ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم– بقلم  يوآف ليمور – قلب المعادلة – حتى ولو بثمن تصعيد

إسرائيل اليوم– بقلم  يوآف ليمور – 26/8/2021

” اذا كانوا في القدس يعتقدون بان المشكلة هي يحيى السنوار(مثلما فهم امس من اقوال وزير الدفاع بيني غانتس)، ينبغي ان نوضح له ولمحيطه بانه اذا لم يغير طريقه، فان ايامه معدودة “.

بخلاف احداث السبت الماضي مرت المظاهرة أمس على حدود القطاع  بهدوء نسبي. وكان واضحا انه على جانبي الحدود استخلصت الدروس، في محاولة للامتناع عن تدهور غير مرغوب فيه. 

أوفت حماس بتعهدها للمصريين العمل على لجم المتظاهرين. فقد أبدت قوات التدخل لديها تشددا اكبر مما في الماضي بما في ذلك قرار مرابطة قوات خفية عملت من داخل الجمهور في محاولة للسيطرة عليه. هذا لم ينجح في وقف عموم المتظاهرين من الوصول الى الجدار ولكنه قلص جدا عددهم وحماستهم. 

بالتوازي استخلص الجيش الاسرائيلي دروسا من ادائه التكتيكي الفاشل يوم السبت، والذي سمح لمتظاهرين كثيرين بالوصول الى الجدار والى الاصابة الخطيرة للمقاتل برئيل حدارية شموئيلي. وعززت الحدود بقوات ووسائل عديدة مع التشديد على القناصة. كما تواجدت في الميدان كل قيادة المنطقة الجنوبية التي اشرفت على ما يجري عن كثب.

والاهم من هذا،  استخدمت قوة، وان كانت ملجومة ولكنها قوة استهدفت كبح العناصر العنيفة قبل وصولهم الى الجدار. 

استخدام بندقية روجر والغاز المسيل للدموع وان كان اوقع اصابات في الجانب الفلسطيني، ولكن البديل كان استخدام النار الحية وعدد  من المصابين اكبر بكثير.

كل هذا سمح للمظاهرة أمس بان تنتهي بهدوء  ولكن يجدر الامتناع عن استخلاص الاستنتاجات بالنسبة للمستقبل.

حماس، كما يبدو، مصممة على مواصلة استخدام سلاح المظاهرات، مع العلم بانها تجتذب اهتماما دوليا واعلاميا، وانها تتحدى اسرائيل. في الماضي رتبت هذه الاداة موضوع حقائب المال القطري برعاية اسرائيل، ومعقول ان في الجولة الحالية ايضا ستحاول حماس ترجمة المظاهرات الى انجاز مشابه – مباشر (بالمال او بالبضائع) او غير مباشر (بتسهيلات اخرى للقطاع). 

هذا سيتطلب من اسرائيل ان تبلور في اقرب وقت ممكن استراتيجية وخطوط حمراء واضحة. حتى الان اوضحت صراحة ما لا: لا لاي تقدم بدون حل موضوع الاسرى والمفقودين. 

بفرض معقول بان هذا الموضوع لن يحل بسرعة على خلفية الفجوات الواسعة بين الطرفين، ستكون اسرائيل مطالبة بان تقول ايضا ما نعم. والا فانها ستجد نفسها بسرعة شديدة تجر الى مناوشات يومية على جدار قطاع غزة وربما الى استئناف نار الصواريخ الى الاراضي الاسرائيلية والى اطلاق البالونات الحارقة. 

كل هذه، او بعضها، كفيلة بان تحصل في الايام القريبة القادمة، في محاولة لالقاء الظلال على زيارة رئيس الوزراء بينيت في واشنطن. وهنا بالذات، خير تفعل اسرائيل اذا ما تنفست عميقا وعدت  حتى المئة. 

لقمة بينيت حتى بايدن اهمية هائلة، تتجاوز بكثير ما يجري في غزة. حتى لو حاولت حماس جذب الرأي العام نحوها، على اسرائيل ان تبقى مركزة على الاساس – ايران، ايران وايران، وبعض القليل الاضافي من ايران. 

ولكن من اللحظة التي تنتهي فيها هذه الزيارة، على اسرائيل ان تفعل ما كان عليها أن تفعله فور حملة حارس الاسوار: ان تقرر ما تنوي فعله مع غزة. لا للتصريحات الفارغة بان كل بالون وكل صاروخ سيستجاب بخطورة، بل بالافعال.

اذا كانوا في القدس يعتقدون بان المشكلة هي يحيى السنوار (مثلما فهم امس من اقوال وزير الدفاع بيني غانتس)، ينبغي ان نوضح له ولمحيطه بانه اذا لم يغير طريقه، فان ايامه معدودة. بكلمات اخرى على اسرائيل ان تقلب المعادلة. بدلا من ان تتقرر القواعد في قطاع غزة، يجب ان تتقرر في القدس.

في المكان الذي ستفعل فيه اسرائيل كل شيء كي تمتنع عن استئناف القتال، فان حماس هي التي ينبغي أن تخشى ذلك. ومع أن هذا من شأنه ان يكلف تصعيدا موضعيا او واسعا، ولكن لحماس وللسنوار يوجد فيه ما يخسرونه أكثر. 

اذا لم يفهموا هذا بالكلام، يخيل انه لن يكون لاسرائيل مفر غير العودة للحديث معهم بالصواريخ.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى