ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم– بقلم يوسي بيلين – عزة المقاطعين

 إسرائيل اليوم– بقلم  يوسي بيلين – 26/1/2021

القول ان “حكم المملكة هو الحكم” الذي ميز سلوك يهود المنفى، والذي لا ينطبق بالذات في دولة اليهود، يجب أن يتغير قبل أن نجد أنفسنا في حرب أهلية “.

بعض من الجمهور الاصولي  وبعض من الجمهور العربي غير مستعدين لان يلعبوا لعبتنا. فالمتحدثون بلسانهم يدعون بانه توجد هنا تعميمات. هذا صحيح تماما مثلما هو صحيح أن الأقلية المتحدية، المستهترة بسلطات انفاذ القانون ذات مغزى وبارزة والاغلبية تفضل الصمت.

ما يجري في الأيام الأخيرة في الشارع الاصولي هو ميل متعاظم للتمرد على قواعد اللعب. عندما نسأل حاخاما ينتمي الى “الجناح  المقدسي” عن الفقه حيال قانون الدولة، لا يلعب بالدبلوماسية (مثلما لا يمتنع، كما في   الماضي، عن الظهور في التلفزيون)، ويقول ان تعليم أطفال إسرائيل هو الذي يعيل العالم، وواضحا أنه يقف فوق كل قانون او قرار حكومة.

لقد برزت الجماعات الأصولية المتطرفة، في الماضي، في انها درجت على احراق اعلام إسرائيل في أيام الاستقلال، وامتنعت عن الوقوف عند صافرة يوم الكارثة ويوم الذكرى. اناسها لا يصوتون للكنيست، وبعضهم (القليل) يمتنعون حتى عن تلقي المخصصات من التأمين الوطني. وهم  غاضبون بهذه الدرجة على أننا تجرأنا على أن نقيم دولة يهودية. ولكن الرفض الجماعي لوضع الكمامة في رحلة طيران “يونايتد” قبل  بضعة أيام في ظل الصدام مع طاقم الطائرة الذي استجدى عبثا المسافرين الأصوليين لوضع هذه الكمامات، روى كل القصة.

يخيل أنهم يقولون لانفسهم: كفى للانغلاق، كفى لحياة من نوع الغيتو الطوعي، كفى للموقف الذي لا يأتي الا لغرض مقاطعة الصهاينة. لقد ولدت عزة مقاطعين: الحاخامون يقررون، وليس مؤسسات الدولة، غير قانونية على نحو ظاهر.  

لم يعد هذا ضمنيا، ولم يعد سرا يهمس في مدارس دينية معينة، في كليات وفي دور عبادة، هذه عزة موحدة دفعت جائحة الكورونا بها الى الظهور، وأثبتت لاصحابها أننا عاجزون جدا امامها.

عندما يهاتف رئيس الوزراء حفيد الحاخام كاينبسكي، ويرفض هذا تلقي المكالمة الذي يفترض ان يستجدوه فيها بان يوافق الحاخام العجوز على الا يرسل الأطفال الى الروضة للتعلم تعلن سلطات الدولة عن ضعف كبير ان لم يكن عن افلاس.

هذه مسيرة طويلة تسارعت في سنة الكورونا، ورد الفعل عليها لا يمكن أن يبدأ وينتهي فقط بالمطالبة في انفاذ اكثر عنفا للقانون. ان الشرطي الذي اطلق النار في الهواء يوم الاحد، حين كان محوطا بمجموعة من الأصوليين الذين اغلقوا عليه يعبر بقدر كبير عن الصعوبة الجمة التي في الصدام مع مواطنين إسرائيليين يتصرفون كمن فرضت عليهم مواطنتهم بخلاف تام مع اراداتهم.

يحتمل الا يكون ممكنا العمل قبل الانتخابات، ولكن ثمة ضرورة لخلق حوار مع رؤساء جمهور الأصوليين أولئك ممن هم غير راضين عن سلوك المتطرفين، وذلك لغرض الوصول معهم الى تفاهمات حول سلوك الوسط الاصولي في أوضاع رفض قبول حكم الدولة. والقول ان “حكم المملكة هو الحكم” الذي ميز سلوك يهود المنفى، والذي لا ينطبق بالذات في دولة اليهود، يجب أن يتغير قبل أن نجد أنفسنا في حرب أهلية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى