ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم– بقلم كرني الداد – كله شخصي ولهذا يوجد ثمن

إسرائيل اليوم– بقلم  كرني  الداد – 30/12/2020

في المكان الذي يتصدر فيه الامر الشخصي ولا تبرز القيم لا  يمكن أن نتوقع من المواطنين التضامن، التضحية،  الانضباط والتفكير في الاخر“.

رويدا رويدا، دون أن ننتبه تقريبا، كل  شيء أصبح شخصيا اكثر. فمعارك الانتخابات الاخيرة، وتلك التي ستأتي علينا على نحو خاص، هي مثال جيد على ذلك: مرة انتخبنا حزبا مثل قيماتشبه جدا قيمنا. وكانت الشخصية هناك كي  تخدم المثال. سألنا أنفسنا من سينجح في تنفيذ معتقداتنا في عالم الواقع بالشكل  الافضل، الاكثر  نفعا.  من سيقودنا الى مستقبل افضل.

مفهوم أنه كانت مناوشات على اساس شخصي.  فلا يمكن تصور عالم لا توجد فيه كهذه. وحتى بين تشي جيفارا وفيدل كاسترو في ادغال سييرا ماسترا، حين كان العالم كله مثاليين كانت صِدامات على اساس شخصي. ولكن ليس هما ولا الثوريين الذين قاتلوا معهما وضعوا الشخصي في المركز إذ كانت امور اهم منه. كانت ايديولوجيا، كانت قيم. وهي التي قادتهم الى النصر، أبدا.

تخيلت صورتين: واحدة اليوم حيث الانسان في المركز يملأ الاطار، والثانية سابقة لها، ربما بالوان أرق، كانت الكاميرا فيها بعيدة عن الوجه فنرى السماء ايضا. ومثلما في الكنيسة الغوثية، باقواسها العالية  كان احساس بان ثمة شيء  اكبر منا. آثار هذا الاحساس قد تكون الاكثر جوهرية بتعريف وجودنا: فهل أنا وبعدي الطوفان، أم ربما يوجد شيء ما اكبر مني، يستحق الكفاح من اجله، التضحية من اجله، ويوحدني مع آخرين يؤمنون بذاك الامر الخارج عني، الخارج عن الانسان الاخر؟

هكذا هي الايديولوجيات الكبرى. الاديان. بدونها عالمنا فارغ، لانه لا يحتوي الا نحن. ونحن محدودون ومليئون بالعلل. عالم فيه الانسان في المركز يمكنه أن يكون رائعا من جهة، لانه لا يوجد غيره ولا يمكن لاي شيء أن يستغل ايمانه البريء او يوجهه بتهكم نحو اهداف أخرى، ولكن من جهة اخرى، وهذه جهة اخرى كبيرة جدا، هذا عالم بائس، هزيل، نحيف وشرير.

هذا ميل يجري، إن لم يكن حصل في العالم الغربي كله. ما بعد الحداثة ينزع القشور ويتركنا عراة عن كل جوهر غير جوهرنا الخاص، الشخصي. هذه القيم المضادة تصل الى هنا أيضا، الى الجزيرة التي اقيمت على القيم التي ما كان يمكن أن تقوم بدونها، وتقضمه، تقضمها، بهزء وبارهاق.

أربع معارك انتخابات على التوالي اعطتنا نشوء وارتقاء سريعا: اذا كنا في الاوائل نتحدث قليلا عن القيم – ففي الرابعة تبددت في الدخان. فضلا عن ذلك: اذا جرى الحديث في الاوائل تلميحا عن خلق بديل لرئيس الوزراء، بسبب لوائح الاتهام المعلقة ضده، أي – ليس للمتنافسين في استبداله أمر شخصي ضده، بل رغبة في قيادة جديدة نقية اليدين، فلا يوجد اليوم حتى بارقة قول ايجابي. معسكر “فقط لا بيبي” يقول ببساطة فقط لا بيبي. شخصي تماما، سلبي  تماما.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى