزول الى اعمال هذه المواضيع أيضا.

 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى