ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم– بقلم يوآف ليمور – مستقبل الاقمار الصناعية محوط بالغموض

إسرائيل اليوم– بقلم  يوآف ليمور – 7/7/2020

الى جانب الرضى من الاطلاق الناجح كان من الصعب الا نسمع امس القلق في جهاز الامن والصناعات الامنية. فبغياب خطة متعددة السنين للجيش الاسرائيلي وميزانية مناسبة، وفي ظل ازمة الكورونا، فان مستقبل الاقمار الاصطناعية في اسرائيل محوطة بالخطر ايضا “.

مع أن أزمة الكورونا دحرت اطلاق القمر الاصطناعي اوفيك 16 عن رأس جدول الاعمال ولكن محظور الوقوع في خطر: هذا انجاز عظيم لجهاز الامن وللاسرة العلمية – التكنولوجية في اسرائيل.

ليست هذه المرة الاولى التي تطلق فيها اسرائيل قمنا اصطناعيا الى الفضاء. ولكن تجدر الاشارة الى أن الاطلاق امس كان ناجحا على نحو خاص. كل شيء فيه تم بالضبط وفقا لما كان مخططا له: ميدان الاطلاق لسلاح الجو في بلماحيم كان جاهزا كما ينبغي، منصة الاطلاق (من سلسلة “شافيت” الذي حسب منشورات اجنبية مخصصة لاطلاق الصواريخ الباليستية) ادت مهامها بلا خلل، ودخل القمر الاصطناعي الى مساره –كل المعطيات تفيد بادائه الكامل.

في  الايام القريبة القادمة يفترض باوفيك 16 أن ينقل أول الصور من ا لفضاء، وعندها سيعلن عنه ايضا كتنفيذي وينضم الى عائلة الاقمار الاصطناعية لاسرائيل، والتي تضم اليوم خمسة اقمار بصرية وقمري رادار. وهو سيسمح لاسرائيل بتوسيع التغطية الجغرافية للاهداف المختلفة، وعمليا يجري لها تعقبا شبه متواصل – ومتوازٍ – كي يتعقب الحركات والتغييرات التي تجري فيها.

مثل سلفه اوفيك 11، فان القمر الاصطناعي الجديد ايضا مزوج بكاميرا شديدة القوة، قادرة على أن تنقل صورا بوضوح عال جدا. سلسلة الاقمار الاصطناعية هذه تعد ناجحة وذات اداء بالغ التأثير ولكنها تنهي الجيل الحالي من الاقمار الصناعية وكذا دور الصناعة الجوية كمنتجة حصرية لها في اسرائيل. الجيل القادم من اقمار التجسس سيكون اصغر (بوزن نحو 50 كيلو غرام بدلا من نحو 350 كيلو غرام اليوم ) وستبنيه شركة رفائيل.

لعل الاطلاق الناجح بدا أمرا طبيعيا لمن ليس مطلعا على المجال ولكنه بعيد عن أن يكون هكذا. من الاطلاق غربا كي لا نعتمد على مصدر اجنبي والالتزام بالجدول الزمني المقرر مسبقا، عبر الاحتمال الذي لا ينتهي لوقوع الخلل، وحتى النتيجة الكاملة في النهاية – كل هذه تدل على قدرة توجد لعدد قليل من القوى العظمى في العالم في مجال الفضاء. ايران مثلا التي تباهت مؤخرا فقط باطلاق ناجح لقمر اصطناعي من انتاجها لم تعرض بعد صورا التقطها، وليس واضحا الى أي مدى يؤدي القمر الاصطناعي الذي اطلقته مهامه، اذا كان يؤديها على الاطلاق.

ولكن الى جانب الرضى من الاطلاق الناجح كان من الصعب الا نسمع امس القلق في جهاز الامن والصناعات الامنية. فبغياب خطة متعددة السنين للجيش الاسرائيلي وميزانية مناسبة، وفي ظل ازمة الكورونا، فان مستقبل الاقمار الاصطناعية في اسرائيل محوطة بالخطر ايضا. فالاقالات الواسعة التي تخطط لها الصناعات الامنية وعدم الاستقرار الاقتصادي من شأنها أن تهدد ايضا مستقبل مشروع علم مثل الاقمار الاصطناعية، التي تمنح اسرائيل التفوق الاستراتيجي على اعدائها – خصومها في المنطقة.

مطلوب ايضا افق على الارض. من يريد أن يبقي التفوق الاستراتيجي في الشرق الاوسط ملزم بان ينصب افقا ليس فقط في السماء بل وعلى الارض ايضا: افقا للمشروع، افقا للصناعات الامنية وافقا للعاملين. فقد تجند هؤلاء في ذروة ازمة الكورونا كي يكملوا مشروع اوفيك 16 ويسمحوا باطلاقه الناجح اليوم، اما الان فهم – والصناعات كلها بحاجة الى الاستقرار والى مستقبل آمن. من تجربة الماضي، سيكون هذا الاستثمار مجديا ثلاث مرات: في خلق اماكن عمل، في تصدير تكنولوجيات ومنتجات امن اسرائيلية للعالم وفي ضمان وجود دولة اسرائيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى