ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم– بقلم  يوآف ليمور – الدائرة اغلقت ولكن الميدان لا يزال متفجرا

إسرائيل اليوم– بقلم  يوآف ليمور – 20/9/2021

” يكفي رؤية التعتيم الذي اجري على صورة السجينين بعد القبض عليهما والتي نشرتهما حماس كي نفهم حقنة التشجيع المكثفة التي اعطتها القضية للكفاح الفلسطيني، برعاية الاخفاق المدوي لمصلحة السجون “.

قضية فرار الستة من سجن جلبوع انتهت امس بافضل طريقة ممكنة. فقد استسلم الاخيران دون معركة فاغلقت اسرائيل الدائرة، مع نجمتين بارزتين. النجمة الاولى هي الوضع الامني الفوري. الميدان لا يزال متفجرا في اعقاب القضية. لا يوجد موضوع يوحد الشارع الفلسطيني اكثر من السجناء الامنيين، ويوجد غير قليل من الجهات المعنية لاستغلال الحدث للعنف، الاضطرابات والعمليات.

الايام الاولى بعد الفرار من السجن تميزت بالتوتر في الجبهتين الفلسطينيتين – في الضفة وفي غزة. في الضفة سجل ارتفاع في كمية محاولات العمليات التي احبطت في معظمها. الميدان لا يزال متفجرا، ويشهد على ذلك قرار الجيش الاسرائيلي عدم تخفيف حجم القوات التي دفع بها في الاسابيع الاخيرة الى المناطق، وابقاء حالة التأهب العالية حتى في ايام عيد العرش خوفا من العمليات. 

غزة هي الاخرى تحمست في بداية القضية. فقد اطلق الجهاد الاسلامي عدة صواريخ الى اسرائيل الى ان تلقى تلميحات بان من المجدي له ان يهديء الامور. تشارك مصر حتى ما فوق الرقبة في مساعي التهدئة هذه  التي تسارعت في اعقاب القمة الناجحة بين الرئيس  السيسي ورئيس الوزراء بينيت. ولا يزال، بقيت المشاكل الاساس في غزة بلا حل، ما يضمن ان هذه تهدئة مؤقتة، وفي اقرب وقت ستوجد ذريعة اخرى لاستئناف النار، وعليه ففي الجنوب ايضا تبقى حالة التأهب اعلى من المعتاد. 

النجمة الثانية تتعلق بمصلحة السجون. الفجوة التي كشفت بين الذراعين الامنيين لاسرائيل غير مسبوقة. الاول هو ذراع عضلي على نحو خاص: الشباك، الجيش واليمم اثبتوا في القبض على المخربين امس قدرة عمل موضعية قليلة الجيوش في العالم القادرة عليها في خليط من المعلومات الاستخبارية والعمليات. هذه قدرة تطورت منذ حملة السور الواقي الى فن تسمح بالاعتقال كل ليلة للمخربين ومنع العديد من العمليات. 

ولكن الذراع الثاني في ذات الجسم تماما متدلٍ على نحو خاص. فقد اثبتت مصلحة السجون هزالا، هشاشة، انعداما للمهنية وكل وصف آخر يمكن التفكير فيه. مجرد حقيقة أن كل سلسلة القيادة التي شاركت في القصور لم تضع المفاتيح بعد تدل كم هي الاخلاق المهنية في الجهاز متدنية وعفنة. يمكن فقط الامل في أن تقوم لجنة فينكلشتاين بالعمل وتضع رسالة لاصلاح مواضع الخلل الخطيرة التي انكشفت في الهروب.

مقلق اكثر من اي شيء آخر هو العجز الاستخباري في مصلحة السجون. الشهير هو هو السجناء الامنيين هم احد المحركات الاكثر نشاطا في دحرجة العمليات وذلك ضمن امور اخرى لاجل تحررهم. اذا  كانت استخبارات السجون لم تعرف  شيئا عن النفق الذي حفر على مدى نحو سنة يمكن فقط العجب عما تعرفه اذا كانت تعرف شيئا عما يخطط  ويدحرج السجناء الذين تحتجزهم في منشآتها. 

معقول ان تحاول مصلحة السجون الان تنظيم الامور في المنشآت وبين السجناء. خير تفعل اذا لم تعمل بتلقائية بل انطلاقا من توجه واضح يثبت قواعد واضحة بالنسبة للامتيازات التي يستحقها السجناء الامنيون  وشروط حبسهم. كل طريقة عمل اخرى من شأنها أن تشعل هذه المسألة الحساسة مرة اخرى وتعطي السجناء انتصارا زائدا. 

على اي حال، فان فرار ستة السجناء من سجن جلبوع يعد في الشارع الفلسطيني كانتصار على اسرائيل. بالضبط مثلما في حملة حارس الاسوار، الرواية واضحة، وهي تعمل في صالح الضعيف. النتيجة النهائية – وهي أن الستة اعيدوا الى السجن – أقل اهمية. كان يكفي رؤية التعتيم الذي اجري على صورة السجينين بعد القبض عليهما والتي نشرتهما حماس كي نفهم حقنة التشجيع المكثفة التي اعطتها القضية للكفاح الفلسطيني، برعاية الاخفاق المدوي لمصلحة السجون. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى