ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم – بقلم  نداف شرغاي – فلننزل حماس عن الجبل

إسرائيل اليوم– بقلم  نداف شرغاي – 21/5/2021

” لا يبدو أن الاستجابة لمطالب حماس في الاقصى والشيخ جراح مجرد شائعات او تسريبات. ففي الميدان يتشكل واقع جديد يظهر أن اسرائيل استجابت منذ الان لهذه المطالب “.

قبل لحظة من وقف النار تطالب حماس بان ينص في الاتفاق او في التفاهمات سواء اغلاق الحرم في وجه زيارات اليهود أم تجميد الاستيطان اليهودي في حي شمعون الصديق (الشيخ جراح). في الوضع الطبيعي ما كنا لنشك في السلوك الاسرائيلي المرتقب وكنا سنفترض أن نتنياهو سيدحرج حماس ومطالبها الوقحة هذه “عن كل الدرج”، ومع ذلك فان التخوف والشك يسترقان الى القلب. فلا يدور الحديث فقط عن شائعات او تسريبات. في الميدان يتشكل واقع جديد:

هذا هو اليوم الثامن عشر الذي يغلق فيه الحرم في وجه اليهود، وذلك رغم ان رمضان انتهى قبل اسبوع. كما ان هذا هو اليوم العاشر للتدخل غير المسبوق من جانب المستشار القانوني للحكومة في سلسلة ملفات تجري في الهيئات القضائية منذ اكثر من عقد، وموضوعها مستقبل الممتلكات اليهودية في حي شمعون الصديق –والتي ليس مندلبليت على الاطلاق طرفا فيها. لقد سبق لمحكمة الصلح والمحكمة المركزية ان قررتا في صالح اليهود في هذه الملفات وأمرتا السكان العرب بالاخلاء وباعادة الممتلكات الى اصحابها. اما العرب فاستأنفوا الى العليا التي اوشكت على ما يبدو أن ترد الطلب، ولكن عندها تدخل مندلبليت ونال تأجيلا. 

تفيد صورة الواقع، لشدة الاسف بان حماس حققت ردعا حيال اسرائيل في القدس – السبب الرسمي للمعركة التي بدأت بها. في الحرم حققت، صحيح حتى الان، ما لم يحققه مئات ضاربي السكاكين، الداهسين ومطلقي النار – ممن خرجوا في السنوات الاخيرة باسم الاقصى لقتل اليهود – اي ابعاد اليهود عن الحرم. كما انها في شمعون الصديق سجلت انجازا: تجميد عملي للاستيطان اليهودي هناك. بل ان حماس اعادت الى القدس جغرافيا الخوف. اليهود والعرب، الذين حتى قبل شهرين كانوا يجتازون “الخطوط” كل نحو الاخر في اطار انسجة طبيعية وحياة مشتركة في مجالات التجارة، السياحة، المواصلات، الفندقة وغيرها، يغلقون على انفسهم الان في اماكنهم وفي احيائهم. خط التماس اصبح، مؤقتا كما ينبغي الامل، خط رعب، ارهاب، عنف وتقسيم. 

لا يزال ليس متأخرا اعادة الدولاب الى الوراء: الاثبات ان ليس للتباهي فقط اختارت اسرائيل اسم “حارس الاسوار” للحملة ضد حماس. بل ينبغي أولا الاعتراف بالواقع وعدم محاولة تجميله. ثانيا، يجب أن نتذكر كيف رد دافيد بن غوريون في اذار 1948 اعتراض يغئال يدين على حشد القوات في القدس على حساب جبهات اخرى. فـبن غوريون طرق في حينه الطاولة واوضح بانه على القدس كل شيء  سينهض او يسقط، وعليه فيجب تفضيلها. ومع ان هذه المرة لا يوجد على جدول الاعمال “سقوط القدس العبرية”، كما حذر في حينه بن غوريون بل بالتأكيد يوجد على جدول الاعمال خطر انزلاق سريع في اتجاه تقسيم متجدد، بحكم الامر الواقع، للمدينة. 

قبل أن يتثبت واقع جديد ينبغي المسارعة لاعادة فتح بوابات الحرم امام اليهود او الايضاح بانه اذا لم يتمكنوا من الزيارة هناك، فان المسلمين ايضا لن يتمكنوا من الزيارة هناك. وفي موضوع شمعون الصديق ايضا محظور المساومة. فالاستجابة لمطالب حماس هناك ستكون سابقة خطيرة. غدا سيطالب الفلسطينيون بتجميد واخلاء اليهود من نقاط استيطانية مختلطة اخرى في القدس مثل مدينة داود والبلدة القديمة بل وسيطرحون مطالب مشابهة بالنسبة للد او عكا. فلماذا لا، في واقع الامر؟ ما الفرق، من ناحيتهم؟ اليهود ايضا يمكنهم أن يتعلقوا بهذه السابقة الخطيرة وان يطالبوا بتجميد او اخلاء الاف العرب الذين يعيشون في الاحياء اليهودية في القدس. هذه المعادلة التي تحاول حماس فرضها منذ بداية “حارس الاسوار” يجب أن تشطب بل وان يرفض البحث فيها. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى