ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم– بقلم  يوآف ليمور – جبهة مستقرة وموحدة في وجه العناصر السلبية في المنطقة

إسرائيل اليوم– بقلم  يوآف ليمور – 5/1/2021

” على اسرائيل ان تبقي خيارا عسكريا قائما ومصداقا، والايضاح للامريكيين بانها مستعدة لان تستخدمه. وبخلاف الاتفاق السابق، فان اسرائيل لا تصل هذه المرة الى هذه المعركة وحدها: اصدقاؤها الجدد في الخليج سيقفون الى جانبها، وفي هذا الجانب – فان الاتفاق مع قطر هو أنباء ممتازة لمعسكر “الاخيار”، وانباء اقل طيبة لطهران “.

يواصل الشرق الاوسط تصدر العناوين الرئيسة بوتيرة كاسحة وكان أمس عنوانان كهذه: اعلان ايران انها بدأت تخصب اليورانيوم الى 20 في المئة والاعلان عن اتفاق المصالحة الذي توصل اليه الامريكيون بين قطر  والسعودية، وعمليا بينها وبين كل العالم السني المعتدل. 

ينهي اتفاق المصالحة، كما من المعقول الافتراض، الخطوات السياسية لادارة ترامب في المنطقة. فقد عمل مبعوثا الرئيس، جارد كوشنير وآفي باركوفيتش على هذا الاتفاق في الاشهر الاخيرة وهو سينهي ثلاث سنوات من الخصومة العلنية والمقاطعة المتبادلة بين السعودية والامارات وبين قطر. 

والأهم من ذلك هو ان المصالحة ستسمح بتشكيل جبهة مستقرة وموحدة امام العناصر السلبية في المنطقة. معقول ايضا ان نسمع في الايام القريبة القادمة ان لهذا الاتفاق يوجد ثمن (بالمال، بالسلاح او بكليهما) ولكن ستكون له فضائل ايضا: قطر هي لاعبة مركزية في محور الاخوان المسلمين – سبب  مركزي للعداء الذي ساد بينها وبين جيرانها في الخليج – وهذه الصفة فانها ستكون الان عامل تلطيف لحدة الخلاف مع تركيا، وعامل اكثر نشاطا في مساعي الجسر والتهدئة مع حماس في غزة. 

لقطر غير قليل من الاسباب للرغبة في الاتفاق. فالى جانب فضائله السياسية والاقتصادية، فانه سيزيح عنها حجرا كبيرا قبل لحظة من دخولها السطر الاخير في الحدث الاهم الذي  ترتقبه: المونديال في 2022، الذي سيجرى على اراضيها. فقطر  تريد أن تصل الى هذا الحدث كمنتصرة، وليس كدولة تعيش جملة نزاعات. 

الفرصة لاسرائيل

ان الجسر الذي مدته الادارة يسمح لها بان تفعل ذلك، ولكنه يشكل فرصة لاسرائيل ايضا. فاستمرارا للعلاقات التي تحققت مع الامارات، البحرين، السودان والمغرب، لا يوجد اي سبب في العالم الان يمنع التوقيع على اتفاق مع قطر ايضا. 

لقد سبق أن كان لاسرائيل مكتب مصالح في الدوحة، واشغلته وزارة الخارجية دوما على مدى سنوات طويلة (حتى منتصف العقد الماضي). كما كانت للموساد علاقات متفرعة في قطر، وعمليا – لولا حربها ضد السعودية، لكان معقولا ان تكون قطر قد صعدت في وقت مبكر أكثر  الى قطار السلام.  

كما أن الاتفاق مع قطر سيدفع الى الامام بخطوة اخرى الاتفاقات مع دول اخرى في الخليج، وعلى رأسها السعودية. ولا تزال التقديرات كما كانت من قبل – ان يسعى السعوديون الى انتظارة بايدن – وكذا الضغوط التي يمارسها ترامب ورجاله سيصعب عليها النضوج الى اتفاقات في الـ 15 يوما المتبقية للرئيس في البيت الابيض. 

نافذة الفرص المكتظة هذه تشخصها ايران التي أعلنت امس عن انها نقلت الى مستويات عملية قرارها تخصيب اليورانيوم الى مستوى 20 في المئة. ويدور الحديث عن الخرق الاكبر الذي ارتكبته ايران حتى الان للاتفاق النووي، بعد أن كان رفعت مستوى التخصيب  الى 4.5 في  المئة، نصبت اجهزة طرد مركزي متطورة وراكمت كمية اكبر بكثير من اليورانيوم مما كان يسمح الاتفاق لها بها. 

صحيح أن الخطوة الايرانية تقصر طريقها الى القنبلة ولكن هذه طريق لا تزال طويلة. معقول الا تكون ايران تسعى الى الاقتحام منذ الان الى النووي  بل جمع الذخائر قبيل المفاوضات المرتقبة مع ادارة بايدن على عودة امريكا الى الاتفاق النووي. يدور الحديث عمليا عن “امسكوني” كلاسيكية: اشارة للامريكيين بانه اذا لم يكن تقدم في المفاوضات، فسيكون تقدم في النووي.

لقد سبق لايران في الماضي ان خصبت الى مستوى 20 في المئة. والمادة التي راكمتها اخذت منها كجزء من الاتفاق النووي الاصلي، والان ايضا ستتخلى عنها بسرور في صالح العودة الى الاتفاق، ولا سيما كي ترفع عنها العقوبات المتشددة التي فرضت عليها كجزء من انسحاب الولايات المتحدة منه. معقول ان تكون انتظرت قبل اتخاذ الخطوة حتى الان كي تتأكد من أن ترامب يوجد في ايامه الاخيرة في المنصب ولن يتمكن من اتخاذ خطوة عسكرية ضدها.

هذه بالضبط هي نقطة ضعف ايران، التي ينبغي لاسرائيل أن تستغلها: ان توضح لادارة بايدن بان ايران تكسر كل تفاهم وكل اتفاق، وتلعب بسلاح الدمار الشامل. كما أن على اسرائيل ان تبقي خيارا عسكريا قائما ومصداقا، والايضاح للامريكيين بانها مستعدة لان تستخدمه. وبخلاف الاتفاق السابق، فان اسرائيل لا تصل هذه  المرة الى هذه المعركة وحدها: اصدقاؤها الجدد في الخليج سيقفون الى جانبها، وفي هذا الجانب – فان  الاتفاق مع قطر هو أنباء ممتازة لمعسكر “الاخيار”، وانباء اقل طيبة لطهران. 

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى