ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: بن غفير يلحق الضرر بإسرائيل

إٍسرائيل اليوم 2023-02-13، بقلم: يوآف ليمور: بن غفير يلحق الضرر بإسرائيل

جرّت العملية الأليمة في القدس، مساء السبت، إسرائيل مرة أخرى إلى الجدال الدائم عن الطريق الناجع لمكافحة “الإرهاب”.
ألقيت كل الكليشيهات المعروفة إلى الفضاء الإلكتروني وإلى الشبكات الاجتماعية: سور واق 2، طرد، هدم وإغلاق، وعقوبة الإعدام ضد “المخربين”.

حتى في اللحظات القاسية – والعملية التي يقتل فيها مواطنون أبرياء هي دوما واحدة كهذه – يجب أن تقال الحقيقة.

لم يكن لإسرائيل أبداً، وليس لها اليوم أيضاً، ولن يكون لها في المستقبل أيضاً حل “ضربة واحدة وانتهينا” ضد “الإرهاب”. من يطلق شعارات كهذه في الهواء يذرّ الرماد في العيون، وضرره أكثر من منفعته.

دعك حين يقال هذا من المعارضة (وإن كان في هذا أيضاً بعد لا بأس به من انعدام المسؤولية من جانب منتخبي الجمهور)، لكن عندما يفعل هذا وزراء في الحكومة، فإن هذا مس حقيقي بالأمن القومي.

وصل وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، إلى ساحة العملية. مجرد وصوله هو أمر جيد، يشهد على مدى المسؤولية الواجبة. لكن فضلاً عن هذا فإنه يواصل التصرف كاستفزازي، ويدل مرة أخرى على أنه يوجد لديه فهم صفري في شؤون وزارته، في الأمن أو في الحرب ضد “الإرهاب”.

كانت إعلاناته في الميدان صبيانية، وأغضبت “مصدراً سياسياً كبيراً في القدس” (يوجد فقط واحد كهذا)، أوضح، وعن حق، بأن القرارات بحملات عسكرية لا تتخذ على الرصيف حين يكون الدم يغلي، بل بعد وضع خطط مناسبة وبحث في الكابينيت.

“السور الواقي” – في حينه والآن

كخدمة للوزير، ثمة بضعة فوارق بين حملة السور الواقي في فصح 2002 وبين الوعود عديمة الغطاء بحملة “سور واق 2” اليوم.

في حينه خرجت إسرائيل إلى الحملة كي تستعيد السيطرة الأمنية في المدن الفلسطينية؛ أما اليوم فتوجد لها حرية عمل كاملة في “المناطق”، وبالتأكيد في شرق القدس – أرض إسرائيلية بكل المعنى. في حينه كان العدو منظمات “إرهاب” مسلحة بمئات “الانتحاريين” وبمختبرات “التخريب”، ممن جندوا ومولوا بشكل مرتب. العدو اليوم يوجد “مخربون أفراد” يعملون بتأثير الشبكات الاجتماعية.

استمر الإعداد للحملة في حينه نحو سنتين (حتى قبل أن تنشب الانتفاضة) وتضمن بلورة دعم دولي واسع؛ أما اليوم فلا يوجد أي شيء جاهز لحملة بمثل هذا الحجم في شرق القدس، التي توجد تحت مسؤولية الشرطة وليس تحت مسؤولية الجيش.

لا يدور الحديث عن مسألة دلالة لغوية. لا يعمل الجيش في أراضي الدولة ضد سكان إسرائيليين، ولا توجد للشرطة القدرة على إجراء حملة بالحجم الذي ألمح إليه الوزير المسؤول.

وعلى أي حال ليس واضحاً ما الذي يفترض بمثل هذه الحملة أن تحققه، إذا كان العدو مجهولاً ولا توجد معلومات مسبقة عنه، وبخلاف الاقتحامات مركزة المعلومات التي يقوم بها الجيش و”الشاباك” كل ليلة في “المناطق”.

من المشكوك فيه أن يكون للإعلانات الأخرى، التي صدرت أول من أمس، غطاء. فالبيت الذي سكن فيه “مخرب” هو بيت استئجار، وليس واضحاً إذا كان ممكناً إغلاقه (وهكذا حتى قبل البحث في مسألة أهليته النفسية).

طرد عائلات “مخربين” هو عقاب من المشكوك فيه أن يجتاز العائق القضائي، وعقوبة إعدام “المخربين” – الممكنة اليوم أيضاً – قد تردع جزئياً، لكنها في الوقت ذاته ستحول المحكومين بالإعدام إلى أبطال عظام، وستركز اهتماماً لا نهاية له حولهم وحول العمليات التي نفذوها.

الوزير الغر

وعليه فمن الأفضل لإسرائيل أن تعود لتفعل ما تفعله بامتياز لعشرات السنين: مكافحة “الإرهاب” بحكمة، بتصميم وبرباطة جأش، وأساساً بصبر، انطلاقاً من الفهم بأنه لا توجد خطوة واحدة ستحل المشكلة صباح غدٍ.

يفهم الجمهور هذا، وهو ناضج بما يكفي، وتلحق الوعود العابثة – أساساً من الوزير الغر – ضرراً حين تترافق معها أعمال عديمة المسؤولية مثل محاولة توبيخ قائد لواء القدس، والتي تشهد على انعدام فهم أساسي في عمل الشرطة، في مدرج القيادة وفي مجالات صلاحيات الوزير.

كان يمكن أن نعتبر سلوك بن غفير عطلاً سيصلح في إطار الرحلة، لكن هذه ليست أياما عادية – لا في الساحة الداخلية ولا في مكافحة “الإرهاب”.

أمام موجة عمليات في “المناطق” وفي شرق القدس، وعدم استقرار في غزة ورمضان على الأبواب (ناهيك عن التظاهرات ضد الثورة القضائية) فإن إسرائيل بحاجة إلى أيادٍ مستقرة ومسؤولة ليس فقط في ديوان رئيس الوزراء وفي وزارة الدفاع، بل أيضاً في وزارة الأمن القومي.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى