ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: بين العزلة السياسية والفرصة الأخيرة

إسرائيل اليوم – شيريت افيتان كوهن – 17/9/2025 بين العزلة السياسية والفرصة الأخيرة

بين عزلة سياسية وفرصة أخيرة من البيت الأبيض – إسرائيل تأخذ الفرصة الأخيرة لتصميم نهاية الحرب في غزة بالانتصار على حماس. 

المصاعب في الطريق لاحتلال مدينة غزة لم تعطي بعد مؤشراتها في الميدان كما عرضت حول طاولة المداولات. فرئيس الأركان لم يبدِ اهتماما بمعركة أخرى تقرب الجيش الإسرائيلي من حكم عسكري من جهة، في الوقت الذي عمل فيه الاتحاد الأوروبي بتسارع على قرارات من المتوقع لها أن تبقي إسرائيل منهكة في الميدان الاقتصادي. 

الكتف الوحيدة التي أعطيت للمستوى السياسي برئاسة نتنياهو الذي قرر مع ذلك عدم التنازل عن هدف الحرب، تقويض حماس، توجد في مكان هام بقدر لا يقل، وربما اكثر بكثير – في إدارة ترامب في الولايات المتحدة. 

ليست كبوة لفظية

كرر وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو تعهدات الإدارة في القدس في بداية الأسبوع فقط؛ إعادة كل المخطوفين ومستقبل بدون حماس لقطاع غزة، والاهم من ذلك – لإسرائيل. 

غير انه بينما يستند هو الى ترامب، فان نتنياهو قلق جدا ولا يفلح في إخفاء ذلك. هو قلق من عزلة سياسية ومن تحول إسرائيل الى منبوذة بين أمم العالم الغربي. وبينما وزراؤه الكبار واثقون من أن هذه كبوة لفظية، فان مقربيه يقولون ان هذا اعتراف بالتوقع. 

الدليل على ذلك – الاجتماع في وزارة المالية لم يكن المرة الأولى التي يتحدث فيها نتنياهو عن اسبرطة. في المساء السابق، في المداولات الأمنية الضيقة مع قيادة جهاز الامن عن المعركة في مدينة غزة، كرر نتنياهو كلمة بكلمة امام الحاضرين التوقع المفزع: علينا أن نكون جاهزين لان نكون متعلقين بانفسنا. 

هذا الدرس تعلمه في عهد إدارة بايدن، حين فرضت عليه الإدارة السابقة حظر سلاح وحشي مغلق بكلمات جميلة عرض مقاتلين للخطر في ميدان المعركة – بدون D9  جديدة ودون قذائف. في حينه في الأحاديث معه بدا نتنياهو قلقا. قلقا جدا. 

والى جانب الكشف عن المخزونات الامريكية الفارغة في إسرائيل في 7 أكتوبر بسبب الحرب بين روسيا وأوكرانيا – وسعت إسرائيل خطوط الإنتاج وبدأت بالعمل على انتاج الذخيرة 7/24. 

إذن ما هو مصدر التوقع المفزع الجديد؟ التهديدات التي تطلق من جانب دول أوروبية والتي كما وصفها نتنياهو جيدا خاضعة لابتزاز مهاجرين مسلمين من الداخل. 

هذه الأمور سرعت الاعتراف الذي احتل مكانا محترما في استنتاجات لجنة نيجل – الانتقال الى انتاج أمني مستقل كي لا نحتاج في الحروب التالية الى الاذن على كل قذيفة يطلقها جنودنا في المجال.  سلسلة تفسيرات نتنياهو فور النبوءة السوداء جاءت لمنع وضع من العزلة السياسية الناشئة من العدم بهراء لسانه. وقد كان ملزما بذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقده امس وشرح فيه مرة أخرى بانه قصد موضوع الاستقلال الأمني فقط. 

على حد قول نتنياهو يوجد تأثير على البورصة والأسواق ويفضل إيضاح متأخر على صمت طويل. ومع ذلك لا يمكن تجميل الواقع السياسي التالي: للخطوات ضدنا في الأمم المتحدة وفي الاتحاد الأوروبي قد يكون تأثير شال على إسرائيل في ارجاء العالم. 

مع كل الاحترام للتهديد بالمقاطعة في مسابقة الايروفزيون يدور الحديث عن اكثر من مسابقة غناء تشارك فيه إسرائيل أم لا. 

حل وسط – بكاء للأجيال

هذا هو السبب الذي على أساسه تكون المعركة على مدينة غزة هي مثال الرهان الكبير الذي اخذه نتنياهو في الإصرار على استمرار الحرب، في ضوء جر الارجل من جانب حماس ومطالبها الوقحة. في هذه المرحلة كان يمكنه أن يخرج ويشرح بان الائتمان لمواصلة الحرب نفد وينبغي تقليص الخسائر، اخذ المخطوفين والايفاء بمطالب حماس. لكن في نظرة مستقبلية فان مثل هذا الحل الوسط – لو استسلم له لكان مثابة بكاء للاجيال. حماس كانت ستبقى على حالها ومواطنو الغلاف كانوا سيبقون على بؤرة الاستهداف، ولاحقا سكان إسرائيل كلهم. 

فالجبن في المجال يعد ضعفا والهروب يستدعي الهجوم التالي. دخول الجيش الإسرائيلي الى غزة بتعليمات من المستوى السياسي لن يكون سهلا وسيستغرق اكثر من شهرين. كما أن هذه ستكون المعركة الهامة الأخيرة في القطاع وهي تستهدف تحقيق ما لم يتحقق حتى الان – خضوع حماس لمطالب إسرائيل، إعادة المخطوفين وشروط نهاية تضمن أمنا طويل المدى. 

لهذا الغرض سيتعين على نتنياهو أن يواصل حركاته في الساحة السياسية كي يمنع سيناريو عزلة مطلقة من جهة وتوفير مستقبل ازدهار وأمن من جهة أخرى – من خلال انهاء المهمة العسكرية. 


مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى