ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: بين اتفاقات أوسلو وخطة ترامب

إسرائيل اليوم 5/10/2025، ايال زيسربين اتفاقات أوسلو وخطة ترامب

خطة الرئيس ترامب لقطاع غزة والتي اعتمدها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أيضا وترحب بها دول العالم بما فيها الدول العربية هي انجاز هام لإسرائيل في الطريق الى تحقيق ثلاثة اهداف مركزية ليس هناك الان اهم منها:

الأول تحرير فوري وغير مشروط لمخطوفينا الذين تحتجزهم حماس في غزة، منذ المرحلة الأولى من الخطة. الثاني، انهاء القتال في غزة والذي يتواصل منذ اشهر طويلة دون أي جدوى أو هدف عسكري محدد قابل للتحقيق مثلما يكرر ويشرح لها قادة الجيش – الامر الذي يؤدي الى مس شديد في مكانة إسرائيل الإقليمية والدولية. وأخيرا خطة ترامب تضمن استمرار الدعم الأمريكي لإسرائيل وهو الذخر الهام الأخير الذي تبقى في أيدينا اليوم.

من المؤسف فقط ان نكتشف بان الخطة كانت موضوعة على الطاولة منذ اشهر طويلة، وفقط الان – بضغط الرئيس الأمريكي – من شأنها أن تخرج الى حيز التنفيذ بعد أن تلقت مباركة إسرائيل ومباركة الدول العربية.

لكن الى جانب الثناء ينبغي الاعتراف بصدق بان عناصر غير قليلة في الخطة ينبغي أن تشعل عندنا أضواء تحذير.

أولا، يدور الحديث عن خطة دولية فرضتها الولايات المتحدة على إسرائيل باسناد الاسرة الدولية والعالم العربي، او على لسان الرئيس ترامب – صديقيه العزيزين، أمير قطر ورئيس تركيا اردوغان. هدف الخطة مذكور فيها صراحة – إقامة دولة فلسطينية، هدف يبدي الرئيس ترامب التزاما كاملا به، وهذه هي المرة الأولى التي يبدي فيها رئيس امريكي التزاما بهدف كهذا. وتجدر الإشارة الى أنه على مدى سنوات طويل ادعت إسرائيل بان السبيل الوحيد لتحقيق السلام هو من خلال اجراء مفاوضات مباشرة بيننا وبين العرب وليس من خلال “سلام مفروض” يفرضه علينا العالم ولا يأخذ بالحسبان مصالحها الأمنية والقومية.

ثانيا، تدعو الخطة الى نشر قوات دولية بل وعربية في قطاع غزة يفترض بها ان تضمن أمننا، الامر الذي عارضناه هو أيضا بشدة في الماضي. بعد كل شيء، لقوات دولية، مثل اليونيفيل في لبنان وقبل ذلك قوة الأمم المتحدة على حدود غزة قبل حرب الأيام الستة، توجد طبيعة للاختفاء عندما نحتاجها. وفضلا عن ذلك، وجودها يشكل عائقا في وجه الجيش الإسرائيلي يصعب عليه معالجة تهديدات على أمننا في المناطق التي تعمل فيها هذه القوات الدولية.

يمكن بالطبع الاستخفاف بكل الموضوع والامل في أن تنفذ حماس بنود الخطة او ان تستغرق خطوة إقامة سلطة فلسطينية جديدة تتحدث عنها الخطة سنوات، هذا اذا كانت ستتحقق. لكن لا يمكن التنكر لحقيقة أن الخطة تضع خريطة طريق نحو هدف واضح لم يذكر ابدا حتى في اتفاق أوسلو – إقامة دولة فلسطينية. من      هذه الناحية تشكل حتى تراجعا عن صفقة القرن لترامب من العقد السابق والتي اعترف فيها بضم أجزاء هامة من يهودا والسامرة لإسرائيل. الان لا توجد عن هذا كلمة وترامب حتى اعلن بانه سيعارض أي ضم كهذا.

اتفاق أوسلو بكل اخفاقاته كان اتفاقا ابقى على المبادرة والتحكم الكامل في الميدان وبسياق الاحداث في ايدي إسرائيل. اما الان فالمفتاح في يد رئيس الولايات المتحدة وسلسلة من الدول لا تعد أي منها مع أصدقائنا.

لكن من اللحظة التي أعطت فيها إسرائيل موافقتها على الخطة فهذا لم يعد في أيدينا. يمكن فقط ان نندم على الخطيئة في اننا على مدى السنتين الأخيرتين امتنعت الحكومة عن الدفع قدما لمخطط لليوم التالي في غزة بشروط مريحة لإسرائيل.

ينبغي إذن التركيز على نصف الكأس الملأى والتأكد من أن سياسة تسامح واحتواء لخروقات الاتفاق ونشوء متجدد للارهاب مثلما حصل بعد اتفاق أوسلو لن تكرر نفسها هذه المرة أيضا. وبالاساس ينبغي استغلال الهدنة في المعارك لترميم مكانة إسرائيل الاقليمية والدولية واساسا لترميم المجتمع الإسرائيلي والجيش الإسرائيلي بعد ثلاث سنوات من الخلاف والتدمير الذاتي.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى