ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم– بقلم يوآف ليمور – البرق لا يضرب مرتين

إسرائيل اليوم– بقلم  يوآف ليمور – 16/11/2020

صحيح انه على المستوى الاستراتيجي ليس لاسرائيل اي مصلحة في أن تعلق في التصعيد وهي تفضل (وعن حق) الهدوء، ولكن ينبغي أن يكون واضحا لحماس بانه لا يوجد طرف واحد فقط يصعد ويخفض اللهيب كما يشاء، وانه في الطريق الى التصعيد مسموح لاسرائيل ايضا ان يجن جنونها عندما يتم اجتياز خطوطها الحمراء  “.

مالت اوساط اسرائيل أمس لقبول الرواية الغزية في أن خللا في العتاد يعود لحالة الطقس هو الذي تسبب  باطلاق الصاروخين نحو مركز البلاد.

لا تعتمد اسرائيل فقط على المعلومات وعلى الحرج الذي ساد في غزة في اعقاب اطلاق النار. بل اساسا على حقيقة أن حفر اطلاق النار التي اطلقت منها الصواريخ تعود لحماس وليس للجهاد الاسلامي. لو كان تنظيم الجهاد هو الذي اطلق النار، لكان ممكنا ايجاد مبرر لذلك، ظاهرا: فالتنظيم احيى الاسبوع الماضي الذكرى السنوية لتصفية زعيمه في القطاع، بهاء ابو العطا، واطلاق نار كهذا كان كفيلا بان يتم من جانبه على سبيل الثأر.

اما لحماس فليس لها ما تثأر له. العكس هو الصحيح: فقد بذلت المنظمة في الاونة الاخيرة جهدا كبيرا للجم نشطاء الجهاد الاسلامي ومنعهم عن اطلاق الصواريخ نحو الاراضي الاسرائيلية. وخافت اوساط حماس من أن تؤدي مثل هذه النار الى التصعيد، والتي تتعارض مع المصلحة الحالية للمنظمة – الهدوء المطلق في محاولة للوصول الى تسوية بعيدة المدى مع اسرائيل. كما أن المنظمة نقلت أمس رسائل عبر كل وسيط  محتمل وفي كل سبيل ممكن، اوضحت فيها بان النار لم تكن مقصودة بل خلل نبع من حالة الطقس (رطوبة او ضربة برق) وهي تطلب الامتناع عن التصعيد.

معقول ان تكون اسرائيل اخذت هذا بالحسبان عندما اكتفت امس برد قصير ومقنون نسبيا على اطلاق الصواريخ. ويضاف الى جملة الاعتبارات – وعلى رأسها الرغبة في الامتناع عن التصعيد في الجانب الاسرائيلي أيضا – حالة الطقس ايضا التي تجعل صعبة النشاط الجوي منذ نهاية السبت. بداية كان هناك في اسرائيل من اعتقدوا ان بالضبط لهذا السبب كان تزامن اطلاق النار مع العاصفة (في محاولة للتصعيد على كشف مصادر اطلاق النار واعتراض الصواريخ)، وكما اسلفنا – كان الميل امس تصديق حماس بان اطلاق الصواريخ تم كنتيجة لخلل فني.

ولكن في هذه الحالة، يخيل أن السياسة الاسرائيلية مغلوطة. فحتى لو تجاهلنا الاصالة المبالغ فيها بان البرق يضرب مرتين بنفس الطريقة ويتسبب باطلاق صواريخ للمدى البعيد بشكل غير مقصود (في المرة السابقة جرى اطلاق الصاروخ نحو بئر السبع)، محظور على اسرائيل أن تمر مرور الكرام على حقيقة أن مئات الاف السكان قض مضاجعهم في ظلمة الليل وهرعوا الى المجالات المحصنة.

على اسرائيل أن تطالب حماس بضمان امان هذا العتاد الحساس، والتأكد بالف طريقة بانه لا تقع ولن تقع حالات خلل.  واذا كانت الكلمات لا تكفي لنقل الرسالة – والنار الاخيرة تثبت انها لا تكفي – فيمكن نقلها بطريقة اكثر تفجرا توضح لحماس ما هي الخطوط الحمراء التي يحظر اجتيازها. وكما تقول الدعاية القديمة: حالات الخلل لا تقع بل تفتعل – كنتيجة لمعالجة عليلة للعتاد او لتخزينه بشكل فاسد – وعلى حماس ان تتأكد من انها لن تحصل مرة اخرى.

ان الامتناع الاسرائيلي عن التصرف بهذا الشكل من شأنه أن ينقل الى حماس رسالة مغلوطة وبموجبها اسرائيل هي التي تخاف التصعيد ولهذا فهي تبحث عن سبيل لانهاء كل حدث بسرعة. صحيح انه على المستوى الاستراتيجي ليس لاسرائيل اي مصلحة في أن تعلق في التصعيد وهي تفضل (وعن حق) الهدوء، ولكن ينبغي أن يكون واضحا لحماس بانه لا يوجد طرف واحد فقط يصعد ويخفض اللهيب كما يشاء، وانه في الطريق الى التصعيد مسموح لاسرائيل ايضا ان يجن جنونها عندما يتم اجتياز خطوطها الحمراء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى