ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم– بقلم يوسي بيلين – من الازمة يمكن أن نستخرج الخير

إسرائيل اليوم– بقلم  يوسي بيلين  – 20/3/2020

هذه لحظة سيكون من الصواب فيها اعادة النظر في الخريطة، والتفكير بحل الكونفيدرالية الاسرائيلية – الفلسطينية، التي تبرر الكفاح المشترك لاسرائيل وللدولة الفلسطينية العتيدة ضد كوارث طبيعية من انواع مختلفة هو أحد المواضيع المركزية لقيامها “.

حدث مشابه في حجمه لم يحصل لنا ابدا. الامر الاقرب كان حرب الخليج الاولى، في 1991. لم يكن لاحد فكرة متى ستنتهي موجة اطلاق النار، كان خوف من صواريخ غير تقليدية، وقفنا على شرفها في الطابور كي نتلقى كمامات الغاز. لم نكن نعرف ما العمل حقا.

قررت اسرائيل اسحق شمير الا ترد على النار، وفجأة فقدنا الامن، شعرنا باننا مكشوفون وعديمو الوسيلة بعض الشيء، واقوالنا الشهيرة باننا سنرد بالطريقة السليمة وفي الوقت السليم لم تعد تطلق. اعتمدنا (وعن حق، في هذه الحالة) على الادارة الامريكية لبوش (الاب) وبعد شهر ونصف فقط، في البوريم بالذات، نزعنا الاقنعة (الكمامات).

من رافق البث التلفزيوني كان الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي في حينه نحمان شاي رغم أنه لم يعرف اكثر بكثير مما كنا نعرفه، ومعظم اقواله انحصرت في التوصية المذكورة بان نشرب الماء. ولكنه ابتسم وبث نوعا من السكينة وسرعان ما اصبح نجما اعلى. لو اراد فقط، لكان بوسعه أن يصبح بعد ذلك رئيس بلدية تل أبيب، رئيس الوزراء بل وحتى الحاخام الرئيس لاسرائيل.

تذكرت شاي ونجوميته التي تجلت في تلك الفترة عندما تنقلت في الايام الاخيرة بين القنوات، والتقيت وجوها بشعة وجدية لاناس اتحدوا تحت الرسالة التي تقول انه سيكون الحال اسوأ قبل أن يكون افضل بقليل. رأيت رئيس وزراء متجهم الوجه مع المنديل الورقي، الذي في كل مرة أبعد المسافة بيننا وبين غيرنا، واضاف، في كل ظهور له  بث الخدمة لصالح اقامة حكومة وحدة وطنية او طوارىء وطنية برئاسته، وفي كل يوم عطل خدمة اخرى.

بعد كل شيء، فان دولة متطورة مثل اسرائيل كانت يمكنها أن تعثر على أحد ما في وظيفة شاي كي تهدىء روع الجالسين الكثيرين في البيوت، الملتصقين باجهزة التلفزيون والمترقبين لقول عادي من نوع “سيكون على ما يرام”، حتى لو كان واضحا لهم ان من يقول ذلك لم يكتشف سر الوباء، العلاج الذي يضع له حدا في أقرب وقت ممكن،  او المدة الزمنية التي برأيه سيبقى في صحبتنا. ان اضرار الكورونا واضحة وجسيمة. بالمقابل، أزمة بهذا الحجم يفترض بها أن تسرع تغييرات ما كانت لتحصل، بمثل هذه الوتيرة، بدونها. فمثلا – استخدام محادثات الفيديو لغرض التعلم، الاعمال التجارية او مجرد اللقاء الاجتماعي، كبديل عن اللقاءات الجسدية. هذه وسيلة كفيلة بان تصعد كنتيجة للمعرفة بانها متوفرة، مريحة وموفرة. اذا كان هذا ما سيكون بالفعل، فسيكون لذلك آثار اجتماعية في مجالات مختلفة، الاهم فيها هو التسهيل على تشغيل النساء، لدرجة الثورة الحقيقية في هذا المجال. بحيث أن المهنة وتربية الاطفال لن تتعارضا الواحدة مع الاخرى.

الكورونا كفيل بان يدفع مزيدا من الناس لان يفهموا بان “اليد الخفية” للاقتصاد لا يمكنها ان تكون العامل الوحيد المقرر للتوازن الصحيح في السوق. فالحاجة الى عامل مركزي، يجبي الضرائب من المجتمع والقادر على ضمان أمنه، صحته، واحتياجاته الاخرى حيوي، ولا يجد جوابا فقط في اللقاء العادي الذي بين العرض والطلب. فالمطالبة الثابتة لليمين بـ “حكومة نحيفة” يمكن ان تكون جذابة، على الاقل للشبان، للاصحاءوللاثرياء، حين يكون كل شيء على ما يرام، ولكن في اللحظة التي تقع فيها مشكلة كهذه، فان جهازا مركزيا فقط لديه مقدرات كبيرة جدا، يمكنه أن يضع الاصبع في السد.

ومن العالم الكبير – الينا. أحداث مثل الكورونا تستوجب تعاونا بين جيران جغرافيين. ولا سيما اولئك الذين يعيشون الواحد بين ظهراني الاخر. مثل هذا التعاون يوجد بالفعل بيننا وبين الفلسطينيين، ولكن لا شك ان منظومة علاقات سياسية افضل، كان ممكنا لها أن تضمن تعاونا أهم بكثير. هذه لحظة سيكون من الصواب فيها اعادة النظر في الخريطة، والتفكير بحل الكونفيدرالية الاسرائيلية – الفلسطينية، التي تبرر الكفاح المشترك لاسرائيل وللدولة الفلسطينية العتيدة ضد كوارث طبيعية من انواع مختلفة هو أحد المواضيع المركزية لقيامها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى